حقق الفراعنة إعجازا فى النسخة الأخيرة من بطولة الأمم الأفريقية التى أقيمت بأنجولا، استطاع حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب الانتصار على كل من هاجمه قبل البطولة خاصة بسبب تصريحاته التلقائية حول اختياراته للاعبين التى قال فيها إن الاختيارات تتم بناء على أخلاقيات اللاعبين وتدينهم جنبا إلى جنب مع مستواهم الفنى والبدنى، وهو ما عرضه لهجوم شديد من قبل الصحف ووكالات الأنباء العالمية. لكن بعد الفوز التاريخى والإنجاز سريعا ما تبدل الموقف عندما أثبت المعلم أن نظريته صحيحة، وعاد الكل ليمدح فى فكره وتكتيكه حتى الصحف العالمية قبل المباراة النهائية أمام غانا خرجت بمانشيتات جميعها تحمل: الفراعنة سيحرزون لقبا سابعا بفضل التزامهم داخل الملعب وخارجه، هذه التصريحات المتضاربة قبل وبعد البطولة أثارت موضوعا مهما وشائكا سنتناوله فى »روزاليوسف« مع بعض الخبراء، وهو علاقة الدين بالرياضة وكرة القدم تحديدا، خاصة أن البعض حصر كل المجهود المبذول للفوز بأمم أفريقيا فى الالتزام الدينى، وهو ما يقوض الإنجاز من مضمونه ويلغى عنه صفة الجهد والعرق المبذول من جانب اللاعبين وخطط المدرب كأحد أهم أسباب الانتصار. لقد أثارت موجة الهجوم على شحاتة بسبب تصريحاته التلقائية حول الالتزام كأحد شروط انضمام اللاعب لمنتخب بلاده حالة من الغضب بين عدد من المحللين والخبراء، وجاءت معظم ردود أفعالهم تحمل نوعا من الاستنفار لما أثارته الصحف العالمية بتصويرها للمعلم على أنه يمارس التمييز الدينى، فى البداية قال جمال عبدالحميد عضو لجنة الكرة بنادى الزمالك: إن تصريحات شحاتة تم تفسيرها بالخطأ، فهو يقصد الالتزام بوجه عام وليس الدينى والأخلاقى فقط، والدليل على ذلك مباراة الجزائر قبل النهائى اتضح جدا أن هناك تعليمات للاعبين بالتزام الهدوء وعدم الخروج عن النص، ولولا التزام اللاعبين لتحولت المباراة إلى معركة فى ظل الاستفزاز والعنف الذى مارسه الجزائريون فى المباراة، ففى حالة وجود لاعب متهور غير ملتزم تتبدل الأمور، وكان من الممكن أن نخرج من اللقاء خاسرين، لذلك اختيارات شحاتة »سلاح ذو حدين« فلا نستطيع ضم شيوخ ودعاة للمنتخب بحكم التزامهم الدينى، ولا نستطيع ضم جمال عبدالحميد وحسام حسن وفاروق جعفر بحكم مهاراتهم فى اللعبة، يجب توافر العنصرين لأن الملتزم خارج الملعب سيكون ملتزما داخله. وأشار عبدالحميد إلى أن ما أشارت له وكالات الأنباء العالمية دليل على جهلهم، فاللاعبون فى أوروبا ليسوا متدينين ولهم علاقات، لكنهم يحرزون كأس العالم وبطولات لأنديتهم لأنهم ملتزمون داخل الملعب، وهذا أكبر دليل على تفسير تصريحات المعلم بالخطأ، وأضاف: أعتقد أن اختيارات شحاتة لمنتخب بلادنا كانت وفقا لمعايير مهارية ونفسية وبدنية والحلول التى يمتلكها اللاعبون للمشاكل الكروية فى الملعب. أما الكابتن طه إسماعيل فيرى أن الاختيارات يجب أن تتم من الناحية الفنية للاعب أولا، ثم النظر للالتزام مع الأخذ فى الاعتبار أنه فى حالة عدم الالتزام يجب الاستغناء عن اللاعب مهما كانت