توصلت دراسة أمريكية إلى أن الاشتراك في الأنشطة السياسية عبر الشبكات الاجتماعية، يمكن أن يقود بعض المستخدمين إلى توسعة نطاق نشاطهم السياسي خارج الإنترنت بصورة أكثر تفاعلية على أرض الواقع. وبحسب دراسة “مركز بيو للأبحاث”، والتي جاءت تحت عنوان “المشاركة المدنية في العصر الرقمي”، توصلت إلى أن 43% من مستخدمي الشبكات الاجتماعية توسعت معارفهم حول إحدى القضايا السياسية أو الاجتماعية، بعدما اطلعوا عليها للمرة الأولى عبر مواقع الإعلام الاجتماعي، كما اتخذ 18% قرارات بشأن إحدى المسائل السياسية بناءً على مواد قرأوها عبر هذه المواقع. وشملت الدراسة 2253 من البالغين الأمريكيين واستهدفت قياس التفاعل السياسي عبر الإنترنت وخارجه مع العناية بدور الشبكات الاجتماعية خلال عام 2012. وأظهرت الدراسة ارتفاع المشاركة في الأنشطة السياسية عبر الشبكات الاجتماعية بالمقارنة مع دراسة سابقة تعود إلى عام 2008. وأشار 39% من المشاركين في الدراسة إلى قيامهم بأحد الأنشطة السياسية بالمقارنة مع نسبة 26% في الدراسة السابقة. ويبدو ذلك منطقياً بسبب الزيادة الملموسة في أعداد مستخدمي الشبكات الاجتماعية؛ إذ وصلت نسبتهم إلى 69% من مستخدمي الإنترنت بالمقارنة مع 33% عام 2008. وبحسب الدراسة، تشمل الأنشطة السياسية إرسال تعليقات وآراء شخصية حول أمور سياسية أو اجتماعية، ومشاركة مقالات سياسية، والإعجاب أو متابعة صفحة أحد المرشحين، ومشاركة أخبار سياسية، وتشجيع الآخرين على التصويت، وإقناعهم بتبني وجهة نظر معينة حول إحدى المسائل السياسية أو الاجتماعية، وإنشاء أو المشاركة في مجموعات معنية بشئون سياسية. وعلى الرغم من نمو الوسائل الإلكترونية، استمر إقبال الأمريكيين على الاندماج في مناقشة الأمور العامة والسياسية خارج الإنترنت عبر الرسائل البريدية أو الهاتف أو وجهاً لوجه. ورأت الدراسة عدم انفصال المشاركة السياسية عبر الإنترنت عنها خارجه، فالأفراد يندمجون عادةً في أنشطة مختلفة عبر قنوات الإنترنت وغيرها؛ فذكر 48% من المشاركين اندماجهم في أحد النشاطات السياسية كحضور تجمع سياسي أو تنظيم تظاهرة أو التطوع لتأييد حزب أو مرشح في الانتخابات، كما تواصل 39% من المشاركين مع أحد المسئولين أو تحدثوا في لقاء عام عبر الوسائل التقليدية، بينما قام بذلك عبر الإنترنت 34% من المشاركين. وتطرقت الدراسة إلى العوامل المؤثرة على المشاركة السياسية؛ فبينما يشيع الانخراط في الأنشطة السياسية عبر الإنترنت وبالطرق التقليدية بين الأشخاص الأعلى دخلاً وتعليماً، لا يؤثر مستوى الدخل بالدرجة نفسها عند النظر إلى الشبكات الاجتماعية، ويبقى أثر المستوى التعليمي – مثل الدراسة الجامعية – واضحاً؛ فخريجو الجامعات أكثر إقبالاً على المشاركة في النشاط السياسي عبر وسائل الإعلام الاجتماعي بالمقارنة مع المتخرجين من المدارس الثانوية.