كثيرًا ما سألت نفسي هذا السؤال: عن ماهية الحرب في (سوريا) الحبيبة... هل هي حرب فقط بين نظام مجرم طاغية مستبد وبين شعبه الذي يرفضه ويثور عليه، أم تلك الحرب لها أبعاد أخرى مذهبية وأهداف طائفية مقيتة وصراع بين مسلمين موحدين بالله ومن سواهم ? خاصة بعد ظهور الكثير من المؤشرات والعلامات الواضحة التي لا يمكن أن تفسر بغير ذلك... وأطلب من القارئ الكريم أن يعطيني فقط من وقته بضعة دقائق لكي تتضح الصورة أمام عينيه. فالمتابع للصور المفجعة التي تأتينا من سوريا الحبيبة يرى جنودًا موالين للنظام الأسدي يقومون بتعذيب شاب حتى الموت تعذيبًا يشيب له الولدان ويطلبون منه فقط أن يتلو على مسامعهم أن لا إله إلا بشار... أو يطلبون من فتى لا يتجاوز الخامسة عشرة أن يسجد لصورة بشار الأسد الموضوعة أمامه ويلقى من أجل ذلك هذا الرجل الصغير, والبطل المغوار كل صنوف الهوان, ويظل متمسكًا برفضه السجود لغير الله. وصور أخرى كثيرة مبثوثة على فضاء الإنترنت توضح للجميع حجم المأساة التي يعيشها الشعب السوري والمتأمل للأطراف اللاعبة الرئيسية في تلك الحرب المستعرة وهم (نظام بشار الأسد والنظام الإيراني وميليشيات حزب اللات.. يجد أن القاسم المشترك الوحيد بينهم هي العقيدة الشيعية الاثنى عشرية والتي يتبعها حزب اللات وتدين بها إيران ويعلن دائمًا النظام الحاكم في سوريا أن عقيدته العلوية هي امتداد لها وهي الإمامية الاثنى عشرية أحد مذاهب الشيعة الروافض. وهى عقيدة باطلة يطول بنا المقام لو ذهبنا نتتبع أصولها وجذورها ومعالمها، ولكن السؤال الذي يشغلني الآن ويملك عليّ تفكيري ويفت في عضدي, وينخر في جسدي, ويحرق أعصابي هو: إلى متى سأظل أتابع رؤية إخواني من أهل سوريا وهم يقتلون ويذبحون, ويعذبون ويعتقلون, وتضرب مساجدهم وتقصف مآذنهم وتحرق مصاحفهم... وأستمع إلى صرخات أطفالهم, وبكاء نسائهم, وأنات جرحاهم.... والعالم كله ينظر ويسمع ولا مجيب? متى سينهض رجال تلك الأمة الإسلامية بالدفاع عن دينهم وقرآنهم وعرضهم وإخوانهم في أرض سوريا الحبيبة? ويتبقى في عقلي آخر سؤال: هل حقًا في تلك الأمة رجال? [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]