ما هي المشكلة في تصريحات حسن شحاتة عن ربط إختياراته للاعبي المنتخب بالإلتزام الديني ..؟؟ هذا السؤال موجه فقط لرجال الإعلام المصري ، وليس إلي وكالة أسوشيتد برس أو وكالة الأنباء الإيطالية ، اللتان أقامتا الدنيا ولم تقعداها بسبب كلام شحاتة المحترم .. حمائم الكرة تبعنا من نقاد وصحافيين ، كمن أصابهم مس من الجنون ، سارعوا بنفي ما تحدث به الشاطر حسن ، بل هناك من حاول أن يغير من المعني الذي كان يقصده شحاته ، وكأن ما قاله المعلم سبة أو جريمة يتواري منها الجميع خجلا .... بل ويفروا من أمامها فرار من تلبسه الهلع لرؤيته أسد جائع متوحش ! والصراحة أننا يجب أن نفر خجلا و أسفا من كلام هؤلاء ، ونفيهم لما قاله شحاته ، الذي يستحق الثناء علي أول تصريح يتميز بالعقلانية تنطق به شفتاه ، ولتبحث أسوشيتدبرس وكل وكالات الأنباء العالمية ذات التمويل الصهيوني عن أقرب حائط ... وأنتم تعرفون الباقي ، شريطة أن يكون حائط صلد ومن فولاذ حتي تكون النتيجة مضمونة .. لا أعلم إلي متي سنظل حمائم ..؟؟ يصيبنا الهلع والخوف من سطوة الإعلام الغربي خاصة إعلام الهوت دوج الأمريكي ، لا يوجد وسطنا صقر واحد يوحد الله ، يجرح ويخمش وينقض ويقتنص ، حتي تتزن الأمور وتعتدل الدفة ، إلي متي سيظل دستورنا الإعلامي في التعامل مع القضايا الخارجية هو حكمة الست نانسي عجرم أطبطب وأدلع .. ! أفهم علي قدر معلوماتي المتواضعة أنه من الممكن إستخدام تلك الطبطبه في بعض القضايا السياسية الشائكة ، من التي تتطلب قدرا منها ، رغم عدم إستساغتي لهذا الأسلوب ...... إلا أن ما يستعصي علي الفهم حقا ، إتباع نفس المنهج في تناول القضايا إعلاميا .. !! وأضحك من مدي السذاجة التي يرفل فيها إعلامنا الموقر خاصة الرسمي منه ، فلا الإعلام الغربي يهمه مشاكل التمييز العنصري ولا يهمه من قريب أو بعيد قضايبا حرية الفكر أو حرية العقيدة أو أاية حرية كانت ، حتي لو كانت سينما الحرية بالإسماعيلية .. ولا ما تحدث به الشاطر حسن يمس في الأساس أية عقيدة ولم يتعلق بتمييز ديني وعرقي .. فبأي أمارة إذن خرجت علينا الاسوشيتدبرس لتتذمر وتتزمر بما نطق به المعلم .. هل بأمارة العراق وأفغانستان .. ومن قبلهما فيتنام مثلا ؟ أم فلسطين الجريحه المغتصبة ..؟؟ أم بأمارة التمييز العنصري الذي كان قائما حتي نهاية الستينيات بل وممتد حتي لحظة كتابة هذه السطور ، ودماء الثائر مارتن لوثر كينج مازالت تصرخ زاعقة في أذن الجميع بعد إغتياله من أجل إخماده وإسكاته للأبد حتي لا يطالب بما يتشدقون به الآن ويتغنون به علينا ..!! أم بتصريحات السيد جورج بوش عن عودة عهود الحروب الصليبية من جديد ..!!! أكثر ما يغيظ جنابك ويفقع مرارة حضرتك ، أن كلامهم الأهبل ينطلي علينا بصورة تدعو للدهشة ، فترانا ندين أنفسنا بأنفسنا ، ونجلد ذاتنا علي ما لم يحدث في الأصل أو يصدر منا .. ونغض البصر عما يصدر منهم من إنتهاكات يومية لحقوق الإنسان ، ومعاداة للإسلام والمسلمين في كافة أرجاء المعمورة ، متناسين أننا اصحاب الريادة الحقيقية في المساواة والعدل والإحترام ، منذ أكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان ، فيما كان هؤلاء يهيمون علي وجوههم وسط ظلام وفقر وجهل ومرض وتخلف .. كيف ينسي حملة الأقلام والضمائر في مصر ، تاريخ أجدادهم المشرف ، لينساق الواحد منهم يلي الآخر وراء أوهام وخيالات غيبوبية مريضة ، عن كلام وشعارات حملنتيشية مسطورة بمداد اسود من الكراهية والحقد تجاه كل ما هو عربي أو مسلم ، وكأن كلام الغرب أصبح دستورا يجب أن يحكم تعاملاتنا وقيمنا وأخلاقياتنا ، فأي قيمة تلك التي يتحدث بها غلاة التصعب والتمييز العنصري القائم حتي تاريخه .. حسن شحاته تحدث عن الإلتزام الديني ، والمفهوم هنا مطلق عام ، لا يقتصر علي مسلم أو مسيحي أو من دونهم ، فالإلتزام يعني أخلاقيات تربوية قويمة ، خلقها الله سبحانه وتعالي منذ نشأة الإنسان ، تولد معه وهو من يحافظ عليها أو يفرط فيها ، حتي أن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام قال أنه لم يأتي إلا لكي يتمم مكارم الأخلاق .. فهل يعي من أباح الشذوذ الجنسي وسن له شريعة وقانون مثل هذا الكلام الأخلاقي الشريف .. !! وإذا كانوا لا يفقهون ، فهل نفقه ونفهم نحن ..!! الشاطر حسن يستحق الإشادة من وجهة نظري ، ولابد أن نتكاتف معه لتأييد ما تحدث به ، لا أن نسارع بنفيه والإلتفاف حوله بصورة مخزية وكأنه عار علينا أن نتحدث عن التدين والإلتزام .. ياعم شحاته ، توكل علي الله ، وتحدث كما يعن لك ، ودع العواء والنباح لمن يحترفه من وكالات أنباء خليعة ، وثق تماما أن قلم كل مصري حقيقي لن يهتز أو يرتجف أمام ترهات وخزعبلات خبيثة الهدف نتنة الرائحة .. [email protected]