كشف مركز "المزماة" للدراسات والبحوث الإماراتي، عن أن أجهزة المخابرات ببعض الدول العربية التي لم يحددها حذرت رؤساءها والمسئولين بها من إجراء أي اتصالات هاتفية مع الرئيس محمد مرسي داخل قصر "الاتحادية"؛ بسبب التجسس على المكالمات وتسجيلها من جانب أعضاء بجماعة "الإخوان المسلمين" بالقصر الرئاسي. وأوضح المركز أن مَن يقوم بعملية التجسس والتسجيل هم أحمد عبد العاطي مدير مكتب الرئيس وأسعد الشيخة نائب رئيس ديوان القصر وأيمن علي رئيس إدارة الإعلام ويحيى حامد عضو مكتب الإرشاد والذي تولى مؤخرًا وزارة الاستثمار. وحسب الدراسة التى نشرها المركز الإماراتى الشهير، فإن جماعة "الإخوان" سيطرت على القصر الجمهوري بعد وصول مرسى للحكم من خلال استبعاد أكثر من 20 مبرمج كمبيوتر من العاملين واستبدالهم بمجموعة إخوانية حصلت على دورة تدريبية في إيران وتعيين 150 شابًا إخوانيًّا داخل قصر الاتحادية خلال الفترة الأخيرة. من جهتها، رفضت جماعة "الإخوان" تلك التهم واعتبرتها تضليلاً. واتهم حلمى بكر، القيادى الإخواني، دولة الإمارات بالترويج لتلك الشائعات في محاولة للانتقام منها، موضحًا أن الرئاسة يتحكم فيها الرئيس محمد مرسى وحده وليس معنى وجود عدد من أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" وحزب "الحرية والعدالة" داخل الرئاسة أنهم يتنصتون لصالح مكتب الإرشاد. وأضاف: كل مساعدي مرسي الذين تم تغييرهم أمر طبيعي لأن أي نظام يبدأ في التعامل مع الفصيل الذي يثق فيه دون الاهتمام بما يثار من شائعات". واعتبر اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن تسجيل الرئاسة اللقاءات والمحادثات التليفونية الهاتفية مع قادة ورؤساء الدول "أمر متبع ولا ضرر فيه ومعظم الدولة تستخدمه ولا حرج في ذلك". لكنه أكد أنه في حال ثبوت معلومات بزرع أجهزة تصنت داخل مؤسسة الرئاسة بدون علم الرئاسة "فهذه كارثة كبرى، حيث تصبح الدولة فى هذه الحالة مخترقة، وهو ما يستدعي أن تعلن الرئاسة موقفها من ذلك وأن تكلف الأجهزة الأمنية والمخابراتية بعمل اللازم حيال هذا الأمر الخطير، أما إذا كان الأمر من جانب مؤسسة الرئاسة نفسها فلا حرج". فيما رجح اللواء محمود جوهر، مدير أمن قنا الأسبق، أن يكون ما نشره المركز الإماراتي "شائعات تهدف إلى إثارة الرأي العام تجاه الرئيس مرسي، خاصة أنَّ كثرة الحديث عن وجود تدخل من مكتب الإرشاد في الرئاسة يزيد قلقَ الشارع، وهو ما يدفع البعض للتظاهر والنزول ضد الرئيس وجماعة الإخوان". مع ذلك، أكد أن تسجيل المكالمات أمر طبيعى فى كل بلدان العالم لحفظ أى تحركات رئاسية والرجوع إليها بشكل دوري، أما ما يقال عن وجود جواسيس بالقصر فهو أمر صعب للغاية، خاصة أنَّ مَن يدخلون القصر تابعون للنظام وعلى دراية بما يجري.