مسئول سيادي: صبرنا بدأ ينفد.. والمشايخ: نحتاج إلى قرار سيادي.. أهل السنة والجماعة: ليس لنا صلة بالخاطفين.. وأبناء القبائل: جيش هزيل وحكومة مراوغة وانفلات أمنى وراء الأحداث شهدت مناطق شرق العريش في مدن الشيخ زويد ورفح ووسط سيناء، تحركات عسكرية لمدرعات القوات المسلحة وهى تطوف الطرق السريعة والمناطق الحيوية، فيما شوهدت سيارات الجيش تتجول في مناطق جنوب الشيخ زويد "الجورة - ميدان الشيخ". ورصدت مصادر أهلية صباح الأحد تعزيزات أمنية باتجاه مناطق الأنفاق وميدان السنبلة بطريق معبر رفح، والذي يتكدس عليه المئات من الفلسطينيين العالقين أمامه لليوم الثالث على التوالي. كما رصدت "المصريون" تحليق طائرات الهليكوبتر فوق منطقة الشيخ زويد ورفح وساحل البحر، مع الاختفاء شبه التام لقوات حفظ السلام عن المشهد. وأكد مصدر سيادي أن صبر الجيش بدأ ينفد خاصة مع تعنت الخاطفين في شروط إطلاق الجنود المختطفين لافتًا إلى أن الرئيس محمد مرسي أعطى الضوء الأخضر لاستعادة الجنود المختطفين. وحملت مجموعة من مشايخ القبائل السيناوية الدولة ما يحدث على الأرض، وقال الشيخ عارف أبو عكر، أحد المشايخ بسيناء، أننا لا نجد صاحب قرار في الدولة نتكلم معه وحينما اجتمعنا مع الرئيس محمد مرسى سمع لنا ولكنه رمى كلامنا وراء ظهره، لافتًا إلى أن الوعود المتكررة من الدولة والرئيس وعدم التنفيذ سبب المشكلة مشددًا على ضرورة قرار سيادي لحل الأزمة وأسبابها. وأشار أبو عكر إلى أنه تم قتل 16 جنديًا العام الماضي ولم يتم التوصل إليهم والأمن يعرف من قتلهم مؤكدًا أن الأنفاق هى محور الشر. واستنكر بعض المشايخ القبليين عدم إغلاق الدولة الملفات القديمة التي لفقها النظام السابق لأهل سيناء وفتح صفحة جديدة مع الشعب في سيناء، وكيف تريد الدولة منع التهريب وهى تاركة الشباب بدون عمل؟، وكيف تريد أن تضبط الأمن وهى تاركة الحدود مفتوحة على مصراعيها؟. ورأى البعض أن حسابات الدولة يجب أن تتراجع قبل الحسم العسكري، فيما رأى آخرون أن الحسم العسكري يجب أن يكون لردع الخارجين على القانون والمهربين وحملة السلاح وسيارات الدفع الرباعي التي ترهب الناس قبل الدولة. فيما حمل الناشط السياسي محمد سنجر، الضعف والفقر عند الجيش المصري المسئولية، حيث قال سنجر: "لا يعقل أن يكون جيش أكبر دولة عربية يركب سيارات متهالكة، ويتسول الناس في الطرقات، وملابسهم مقطعة وجنودهم يسألون الناس - على حد قوله". وفى السياق نفسه نفت الجماعة السلفية برفح والعريش على لسان مشايخها صلتهم بعملية خطف الجنود. وأكد الشيخ أبو فيصل الحمادين، أحد مشايخ أهل السنة والجماعة، أنه لا علم له بالخاطفين ولا بمكان وجود الجنود، مشددًا على أن القتل والخطف والقتال بين المسلمين محرم شرعًا. وأشار محللون سياسيون في سيناء إلى أن الجيش المصري حائر بين مطرقتين الأولى تطالبه بالحل السلمي لأبعد الحدود والأخرى ترى استخدام القوة لمنع ضياع هيبة جيش أكبر دولة عربية حمت مصر وقت الثورة المجيدة وغيرت حسابات المنطقة بأسرها. وتوقع المحللون أن يكون خيار الحسم العسكري هو الأقرب للتنفيذ في ظل الخسائر المحتملة لتأكيد عزة الجيش واستقلاليته مع الأخذ في الاعتبار صعوبة الأزمة في ظل التقيد باتفاقية كامب ديفيد خاصة في المنطقة "ج" التي تكبل الانتشار العسكري المصري.