تنفرد "المصريون" بإجراء أول حوار مع "أحمد قذاف الدم" من داخل أسوار سجن طره، وقد تم الحوار بمجهود بعض محاميه، منهم أبو بكر ضوه، عضو مجلس النقابة العامة للمحامين، ومصطفى البنان المحامى بالنقض والدستورية العليا. كشفت تحقيقات نيابة وسط القاهرة الكلية برئاسة على داود وإشراف المستشار حمدى منصور المحامى العام لنيابات وسط القاهرة، عن أن "قذاف الدم" يتهم بمقاومة السلطات والشروع فى قتل ضباط شرطة، وتزوير, واختلاس مال عام, وإتلاف ممتلكات عامة, وكسب غير مشروع ..... واجهناه خلال هذا الحوار بكل ما نسب إليه وكانت إجاباته كالتالى ... - تم القبض عليك، يوم الثلاثاء 19 مارس، ما كواليس عملية ضبطك ؟ أثناء وجودى بشقتى، فوجئت بكتيبة ملثمة من رجال مدججين بأسلحة ليزر، لم أكن أعلم أنهم من الشرطة، قاموا باقتحام منزلى، واستمروا فى تهديدى إما بتسليم نفسى ، أو إطلاق النار، التى فتحوها بمواجتهى . - ما حقيقة أنك بادلتهم بإطلاق النار ؟ يدى ليست ملطخة بالدماء، ولم أكن يوما أعمل إلا من أجل بلادى. - وما حقيقة أنك قمت بتزوير جواز سفرك وبطاقتك؟ تزوير جواز سفر أثناء وجودى بالقاهرة ليست تهمة، وإنما نكتة، لأننى أحمل جواز سفر باسمى الحقيقى، فأنا شخصية معروفة إعلاميا ودوليا بحكم عملى ولا يمكننى أن أتخفى بجواز سفر مزور، وتعتبر هذه التهمة شهادة براءة لى فى طياتها، وليست إدانة. - ما قولك فى اعتبارك "صفقة مربحة" بين النظامين المصرى والليبى ؟ هذا ما يتم الاتفاق عليه بالفعل بين الجانبين، فالحكومة الليبية صرحت بأنها أودعت مليار دولار بالبنك المركزى المصرى، لدعم الاقتصاد المصرى، مقابل تسليمى للسلطات الليبية. - ولكن السلطات الليبية طلبت من الجانب المصرى تسليمك إليها لاتهامك ب 5 قضايا وهى تزوير جواز سفر, واختلاس مال عام, وإحداث ضرر عمدى, وغسيل أموال وكسب غير مشروع .... ما ردك على هذه الاتهامات ؟ كل هذه التهم كيدية، وقد لفقت لى لأغراض سياسية، وليس لها أى أساس من الحقيقة، وهى جزء من مسلسل الكذب والحرب النفسية التى تشن على بلادى ولو كانت عودتى تحل أزمة ليبيا لعدت، لكننى خرجت منها بإرداتى فى بداية الأحداث، وسأعود كذلك بإرادتى فأنا جندى لبلادى ويهمنى كل ما يحدث فيها . - المذكرة التى أرسلتها السلطات الليبية لمصر تتضمن تهم منسوبة إليك باختلاس مبالغ مالية تقدر ب150مليون دينار ليبى من حاصلات النفط, استخدمتها فى إنشاء شركة بلندن وتحويل جزء منها إلى مصر.... ما ردك؟ الشركة الزراعية المقصودة، تم إنشاؤها برأس مال قدره 150 مليون دينار، تتبع الاستثمارات الليبية، وأقيمت فى مصر، وتخضع لرقابتها وبالمناسبة هى من أنجح المشروعات الاستثمارية فى ليبيا وهى اليوم تقدر ب600مليون دولار. - وعدت ليبيا السلطات المصرية بأنك ستحظى بمعاملة إنسانية وستخضع لمحاكمة عادلة، إلى أى مدى ترى أن ذلك سيتحقق؟ كيف يتحقق ذلك، وقد اختطف النائب العام الليبى، وهوجم البرلمان ورئيس الوزراء، و يقبع حاليا عشرات الآلاف فى السجون دون محاكمات، وليس هناك اعتداد بأى تقارير للمنظمات الدولية وحقوق الإنسان، ولهذا السبب منعت معظم الدول الغربية رعاياها من الذهاب إلى ليبيا. - ما مدى صحة أنك عرضت التنازل عن أموالك وتسليمها للحكومة الليبية مقابل عدم إلقاء القبض عليك ؟ لا توجد لدى أموال أصلا وهذا افتراء، وكل الاستثمارات باسم الدولة الليبية، ولا أرى فى ذلك إلا أنها حملة تشويه حيكت جيدا ضدي، ولا توجد استثمارات باسمى فى مصر أصلاً . - هل تم التحقيق معك بمكتب التعاون الدولى بنزاهة وحيادية ؟ تم التحقيق معى بحضور خصمى، وهذا لا يجوز وباطل، وعند اقتحام الشقة كان بحضور القنصل الليبى، ومجموعة من العاملين بالسفارة الليبية . - و لماذا تضرب عن الطعام داخل السجن ؟ أنا اعترض على كل ما يجرى ضدى، فما يحاك ضدى باطل، وكل ما يحدث لى إنما هى همجية . - لماذا طلبت اللجوء السياسى لمصر بالتحديد ؟ بناء على دعوة من المجلس العسكرى ووزير الخارجية عندما كنت متوجهًا إلى لندن، بعد وجودى بسوريا حيث أرسلت إلى المشير طنطاوى برسالة، كان رده : "أن مصر بلدك ولا تحتاج طلب للجوء إليها" . - و لماذا طلبت من المجلس العسكرى الخروج من مصر بعدها ؟ طلبت الخروج من مصر، لرفع الحرج عن المجلس العسكرى ولكن كرر المشير جملته: "أنت فى بلدك" - هل أنت نادم على اللجوء السياسى لمصر بعد القبض عليك ؟ سأكتفى بالرد على هذا السؤال بما هو معروف لديكم: بلدى وإن جارت علىّ عزيزة وأهلى وإن ضنوا علىّ كرام فأنا مصرى من أبوين مصريين - هل تعتبر القبض عليك تم بمخالفة ما هو متعارف عليه من حق اللجوء السياسى ؟ طبعا فأنا دبلوماسى ومبعوث خاص . - ما رد رسالتك التى بعثت بها للرئيس مرسى والتى تقول فيها إن عملية القبض عليك حدثت فى غيابه وتركت له الأمر لأنك فى ضيافته ؟ لم يجب الرئيس مرسى على رسالتى . - بعد تعيين الرئيس مرسى دارت بينك وبين مسئولين بالدولة مناقشة حول وضع إقامتك داخل مصر .. ماذا حول ذلك؟ تم بينى وبين المخابرات العامة حوار حول المصالحة الوطنية بين طرفى الصراع فى ليبيا الحرب الأهلية والناتو . - هل تلقيت تهديدات أثناء إقامتك داخل مصر ؟ التهديدات كانت مستمرة من قبل طرابلس - هل دارت بينك وبين رؤساء دول أجنبية وعربية اتصالات لطلب حق اللجوء السياسى إليها ؟ نعم قمت بالاتصال بدول إفريقية عرضت اللجوء إليها وأيضا عرضت علىّ أمريكا اللاتينية وروسيا وأوروبا . - ما حقيقة أنك قمت بإمداد القذافى بالسلاح لمناصرته لقتل الثوار خلال الثورة وحاولت استدراج بعض القبائل العربية فى مصر لمساندته ضد الثوار ؟ صدر بيان من المجلس العسكرى للرد على كل هذه الاتهامات . - و لكن ما ردك حول أنك كنت تتولى مهمة التصفية الجسدية لمعارضى القذافى بالخارج ولذلك أسند إليك ملف المعارضة الليبية فى أوروبا ؟ هذا غير صحيح، فبالعكس لقد تواصلت مع كل المعارضين الليبيين فى الخارج ومنهم الدكتور محمد المغربى رئيس الوزراء السابق وعز الدين الغدامسى وزير المالية السابق وبشير الرابطى رئيس البرلمان السابق وغيرهم كثيرون للم الشمل الليبي. - تردد بالشارع السياسى فى ليبيا ما يؤكد أنه قد أوكلت إليك من قبل القذافى مهمة قمع المظاهرات فى بنغازى ... ما قولك ؟ غير صحيح . - هل عرضت على القذافى أن يتنحى عن الحكم بعد تدهور الحالة الأمنية والسياسية فى ليبيا ؟ عندما خرجت من ليبيا كان القذافى بكامل قوته، إلى أن دخل حلف الناتو الصليبى. - هل دارت بينك وبين المسئولين بالمجلس الانتقالى الليبى أى اتصالات منذ أن تولوا إدارة البلاد حتى الآن ؟ نعم كثيرًا أرسلوا إلىّ للانضمام إليهم، وعرضوا علىّ هم وبعض الدول الغربية أن أكون ضمن أعضاء المجلس الانتقالى بينما رفضت ذلك. - ماذا عن علاقتك بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك ؟ كانت هناك علاقة قوية بينى وبين مبارك ومن قبله السادات وكافة المسئولين منذ عهده حتى عهد حكم المجلس العسكرى، و هذا أيضا ما كان بينى وبين جميع رؤساء وملوك الدول العربية والأوروبية، فمجال عملى كان العلاقات الدولية . - ما رسالتك التى تود أن توجهها الآن إلى الشعب الليبى ؟ الشعب الليبى يعرف الحقيقة، وأنا أعرف مشاعرهم تجاهى، وأتمنى لليبيا الاستقرار والأمن والأمان، ولن يحدث هذا إلا بمصالحة وطنية حقيقة. - وما رسالتك للرئيس مرسى، والشعب المصرى ؟ أطالب الرئيس مرسى بحماية كل من استجار به وبمصر، وأشكر مئات المحامين ممن تنادوا للدفاع عنى من مختلف أنحاء الوطن العربى، وكذلك من أوروبا وإفريقيا وأحيى الرجال والنساء ممن تجمعوا بمقر إقامتى فور سماعهم خبر اقتحام منزلى بعد منتصف الليل، وقد كنت أسمع هتافاتهم التى كانت تمدنى بالثقة بأن كل ما يجرى ضدى باطل، وأحيى الآلاف ممن تجمعوا أمام مكتب النائب العام من مصريين وليبيين يدافعون عنى. وفى نهاية الحوار أكد أبو بكر ضوه دفاع المتهم أنهم سيطالبون فى الجلسة القادمة لمحاكمته بإخلاء سبيله وعدم تسليمه للسلطات الليبية بحكم أنه شخصية معروفة دوليًا وإعلاميًا ولا يجوز استخدام هذا الأسلوب معه وانه بريء من التهم الموجهة إليه وأضاف مصطفى البنان بأنهم سيقدمون مذكرة لهيئة المحكمة يطالبون فيها بإدخال شهود جدد بالقضية.