تنوعت الاحتجاجات ما بين الرفض والتعبير عن الغضب من الممارسات السياسية التي تتبعها جماعة الإخوان المسلمين ضد رموز المعارضة، حيث قام مجموعة من الشباب في العديد من شوارع القاهرة منها شوارع طلعت حرب وعباس العقاد برفع لافتات تحمل عنوان (لو بتكره الإخوان اضرب كلاكس) مطالبين قائدي السيارات باستخدام الكلاكس كنوع من أنواع الاحتجاج. و تعبيرًا عن رفضهم لتلك السياسة الإخوانية قام مجموعة من العاملين بماسبيرو أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون برفع لافتات مكتوبًا عليها لو رافض أخونة الإعلام اضرب كلاكس و لو بتكره الإخوان اضرب كلاكس ولم تكن هذه الظاهرة في القاهرة فحسب بل قام عدد من النشطاء السياسيين برفع هذه اللافتة بمنطقة سيدي جابر بالإسكندرية. وقد أكد الخبراء أن مثل هذه الظواهر تظل عالقة في ذهن المواطنين بشكل أو بآخر حيث نجد نوعًا من التعاطف الشعبي مع الشباب الذين يدعون لمثل هذه الظواهر، ومن ثم يأتي تأثير هذه الظواهر على شعبية جماعة الإخوان المسلمين. وفي إطار ذلك رصدت "المصريون" آراء الخبراء في هذه الظاهرة، ومدى تأثيرها من عدمه على شعبية الإخوان في الشارع المصري. د. يسرى العزباوى: ما يميز هذه الظاهرة أنها بها نوع من الرقى في البداية يقول الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مثل هذه الظاهرة ليست بجديدة، لأنها حدثت من قبل في عام 2009 بدعوات من حركة 6 إبريل ضد النظام السابق، وكانت نوعًا من التعبير عن الغضب والممارسات السياسية التي كانت تتم وما يحدث الآن فهي تكرار لما حدث في السابق هذا من جانب من جانب أما من جانب آخر فإن مسألة تأثير ذلك الشعارات على شعبية الإخوان فبالتأكيد سيكون لها تأثير محدود وليس كبير على تراجع شعبية الإخوان ولكن شعبية الجماعة تأثرت بالفعل نتيجة السياسيات الخاطئة المتكررة من جانب جماعة الإخوان المسلمين إلى جانب أن الإخوان لم تستطع عمل حوار وطني حقيقي والهجوم المستمر من قبل قيادات الجماعة على الكثير من رموز القوة الوطنية كل هذه الأمور أدت إلى تراجع شعبية جماعة الإخوان المسلمين. ويشير العزباوي إلى أن ظاهرة "اضرب كلاكس ضد الإخوان" فيها نوع من الرقي، لأنها أفضل بكثير من مسألة الحشود الجماهيرية التي تصاحبها أعمال عنف كما حدث في الفترة الماضية إلى جانب أن المسألة تتعلق بالتأثير والمدلول السياسي على أصوات الناخبين. فمثل هذه الظواهر تظل عالقة في ذهن المواطنين بشكل أو بآخر حيث نجد نوعًا من التعاطف الشعبي مع الشباب الذين يدعون لمثل هذه الظواهر ومن ثم يأتي التأثير على جماعة الإخوان المسلمين، وهذا ما حدث في عامي 2009 و 2010 حينما طالبت 6 إبريل المجتمع المصري بتعليق إشارة سوداء في البلكونات أو تعليق علم مصر بعد مباراة مصر والجزائر في السودان وأن هذه الأمور فيها نوع من تطور أسلوب المعارضة تجاه السلطة الحاكمة. وأوضح العزباوي أن مثل هذه الظواهر لن يكون لها تأثير على شعبية الإخوان في الانتخابات القادمة، لأن العملية الانتخابية لها محددات واعتبارات مختلفة تمامًا عن مسألة التأثير الكلي خاصة أن هذه الظواهر تكون عادة في العاصمة أو عواصم بعض المحافظات فقط التي تميل إلى عدم التصويت للإخوان، لأن الكتلة البشرية للإخوان عادة تكون موجودة في المحافظات الريفية وفي المراكز والقرى بشكل أو بآخر. أيضًا هناك اعتبارات أخرى قائمة على مسألة التصويت، وهي الدعاية الانتخابية والدور الذي تلعبه المساجد والكنائس والمال السياسي في ظل هذه الدوائر المتسعة، حيث إن هذه الظاهرة نوع من الغضب الشعبي الكامل في صدور الشباب أو الحركات الداعية لمثل هذه الحلقات بعد فشل ليس فقط السلطة وجماعة الإخوان المسلمين ولكن فشل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني أيضًا عن استيعاب قدرات الشباب خاصة أن الشباب بعد الثورة تحملوا العبء الأكبر في الدفاع عنها والدعوة لها. ولكي يمتص النظام والسلطة حلقات الغضب الشعبي والشبابي يقول العزباوي إن الرئيس مرسي مازال أمامه فرصة لاستيعاب هذا الغضب عن طريق ألا ينساق الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين لاتباع سياسات التخوين المستمرة أيضًا محاولة مواجهة ارتفاع الأسعار غير المبررة والمتتالية طول الوقت بجانب تصريحات كثير من قيادات الإخوان المسلمين التي تبدو مستفزة للكثيرين فلابد من ضبط والتقليل من هذه التصريحات حتى تهدأ الأعصاب وأن الشيء الغريب جدًا أن السلطة والنظام الجديد تقوم بعمل بمظاهرات. د/ على ليلة: الإخوان رصيدهم لدى الشعب المصرى