تصاعدت أزمة اسطوانات الغاز في كافة محافظات الجمهورية، حيث يحتشد ألاف المواطنين كل يوم للبحث عن أنبوبة الغاز التي ارتفع سعرها في بعض المناطق إلى 40 جنيه، ووقوف الأهالي طوابير لا حصر لها أمام مستودعات الغاز وسط اتهامات للحكومة بالتقاعس عن حل مشكلة المواطنين. ففي محافظة القاهرة، واصلت أزمة أنابيب البوتاجاز اشتعالها، وتراوحت سعر أنبوبة البوتاجاز بين 15 و 35 جنيها وسط حالة من السخط والغضب في صفوف المواطنين الذين اتهموا الوزارة والحكومة ببيعهم للتجار والوسطاء. كما اتهم المواطنون الحكومة ببيع الغاز لإسرائيل بأرخص الأسعار، حيث أكد المواطنون في أحياء القاهرة انخفاض الحصص المخصصة لهم من الأنابيب، رغم إعلان الوزير عن زيادة المطروح منها، وشهدت منافذ التوزيع وجود مئات السيارات المحملة بأنابيب فارغة تنتظر دورها لاستبدالها بأنابيب مملوءة بالغاز. وفي محافظة كفر الشيخ شن المواطنون هجوما حادا على الدولة، وطالبوا الرئيس مبارك بالتدخل لإنهاء الأزمة، وعدم إلغاء الدعم على البوتوجاز في يونيه القادم، حيث قام أكثر من 5 ألاف مواطن أمام مستودعات مختلفة بالمحافظة مظاهرات وطالبوا بحل الأزمة الكبرى قبل أن يتحول الأمر إلى كارثة. و كلف وكيل وزارة التضامن الاجتماعي كامل خضر جميع المفتشين بالمحافظة بتفتيش المستودعات وإحكام الرقابة في القرى المختلفة بالمحافظة، بعد أن وقف الأهالي في طوابير أمام مستودعات الغاز ووصول سعرها في السوق السوداء إلى 22 و25 جنيها للأنبوبة، وأكد وكيل وزارة التضامن أن محافظة كفر الشيخ كان لا يوجد بها أزمة حينما كان المواطنين يستخدمون الأفران البلدي وقش الأرز والأخشاب ومحتويات القطن، ولكن بعد إهمالها ظهرت أزمة الغاز لأنه أصبح يستخدم بطرق سيئة، مضيفا أنه لا توجد أزمة في التوزيع ولكن بالسوق السوداء والتجار، مطالبا بمحاسبتهم. وفي مدينة طنطا أرجع أعضاء المجالس المحلية هذه الأزمة إلي زيادة أعداد الاسطوانات الكبيرة التي تتحصل عليها مصانع الطوب والحلوى بالمخالفة للقانون. وفي المنوفية قفزت أسعار أنابيب البوتاجاز في محافظة المنوفية 7 جنيهات إلي 15 جنيها في الري، خاصة قري مراكز منوف وقويسنا وأشمون والباجور وشبين الكوم. و في البحيرة تفاقمت أزمة أنابيب البوتاجاز، حيث وصل سعر الأنبوبة الواحدة إلي 20 جنيها في القرى البعيدة و15 جنيها في باقي المناطق القريبة من المستودعات من أجهزة الرقابة. وارتفع سعر اسطوانات الغاز في عدد من قري مراكز بني مزار ومغاغة وسمالوط وأبو قرقاص حيث يتراوح بين 16 إلي 20 جنيها، و أرجع الأهالي هذه الزيادات في الأسعار إلي لجوء أصحاب مزارع الدواجن إلي البوتاجاز في تدفئة المزارع في ظل درجات الحرارة المنخفضة. وأشاروا إلي أن سيارات نقل أنابيب البوتاجاز من الشركات إلي المستودعات يعقد سائقوها اتفاقات مع "السريحة" الذين يأخذون الأنبوبة بسعر 4 جنيهات ويبيعونها ب15 جنيها.