مهاراته وحالته الفنية العالية، وأشار طه إلى أن مظاهر التدين والالتزام التى ظهر بها المنتخب فى البطولات الأخيرة سواء بالسجدة أو غيرها هى حق مشروع مادام لا يخالف القوانين، فالسجدة هى شكر لله بعد النصر، وهناك فى أوروبا بعض اللاعبين المسيحيين يشكرون ربهم على طريقتهم بعد الفوز بإشارة إلى الصليب، وهذا لا يزعج أحدا لأن التزام اللاعب يصب فى مصلحة الفريق. واتفق معهم محسن صالح المستشار الفنى للنادى المصرى والمدير الفنى السابق لمنتخبنا الوطنى الذى قال: لعبة كرة القدم تعتمد على فريق كامل وليس أسماء بعينها ومعنى فريق بالكامل يجب أن نذكر التجانس والتعاون والتفاهم والنظام فى المجموعة بأكملها وهذا لن يتم بدون الالتزام الأخلاقى، وهذا ما قصده حسن شحاتة وليس الالتزام الدينى وهو ما حرفته الصحف والوكالات العالمية لأن اللاعب مهما كانت إمكانياته فبدون الالتزام سيؤثر على المجموعه بإثارته للمشاكل. وأشار محسن صالح قائلا: كان معى لاعبان مسيحيان فى المنتخب وهما هانى رمزى وطارق فهيم ولم يتم التفرقة بينهما وبين باقى زملائهما لأنهما ملتزمان أخلاقيا وكان وقت الصلاة الفريق يؤدى صلاته وهما يؤديان صلاتهما وطقوسهما بطريقتهما، وكان الحب سائدا بين الجميع داخل الفريق لذلك أحب توضيح أن اختيارات حسن شحاتة من هذا الجانب سليمة مليون بالمائة والبعض فسرها خطأ لأن سر نجاح أى فريق فى التزام لاعبيه. أما أيمن يونس عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة فيرى أن الالتزام الدينى والأخلاقى مهم لأى لاعب.. فالالتزام الدينى يجعل اللاعب مخلصا وقويا ويبتعد عن الأشياء الضارة بصحته والالتزام الأخلاقى يجعله منتظما وينفذ مهامه داخل الملعب وخارجه، وهذا ظهر فى مباراة الجزائر التى التزم فيها اللاعبون بتعليمات الجهاز الفنى بعدم الخروج علي النص والتحكم فى أعصابهم، أما فى حالة وجود لاعب غير ملتزم فكان من الممكن أن يضع المنتخب فى مأزق، وأشار يونس إلي أنه فى حالة وجود لاعب ملتزم أخلاقيا وعالٍ فنيا بالتأكيد سيحجز مكانه فى المنتخب لذلك أنا مع اختيارات حسن شحاتة فالالتزام أساس المجموعة الناجحة، وعلينا ألا ننظر لما أثير فى هذا الشأن من هجوم ضد المعلم فهو فى النهاية انتصر وحقق الإنجاز وأثبت للعالم أن الالتزام أساس النجاح. أما طه بصرى المدير الفنى لنادى المصرية للاتصالات فقال: الالتزام صفة أساسية فى اختيار اللاعب، ولكنها ليست كما فسرها البعض فى الخارج بأنها عنصرية وتطرقوا للدين.. فأى مدرب يضع فى أول اهتماماته التزام اللاعب قبل ضمه للفريق وليس المنتخب فقط لأن ذلك ينعكس على الفريق ككل، وأشار بصرى إلي أن الاختيارات لابد أن تكون لها معايير احترافية لها علاقة بكرة القدم والأكثر قدرة علي العطاء داخل الملعب وخارجه وهذا لن يتم إلا من جانب لاعب ملتزم لديه قدرة على تنفيذ التعليمات داخل الملعب وخارجه لأن عدم الالتزام سيؤثر على مستواه وينعكس على زملائه، وهذا ما نجح حسن شحاتة فى تطبيقه رغم الهجوم عليه ويجب على الجميع الاستفادة منه فى الفترة المقبلة.؟