استبعدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية إمكانية التوصل لتسوية عاجلة للصراع السوري، نافية استعداد أي من نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو المعارضة في الوقت الراهن للتفاوض. وأشارت -في تعليق عبر موقعها الإلكتروني الخميس- إلى ما تم الإعلان عنه غداة اجتماع في العاصمة الروسية موسكو بين قادة روس ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، من أن مؤتمرا حول سوريا قد ينعقد بمجرد إمكان ذلك عمليا، ربما نهاية الشهر الجاري، دونما تحديد للموعد، وهو ما يراهن البعض على أن يكون بمثابة تمهيد لتسوية سلمية. ورأت المجلة أن غارتي إسرائيل على دمشق بالإضافة إلى مشهد المذابح المتكرر، لاسيما المذابح الأخيرة المروعة التي استهدفت أبناء المذهب السني على غرار مذبحتي مدينتي "بانياس" و"البياضة" الساحليتين اللتين أودتا بحياة نحو 100 وفرار عدد من العائلات السنية، كل ذلك كفيل بأن يصعب الآمال حتى في مجرد انحصار هذا الصراع المروع داخل الحدود السورية. ففيما يتعلق بغارتي إسرائيل ، رصدت المجلة تمتمة داخل الحكومة السورية حول إعلان الحرب على إسرائيل، لكن حال دون ذلك انغماسها عن آخرها في الحرب الداخلية، بينما وترت هاتان الغارتان أعصاب أصدقاء سوريا وأعدائها على السواء في دول العالم العربي. وعلى الصعيد الطائفي، رصدت المجلة دعم الشيعة متمثلا في كل من "حزب الله" اللبناني وإيران لنظام الأسد، في مقابل دعم السنة بدول الخليج لأبناء مذهبهم في سوريا، بما يهدد تصدير الصراع إلى الخارج. ورأت "الإيكونوميست" أنه بزيادة تهديد شبح الحرب الأهلية بالخروج عن حدود الدولة السورية بعد خروجه عن السيطرة، تزداد الضغوط على الدول الغربية للتدخل. ونوهت عما واجهته الإدارة الأمريكية من ضغوط متزايدة بعد ظهور أدلة على استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية. إلا أن ظهور تقارير أخرى لم تتأكد حتى الآن، تشير إلى استخدام المعارضة للأسلحة نفسها، يتيح أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما فرصة للمراوغة. ومهما يكن من رأي، فإن أوباما لابد ساع إلى تسليح المعارضة، ولكن لا أحد يعرف متى سيضطر إلى فعل ذلك، بحسب المجلة التي رأت أنه بدون تغيير السياسة الغربية إزاء المشهد السوري، لن يتمكن أي من الأسد ولا معارضته من تحقيق انتصار على الآخر، كما لن يكون من الممكن إجبارهما على الجلوس للتفاوض.