فى خسارة مستمرة وفي سياق ذي صلة يرى الدكتور علي ليلة، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس، أن ظهور ظاهرة (لو بتكره الإخوان اضرب كلاكس) دلالة على أن هناك رفضًا شعبيًا كاملًا للإخوان المسلمين، وهي طريقة صحية وطريقة لتطوير الوعي ضد الإخوان، وأن الإخوان رصيدهم لدى الشعب المصري في خسارة مستمرة فنجد أنهم في الفترة الأخيرة خسروا انتخابات اتحاد الطلاب في الجامعات وخسروا جميع انتخابات النقابات، وأن رسالة هؤلاء الشباب وصلت للإخوان بالفعل ولهذا السبب نجد أن جبهة الإنقاذ متمسكة بإشراف الدولة على الانتخابات، لأن هذا الإشراف سوف يضمن نزاهة العملية الانتخابية. ولامتصاص غضب الشارع يقول ليلة يجب على الحكومة تخفيض الأسعار وتوفير الكهرباء بصورة دائمة وحل مشكلة المرور، مؤكدًا أن تحقيق مثل هذه الأشياء مسألة مستحيلة، لأن الحكومة لا تمتلك الكفاءة وليس لديها التمويل اللازم للنهوض بالدولة فنجد أن النظام الحاكم اعتمد على المساعدات من عدة دول منها قطر وألمانيا وروسيا، والخوف من تطور الأمر وتصاعد الشعارات فبدل من استخدام ظاهرة اضرب كلاكس ووضع إشارة سوداء يصل الأمر إلى الصراع العنيف مع الإخوان. عبد الغفار شكر: إذا وجد هؤلاء الشباب استجابة واسعة من قبل وسائل الإعلام سيكون هناك رأى عام ضد الإخوان من جانب آخر يقول عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي والقيادي بجبهة الإنقاذ، إن المؤسسات التي تعلم الشباب الاحتجاج تطلب منهم عمل إشارات رمزية أو حركات أو علامات تدل على أنهم رافضين لظاهرة معينة فمن الممكن نجدهم في يوم من الأيام معلقين أعلام سوداء على البلكونات مثلما فعلت 6 إبريل وحركة كفاية عندما طلبت من المواطنين في عهد المخلوع عدم الخروج من منازلهم وأنه يوجد أكثر من 100 موقف احتجاجي موجود في الكتب التي بها حركات احتجاجية، مؤكدًا أن هؤلاء الشباب إذا وجدوا استجابة واسعة وتكون ملفتة للنظر وتتحدث عنها وسائل الإعلام والصحافة أعتقد أنه سيكون هناك رأي عام ضد الإخوان. م/عمرو زكى: نحن أمام ظاهرة يحاول أصحابها عمل زخم إعلامى وليس لها أساس فى الشارع المصرى من منطلق آخر يقول المهندس عمرو زكى، الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة، إن المروجين لمثل هذه الظاهرة يتحدثون إلى فئة معينة كالعادة أما ال 85 مليون مصري والذين نتواصل معهم عبر مشروعات الضمان الاجتماعي والتوظيف والخبز وأنابيب البوتاجاز ومحو الأمية ومشكلات المرافق في كل حي وكل قسم ليست لهم علاقة لا بكلاكسات ولا بمثل هذه الشعارات فنحن أمام ظاهرة يحاول أصحابها عمل زخم إعلامي وليس لها تأثير في الشارع المصري. وذلك هو عهدنا ببعض الاتجاهات السياسية الذين يحاولون إظهار أنفسهم إعلاميًا دون أن يكون لهم أي جهد في الشارع المصري مع المواطنين، وأن المعارضة الموجودة في مصر الآن لم تكن معارضة حقيقية على أرض الشارع ولكنها معارضة ورقية قائمة على بعض الجهود الإعلامية فقط. ويؤكد زكي أن شعبية الإخوان في مأزق الآن ولا ننكر ذلك فنجد أن نظرة المجتمع للإخوان المسلمين تغيرت من أنهم فئة مستضعفة تحاول أن تغير الدولة إلى أنها فئة أصبحت مسئولة اليوم عن الدولة بمشكلاتها العريضة العميقة على مدار 60 عامًا هذه النظرة عند المواطن جعلت هناك نوعًا من أنواع المساءلة والاستنكار على جماعة الإخوان المسلمين من أنهم دائمًا يقدمون حلولًا لكن غير فعالة لدى المواطن البسيط. وأن فترة ال 10 أشهر الموجود فيها الرئيس مرسي غير كافية لمعالجة المشكلات العميقة وأن جماعة الإخوان هي الفئة الوحيدة في الدولة التي تحاول تخفيف العبء عن المواطن المصرى سواء كانوا حكومة أو حزبًا سياسيًا كعمل شعبي ومجتمعي، وبالتالي جماعة الإخوان تقدم غاية جهدها من خلال العمل لفترات زمنية طويلة مفضلًا مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية لإنجاح المشروع الإسلامي في مصر. وأوضح زكي أنه أمام هذه التحديات لا يوجد أحد له برامج واضحة و فعالة على أرض الواقع على نفس الخط مع جماعة الإخوان المسلمين، لكي يخففوا العبء فأصبحت جماعة الإخوان مع التيار الإسلامي الوحيدين الذين يعملون في الشارع من أجل تخفيف حدة المشكلات التي تواجه المواطن المصري. و بالتالى يكون الإنجاز ليس كبيرًا أي بما يعادل 20% وهذا يتعارض مع آمال وطموح المواطن المصري الذي يأمل في حلول جذرية ونهائية وعندما تأتي الانتخابات ونواجه الناس بالحقائق بكل صدق ووضوح الناس تتقبل هذا وتبدأ هذه الحملات الإعلامية على جماعة الإخوان تتلاشى.