حين نقرأ قول الله عز وجل وهو يصف هذه النجوم الفريدة التي طاب بهم قرنهم فكان خير القرون "صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .قال تعالى" لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا" نعجب من أناس سمحوا لأنفسهم بأن تتلطخ ألسنتهم بالسوء في حق صحابه النبي الإجلاء"رضي الله عنهم ورضوا عنه"خير جيل وطأ بقدميه الأرض . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " النجوم أمنة السماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما تُوعد ، وأنا أمنة لأصحابي ، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي ، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعدون " رواه مسلم وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير أمتي قرني ثم الثاني ثم الثالث ، وخير أمتي أولها وآخرها وفي وسطها الكدر" رواه الحاكم والترمذي ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أن الله يفتح على الناس ببركة الصحابة ، وعن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم أو نصيفه " - فمن يسب عمر أقول له: أي عمر تقصد؟ أهو عمر بن علي بن أبي طالب ؟أم تقصد عمر بن الحسن بن علي ؟أم عمر بن الحسين بن علي ؟أم عمر بن علي زين العابدين بن الحسين ؟أم تقصد عمر بن موسى الكاظم . فما سموا أبنائهم بهذا الاسم إلا حبا في عمر الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل - وإذا سمعت أحدهم يهتف( عائشة في النار.. عائشة في النار ) أقول له خرص لسانك واسأله: أي عائشة تقصد؟عائشة بنت جعفر الصادق ؟أم عائشة بنت موسى الكاظم ؟أم عائشة بنت علي الرضا ؟أو تقصد .. عائشة بنت علي الهادي . فما سموا بناتهم بهذا الاسم إلا حبا في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.التي برأها الله من فوق سبع سموات بقرآن يتلى إلى يوم القيامة ونتعبد به وبسيرتها العطرة - وإذا سمعت شخصا يسب أبا بكر بسوء قطع لسانه أقول له: من تقصد ؟فهل هو أبو بكر بن علي بن أبي طالب ؟ أم هو أبو بكر بن الحسن بن علي ؟أم أبو بكر بن الحسين بن علي؟ أو تقصد أبو بكر بن موسى الكاظم ؟ فما سموا أبنائهم بهذا الاسم إلا حبا في الصديق"ثاني اثنين" رضي الله عنه فهو من ثبت الله به الأمة عند أحلك الفتن." عند موت رسول الله وحفظ الله به الدين عند فتنه المرتدين ومانعي الزكاة " يقول الشيخ بن عبد الوهاب قال الله تعالى:( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) فإذا لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطاً فمن يكون غيرهم ؟ وقال تعالى:( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) فإذا لم يكن أصحابه من خيرهم فمن يكون سواهم ؟ وقال:( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) ومن سب من رضي الله عنه فقد حارب الله ورسوله ، وقال : وكيف يسب من رضي عنه مولاه واصطفاه،وقال تعالى:( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) كيف يجوز سب من يمدحه ربه وقال تعالى : ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى ) ومن وعده سيده الجنة كيف يسب ؟ وقال تعالى : ( للفقراء الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ) وقال في الأنصار :( فأولئك هم المفلحون ) والقرآن مشحون من مدح الصحابة رضي الله عنهم فمن سبهم فقد خالف ما أمر الله من إكرامهم ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذّب الله تعالى فيما أخبر عنهم. ليسأل هؤلاء أنفسهم لماذا سمى آل البيت أبنائهم وبناتهم بهذه الأسماء ! أليس لأنهم يبجلون ويحبون أصحابها رضوان الله عليهم ويقدرونهم حق قدرهم لتخلد ذكراهم الطيبة في نفوسهم ونفوس أبنائهم. اللهم اهدي العوام منهم فإنهم لا يعلمون وعليك بمن يعلمون منهم فإنهم يعلمون الحق ولكنهم ضلوا وأضلوا * باحث عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]