سيدي أعددت حسائك المفضل مرق الدجاج بالتوابل للعشاء هيا قبل أن يبرد.. هيا يا سيدي. قال ذلك الإنسان الآلي "مَيْكُونْ"، مساعدي في أعمالي بالمنزل، والذي صممته في بداية عملي بتصنيع الريبوتات بشركتي الخاصة "الإنسان الماكينة". بالمناسبة أنا المهندس ماهر المصري مهندس إلكترونيات. أجبته: حسنًا مَيْكُونْ سألحقك حالما أنتهي من هذا التصميم المطلوب تسليمه بالغد. فاجأني مَيْكُونْ بسؤاله عن حالي وأنه يبدو علي التعب والإرهاق.. مما دعاني للاستغراب فكيف له يسأل عن حالي وأنا من برمجه وصنعه ولم أجعل به برنامجًا خاصًا بالشعور والإحساس بل لأصدق القول أني رغبت في ذلك لكني لم أستطع حاولت أن أصمم له برنامج للشم ليتعرف على رائحة طعامي عند إعداده.. وكذلك برنامج للتذوق فيضبط الملح والتوابل لكن محاولاتي باءت بالفشل رغم تكرارها بكل تأني.. فكيف يشعر بحزني وآلامي وأنا من صممته وبرمجته لم أجعل العاطفة به وكيف لي ذلك. أجابني أنه قد سمع زوجتي الطبيبة آية تخاطب ابننا لؤي، وتخبره بحزني ومعاناتي بسبب ديون الشركة وأعبائها المادية المتراكمة. فأيقنت أن مَيْكُونْ فقط قد سمع وأحتفظ بما سمع في ذاكرته وأنه بخير لأنه لم يشعر. فأخبرته أتدري مَيْكُونْ قال لا أدري حتى تخبرني وكيف لي أن أدري قبلها ! قلت الله سبحانه وتعالى خلقنا نحن بني الإنسان وخلق لنا حواسًا وعقلًا وقلبًا وروحًا، ونحن نريد أن ندرك خالقنا بما خلق لنا وبعضنا يتهيأ له أنه لا خالق لأن أدواته لم تلمس هذا الخالق ولم تشعره أنت يا مَيْكُونْ خير مثال أن مثل هذا الفعل من بعض البشر هو أخطأ الخطأ وأضل الضلال كيف ذلك.. كيف لمخلوق أن يدرك ويحيط بكل أمر خالقه وهو هو خالقه في الأساس أتفهم ما أعني يا ميكون أجابني أنا لا أفهم سيدي أنا فقط أسجل ما تقوله باستطاعتي تكراره لك إن أحببت بالطبع أخبرته بالطبع رغبتي هي أمر بالنسبة لك وإن لم تفعلها فأنت آلي أبق ولله المثل الأعلى قال سيدي الحساء قد برد مجساتي تخبرني بذلك سأذهب لأسخنه وأنادي الدكتورة آية ولؤي وأنت هيا يا سيدي أنهض معي ولا تحزن يا أبي أو كما أسمع لؤي يقولها لك. طالب بكلية الهندسة تخصص قسم هندسة الاتصالات والإلكترونيات جامعة المنصورة أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]