الفرصة مناسبة لكي يجتمع المصريون والجزائريون على الحب والاحترام تحت المظلة العربية والإسلامية، فلم يتوقع حتى أكثر المتفائلين بأن يتقابلا على أرض انجولا بعد نحو ثلاثة شهور فقط من بداية حرب الكراهية. الآن لابد أن يأتي الحكماء ويبتعد المتعصبون إذا أرادوا مصلحة مصر، فهي كبيرة وشامخة لا تخسر شقيقة في حجم الجزائر بسبب لعبة. على الساسة أن يبتعدوا ولا يدسوا أنوفهم، ويكفيهم ما خربوه بعد موقعة أم درمان. علينا أن نتعلم من الأفارقة. لم تقم قيامة الدولة المنظمة "أنجولا" لخروجها من ربع النهائي. تواضع الجزائريون جدا وهم يحققون المفاجأة ويتغلبون على المرشح الأول "كوت ديفوار". ظل معلقهم يقول رغم فوزهم إنها لعبة لا تعني أكثر من المتعة. ليست نهاية العالم أن تفوز أو تخسر. الذي أخشاه هم الساسة والاعلاميون الرياضيون، فقد صدمنا وزير الخارجية الجزائري بتصريح عبر قناتهم الرسمية بأن دولته سترسل الأنصار إلى انجولا كما فعلت مع مباراة أم درمان. وتوجسنا من اشتعال الكراهية مكررا بسبب التصريحات غير المسئولة التي علق بها صحفيان رياضيان مصريان لقناة الجزيرة عقب مباراة المنتخب المصري مع الكاميرون، عن اللقاء المقبل مع الجزائر، فقد سمعنا حديثا عن الثأر والكرامة كأننا مقبلون على غزوة لتحرير القدس! نقزم أنفسنا عندما نغني لمصر ومجدها وفخرها لأن لاعبا سجل هدفا. لماذا نرتفع باللعب إلى هذه المكانة. كيف يقتنع الآخرون بمكانتنا إذا قلنا لهم إن "جدو" هو معجزتنا والحضري حامي حدودنا، وصعودنا للنهائي مشروعنا القومي؟!