عندما تقدم عمر محمد مرسي ابن الرئيس محمد مرسي للاختبار في الشركة القابضة للمطارات للحصول على وظيفة، مثله مثل باقي الخريجين، هاجمه الإعلام لا سيما القنوات الفضائية الخاصة والصحف والمواقع الإلكترونية الخاصة والحزبية، هجوما شديدا، واتهموه بالاستفادة من منصب والده، وأنه سيحصل على راتب 40 ألف جنيه - علماً بأن هذه الوظيفة يبدأ الراتب فيها من 900 جنيه- واتهموا والده بالفساد واستغلال السلطة، وشبهوا ابن الرئيس مرسي ب ابن المخلوع مبارك، واستمروا في كيل الاتهامات بالجملة، وشنوا عليه حرباً شعواء وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها. بينما نفس هذه القنوات والصحف والمواقع كانت موجودة عندما تم إلقاء القبض على سلمى حمدين صباحي، أبنة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، بتهمة النصب على المواطنين بمبالغ كبيرة، ولكن للأسف وللعجب في نفس الوقت، أننا لم نسمع لهذه القنوات والصحف والمواقع أي همس، وكأنهم لا يعلمون شيئا عن الموضوع، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن شيء لم يحدث، أو أنهم من عالم آخر، أو بالمعنى البلدي (عملوا نفسهم مش من هنا)، ولما انتشر الخبر، واستشعروا الحرج بتكتمهم على الخبر، بدأوا يذكرون خبر اتهام سلمى حمدين صباحي بالنصب على المواطنين، كخبر عادي، عابر، وليس كهجوم كاسح كما فعلوا مع ابن الرئيس مرسي. وعقد الأستاذ حمدين صباحي مؤتمراً بخصوص ابنته سلمى المتهمة بالنصب، وكالعادة كان أمامه أكثر من 30 ميكروفون – بينما رئيس الوزراء عندما يتحدث في مصالح الوطن يكون أمامه من 1 إلى 4 ميكروفون على الأكثر- المهم أن الأستاذ حمدين صباحي قال في معرض كلامه في هذا المؤتمر أنه متأكد من براءة ابنته سلمى، ولكنه في نفس الوقت يعيش بمبدأ إذا سرقت فاطمة بنت محمد قطع محمد يدها -وهذا مبدأ جيد- ولكننا لم نسمع فحُول الإعلام الخاص يقولون أن حمدين صباحي يتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه يُشبه ابنته سلمى بالسيدة فاطمة رضي الله عنها، ولم يستهزءوا به، ويسخروا منه كما فعلوا مع الرئيس مرسي عندما شبه أنصاره حاله بحال سيدنا يوسف عليه السلام عندما خرج من السجن وتولى حكم مصر. وأنا أقول من منطلق الضمير والإنصاف، أن الأستاذ/ حمدين صباحي لا يضيره اتهام ابنته بالنصب، حتى إذا ثبت إدانتها وحُكم عليها بالسجن، لأن المولى سبحانه وتعالى يقول (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) فلا يجوز أن نعاقب أحداً بذنب آخر، حتى ولو كان من أقرب الأقربين، ولكن لكل امرئ ما اكتسب من الإثم، وإن كنت أرى أن ما فعلته جبهة الإنقاذ التي ينتمي إليها الأستاذ/ حمدين صباحي من توفير الغطاء السياسي لميليشيات "البلاك بلوك" الإرهابية التي تقتل وتحرق وتدمر وتخرب وتقطع الطرق وتعطل مصالح المواطنين، هو أشد جرماً من النصب، لأنه يضر الشعب كله. أنا لا أطالب الإعلام بالتشهير ب سلمى حمدين صباحي، ولا السخرية من والدها، ولكن أطالبهم بالإنصاف، فإن ما يحزن النفس، ويدمي القلب، من هذا الإعلام الأسود، أنه يتحسس الأخطاء فينشرها، ويرى أمامه عينيه الإنجازات وينكرها ! يختلق الأكاذيب وينشرها، ويرى النجاحات ولا يذكرها؛ أيها الإعلاميون لماذا الكيل بمكيالين؟ لماذا تنشرون أخبار وتتغافلون عن أخرى؟ لماذا تُشيعون أكاذيب وتكتمون حقائق؟ لماذا تذيعون مغالطات وتتسترون على جرائم؟ لماذا تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون؟؟؟ أحمد شحاتة رئيس اللجنة النقابية للعاملين بشركة فاركو للأدوية عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.