إذا كنت من الإخوان مثلى فغالبا لم تشاهد فيلم "عمر وسلمى" الذى قام ببطولته تامر حسنى ومى عز الدين، وإذا كان قد فاتك هذا "الشرف" فإن "الفرصة لسه قدامك" لمطالعة رواية "عمر وسلمى" فى نسختها الجديدة. وإذا كان فيلم "عمر وسلمى" السينمائى خياليا يقوم على قصة "ومناظر"، فإن "عمر وسلمى" الذى تجرى أحداثه الآن تجرى أحداثه على أرض الواقع . "عمر وسلمى" الجديد أقصد به.. عمر محمد مرسى وسلمى حمدين صباحى. عمر.. الذى تم تقطيعه وأبيه على الهواء فى الفضائيات لأيام متتالية ودبجت ضدهما مئات المقالات وآلاف الأخبار على مواقع الأخبار.. وسلمى التى تستحيى وسائل الإعلام أن تتابع أخبار القبض عليها وتتعفف عن الخوض فى تفاصيل الجريمة المتورطة فيها . عمر.. كانت جريمته أنه تقدم مثل غيره للحصول على وظيفة راتبها 900 جنيه.. وسلمى جريمتها أنها متهمة بالنصب الإلكترونى على المئات الذين انخدعوا فيها وفى سمعة والدها. عمر.. كِيلت له الاتهامات رغم أنه مارس حقه الطبيعى فى الحصول على وظيفة فى بلده، مثل أى شاب فى مقتبل عمره يسعى إلى الحصول على راتب فى آخر الشهر يتمكن عن طريقه من الوصول إلى "بنت الحلال" وبناء عش زوجية "زى خلق الله"... وسلمى تمارس تجارة مشبوهة أقنعت خلالها العشرات بالمساهمة فى تسويق شبكى لا يدرى أحد فيه رأسه من "قفاه". عمر.. اضطر إلى التنازل عن حقه الطبيعى فى الحصول على الوظيفة رغم أن مؤهلاته تسمح له بذلك.. وسلمى استمرت فى تجارتها إلى أن تم إلقاء القبض عليها وحبسها احتياطيا وسط "ولولة" العديد من الأصوات، بل وصل الأمر إلى إنشاء صفحات للتضامن معها! أعتقد أن مثل هذا السيناريو الهابط لفيلم "عمر وسلمى" دليل على التحيز الواضح الذى تمارسه وسائل الإعلام ضد الرئيس وحكومته وأسرته التى تتابع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تفاصيل حياتهم بالدقيقة واللحظة. فى حين تتعمد عدم نشر أى أخبار عن الاتهامات التى طالت ابنة السياسى الذى يطرح نفسه بديلا لرئيس الجمهورية. وهى مفارقة غير طبيعية وتثير الاستياء و"المغص"؛ فبأى منطق تلاحق الأخبار والشائعات والأكاذيب الرئيس وأسرته فى الوقت الذى تفضل فيه وسائل الإعلام نفسها غض الطرف عن اتهامات حقيقية أمام النيابة و"تطنش" متابعة أخبارها؟ وهو أمر يتنافى مع المهنية التى من المفترض أن تكون الشعار الأول الذى ترفعه وسائل الإعلام. ولكن يبدو أن الانحيازات السياسية لهذه الوسائل تغلبت على "المسكينة مهنية" وألقتها أرضا من أجل عيون المرشح الخاسر وابنته.