عادت أزمة السولار من جديد تسيطر على مدن وقرى محافظة الدقهلية وتشهد محطات البنزين نقصًا واضحًا امتد ليصل إلى بنزين 90 الأمر الذي دفع أصحاب السيارات إلى اللجوء إلى بعض الأساليب والحيل ومنها ملء تانك البنزين ثم الخروج من المحطة وإفراغ التانك في جراكن والعودة مرة أخرى إلى المحطة في محاولة جديدة لملء التانك من جديد حتى قامت مديرية التموين بالمحافظة بمنع تعبئة الجراكن في محطات التمويل. ولم تقتصر أزمة السولار على السيارات فقط بل امتدت الأزمة إلى الزراعة خاصة وأن المحافظة تعد من أكبر محافظات الجمهورية في مجال زراعة القمح التي باتت مهددة بالخطر حتى نهاية الموسم الذي بدأ منذ منتصف أبريل الماضي. وكانت المحافظة قد قامت هذا العام بزراعة 30 ألف فدان قمح ويتم الإعداد لزراعة أكثر من 450 ألف فدان أرز وأصبح السولار شيئًا يبحث عنه السائقون والمزارعون على السواء. وتسببت الأزمة في ظهور العديد من المخاطر والمشاكل ومنها اقتحام البلطجية والخارجين عن القانون لمحطات البنزين في محاولة منهم للحصول على البنزين وبيعه بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة مما أدى إلى ظهور "مافيا" السولار. يقول مؤمن عبد الشافي أحد المزارعين بالمحافظة إنه يضطر للبحث عن السولار في المدن والقرى المجاورة لتشغيل ماكينات الري والحصاد مشيرًا إلى أن أزمة الموسم السابق كانت أخف حدة حيث كان يتوافر السولار بعدة قرى، إلا أن هذا الموسم اختفى السولار تمامًا حتى بالسوق السوداء التي وصل سعر الصفيحة بها إلى 50 جنيهًا. وأضاف سعد عبد الرحيم صاحب أحد الجرارات أن الفلاحين تسرب إليهم شعور بالمرارة موضحًا أن وزارة الزراعة لا تعترف بالفلاح وتتجاهل مطالبه، فالثورة لم تصل حتى الآن للفلاح، مؤكدًا أن لسان حال الفلاحين يردد "حسبنا الله ونعم الوكيل"، مطالبًا بضرورة توفير كميات سولار مناسبة بالأسعار المدعمة للفلاحين أو يتم توزيعها بكوبونات تصرف من الجمعيات الزراعية لتجنب شراء السولار من السوق السوداء. من جانبه، أكد محمد نعمان، وكيل وزارة التموين بالمحافظة، أنه يتم توريد ما يزيد على مليون و700 ألف لتر لمحافظة الدقهلية يوميًا والتي تعد كمية أكبر من الشهور الماضية، موضحًا أن الأزمة تمكن في سؤ الاستهلاك، وأن هناك عددًا من الفلاحين يقومون بتخزين كميات من السولار بمنازلهم مما يحولها إلى قنابل موقوتة تهدد حياتهم، مشيرًا إلى أن جميع سيارات النقل الثقيل منها والخفيف قامت خلال الفترة الماضية بتركيب خزانات وقود إضافية بها، وبالتالي فإن كل السيارات أصبحت الآن تحمل حصة يوم كامل. وتابع: "إن توزيع السولار على المزارعين يكون حسب حيازتهم الزراعية، واحتساب حصة المزارع الواحد من خلال الجمعية الزراعية المتعامل معها التي تحدد مساحة الأرض الزراعية المدرجة بالحيازة وعلى أساسها يتم تحديد كمية السولار المخصصة لكل مزارع".