لا شك أن مجالسة العلماء متعة .. ففي مجالسهم يذكر الله وفي الاحتكاك بهم ترى الحب والأدب والعمل وتزداد مجالسهم حلاوة وطلاوة حينما يكون المجلس به أكثر من شيخ لأنك ترى كيف يتعاملون .. ويتناقشون ... ويتحابون ؟ ومن فضل الله علي أن اجتمع في بيتي فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي مع الشيخ محمد حسان وكان لقاء ماتعا رائعا كذلك اجتمع الشيخ القرضاوي مع الشيخ محمد حسين يعقوب أكثر من مرة ومن أفضل المجالس ما كان من اجتماع الدكتور عمر سليمان الأشقر (رحمه الله) والشيخ يعقوب الذي قام بدور السائل والأشقر يجيب في مسائل مختلفة وقال الأشقر رحمه الله إنه نزل مصر لمقابلة ثلاثة لم يتمكن من اثنان لظروفهما وهما الشيخ محمد اسماعيل المقدم والشيخ محمد حسان وتمكن من الأخير وهو الشيخ يعقوب الذي أحسن ضيافته وفي لقاء جمع الشيخ يعقوب والشيخ سعيد حماد قام فيه الأول باستخراج الدرر القرآنية من الثاني وقد أبدع الاثنان الأول في السؤال والثاني في الجواب ما أريد أن أقوله هو متعة حضور مجلس فيه شيخين فلا ترى فيه إلا الأدب ولا تسمع إلا العلم لذلك صدق من قال : العلم رحم بين أهله هذه المعاني نحتاج إليها خاصة عندما يحدث اختلاف بين أهل العلم فللأسف فإن بعض الناس إذا اختلفوا مع الآخرين في قضية كرهوا من يخالفون وأبغضوهم وربما سبوهم ولعنوهم وهذا أمر في غاية الخطورة لان الناس سيظلون مختلفين ولا يمكن أن تجمعهم على رأي واحد، ولو أراد الله ذلك لأ نزل كتابه كله آيات محكمات ليس فيه آيات متشابهات، ولجعل النصوص كلها في الدين قطعية الثبوت وقطعية الدلالة ولا تتحمل أي وجه من الوجوه ولكن الله تعالى لم يفعل ذلك. وفي أحد المجالس العلمية الخاصة سنة 1996 أنكر الشيخ القرضاوي على من يتطاول على الشيخ ابن باز وعلى الشيخ ابن عثيمين وقال هؤلاء المتطاولون لا يمكن أن يكونوا من تلاميذي وقال أنا لا أعلم تلاميذي هذا إطلاقا وقال حفظه الله أنا أحب العلماء وأحترمهم مهما كان الخلاف بيني وبينهم. وقال أنا إن اختلفت مع الشيخ ابن باز في قضية فهذا لا ينقص من قيمة الشيخ ابن باز عندي وحكى الشيخ ما حدث منذ أكثر من عشرين عاما (يعني 37 عاما الآن) حيث أرسل الشيخ ابن باز له رسالة يقول فيها إن كتاب الحلال والحرام معروض عليه من الإعلام ليدخل المملكة وكتب الشيخ ابن باز ثمانية مآخذ له على الكتاب ليراجعها الشيخ القرضاوي حتى يتم الفسح للكتاب ودخوله للمملكة وقال الشيخ القرضاوي أنه رد على رسالة الشيخ ابن باز برسالة قال له فيها: أنت من أحب علماء الأمة إلي .. إن لم تكن أحبها إلى نفسي . وكم كنت أتمنى أن أتفق معك في كل الآراء التي ذكرتها ولكن الإنسان ليس مسئولا أمام الله إلا عما يقتنع به ولا يمكن أن أفتي الناس بغير ما يرضى به عقلي وضميري وقلبي أمام الله سبحانه وتعالى. وبعد أن ذكر رأيه في المسائل الثمانية .. قال الشيخ القرضاوي في رسالته أرجو ألا يكون خلافي في هذه المسائل مع بعض الإخوة في المملكة مانعا لدخول الكتاب وقال حفظه الله وفعلا لم يمنعوه إننا نحتاج أيها الإخوة لمجالسة العلماء والاستفادة منهم وأن نكون رسل خير بين الناس في الإصلاح وخاصة بين الشيخين ...أي شيخين مختلفين أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]