من المقولات الشهيرة للرئيس المخلوع هو "إما أنا أو الفوضى". ثم تجد نفس الشعار هو ديدن رموز المعارضة لتولى رئيس من التيار الإسلامى للحكم وهو "إما أن تخضع لنا وتكون رئيسا صوريا وتترك الحكم لنا أو الفوضى". ثم تقشل محاولاتهم لجعله رئيسا صوريا فتصبح الجملة " إما أن تتنحى أو الفوضى". إن الفريق الذى يختار ان يكون شعاره هو " إما أن يحكم أو ينشر الفوضى" ومنهجه هو لاإستقرار إلا إذا كنا نحن الحاكمين. هذه استراتيجية الفاشلين الفاسدين المفلسين الخونة. ولست اتجنى عليهم ولكن دعونا نفكر بإنصاف وهدوء. لقد قامت ثورة عظيمة رائعة, وكل الوطنيين الشرفاء يعلمون أن إعلان نجاح الثورة يعنى أن هناك مجهود جبار مطلوب من الجميع لإعادة بناء جميع مؤسسات الوطن من جديد , مع الوضع فى الإعتبار أن هناك العديد من الأطراف الداخلية والخارجية لن تسلم بسهولة لنجاح الثورة. كما ان هناك هما كبيرا يجب ان يشغلهم وهو العمل المخلص والعاجل لرفع وطئة الأعباء عن كاهل هذا الشعب العظيم والذى يعانى غالبيته بشدة. وسأفترض جدلا أن التيار الإسلامى خان التوافق الوطنى وانفرد بالحكم فى مرحلة كان يتمنى الجميع أن تسير القافلة بنفس روح وروعة الإنصهار الوطنى الذى حدث بالميدان. فما هو البديل أن ننشغل بمعركة البناء سويا لمصلحة الوطن والمواطنين ونعالج المشاكل السياسية فيما بيننا بالتوازى, أم نوقف القافلة بل ونشيع روح الفوضى والإضطراب بها ولانسمح لها بالتحرك حتى نحصل على مكاسبنا السياسية التى نعتقد انها سلبت منا. هل من الإخلاص لهذا الوطن ولهذا الشعب الصبور أن نتجرد من تلك المهاترات السياسية ونتلاحم فى مرحلة البناء ونسارع فى التعاون على رفع الأعباء عن كاهل المواطنين, مع توضيح الموقف بجلاء للشعب الذكى الواعى اننى اشارك فى البناء وأخلص للوطن متجردا رغم ظلم خصمى السياسى لى وانتهازيته. ويترك للشعب الحكم على المخلصين للوطن وله ويفرق بين السياسيين الأوفياء من الإنتهازيين. أم أساعد فى زيادة معاناة هذا الشعب وأعلن عن رفضى فى المشاركة فى اى محاولات للبناء بل أجتهد بأن اعوقها. واسعى لنشر الفوضى وإفشال خصمى السياسى بشتى الطرق , معلنا بذلك فشلى الحقيقى فى تقديم نفسى كبديل وطنى صادق ومخلص امام الشعب. هل من الولاء ونقاء الإنتماء لهذا الوطن ولهذا الشعب, أن انحاز لشركاء الثورة فى تكملة تحقيق أهدافها النبيلة والعظيمة حتى لو اختلفنا سياسيا, أم أنهار واقبل بالتعاون مع أعداء الثورة فقط نكاية فى خصومى السياسيين وتجاهلا بل تجنيا وتعميقا لمشاكل هذا الشعب العظيم. اليس هذا إفلاسا سياسيا بل وخيانة للوطن والشعب. هل من الصلاح أن انضم الى قافلة الإصلاح حتى لو اختلفت مع رفقائى المصلحين, أم يصل بى الأمر بأن اتحالف مع الفاسدين ضد الوطن والشعب فقط انتصارا لنفسى ورغبتى الجامحة فى إنتزاع الحكم. ولكن من المؤكد انه لايتحالف مع فاسد الا إذا كان فاسدا مثله مهما كانت الدوافع والمبررات. ولذلك فإننى مؤمن تماما بأننى لاأتجنى مطلقا على اى فصيل يتبنى الفوضى منهجا فى هذه المرحلة من عمر الوطن وقبل التعاون مع اعداء الثورة والفاسدين من الداخل والخارج نكاية فى خصومه السياسيين وانتصارا لنفسه مقدما ذلك على مصلحة الوطن, بأنهم فاشلين مفلسين فاسدين وخائنين. ولكننى أخشى أننى على قناعة ايضا بأن من هم بيدهم مقاليد الأمور قد يصيبهم بعض هذه الصفات او كلها إذا لم يستطيعوا إجهاض هذه المحاولات لنشر الفوضى والسيطرة عليها. فإنهم هم الآن المسؤولين اولا وأخيرا عن فرض أجواء الإستقرار وبدء عملية البناء وإشعار المواطن بالأمان والإزدهار. فإذا لم ينجحوا فى السيطرة على مقاليد الأمور ومنع هذه الفوضى فانا آسف جدا لأقول أنه ينم عن الفشل . وإذا لم ينجحوا فى بدء مشاريع تنموية ضخمة حقيقية تنعكس بشكل إيجابى على الشعب وقد اتيحت لهم فرصة إدارة البلاد فإن هذا ينم عن الإفلاس. وإذا لم ينجحوا فى القضاء على محور الفساد والخيانة للوطن والثورة فإنهم سوف يكونون عونا لتدشين مرحلة جديدة اكثر فسادا واشد وبالا على الوطن والمواطنين وبذلك يكونوا قد خانوا الأمانة التى وكلت إليهم. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]