تتداعى الأزمات القبطية وتتصاعد في مصر بشكل واضح وملحوظ مما ينذر بخلل واضح في تركيبة المجتمع لأن الشعب المصري مسلمين وأقباط نسيج واحد متماسك ولم نكن نرى هذه الحالة من التقسيم والتحزب وظهور حالات التطرف والتشدد الديني الواضحة في مصر هذه الأيام من قبل، فأصبح السؤال عن الديانة قبل الوطنية والانتماء سلوك شاذ يمارسه بعض المتطرفين ومشعلي الفتن والحرائق في مصر. وما يحدث هذه الأيام من أزمة مدينة الخصوص ليس بجديد ولن يكون الأخير في ظل حالة الاحتقان السياسي الذي تعيشه مصر والارتباك الواضح لمؤسسة الرئاسة في التعامل مع القضايا المصيرية للشعب المصري. والمؤسف هو خروج أصوات سياسية ودينية تفتقر للحكمة وفن إدارة الأزمات تشارك في إشعال الفتنة وتصاعدها بدلًا من سياسات احتواء الأزمة وهذا بالطبع تفسيره شيء واحد أن متصدري المشهد الآن يفتقرون للخبرة والرؤية الحكيمة في إدارة الأزمات السياسية والأهم من ذلك غياب الثقة الواضح بين مؤسسات الدولة والشعب في الشارع وغياب العدالة ودولة القانون مما يؤدي لممارسات عنف لفظي وبدني تؤدى لإشعال الموقف أكثر فغاب في مصر صوت العقل والحكمة وتعالى صوت الجهل والفتنة ولكن حل الأزمة القبطية واضح إذا توافرت الإرادة السياسية لذلك في خطوات واضحة ومنها: 1- إسراع الدولة في خروج قانون بناء دور العبادة الموحد حتى تنتهي أزمة بناء الكنائس وهي أزمة يعيشها الأقباط بشكل واضح وعملية بناء مؤسساتهم يحتاج لموافقة رئيس الجمهورية مما يشعرهم بالاضطهاد وعدم المساواة والعدل في بناء دور العبادة الخاصة بهم. 2- أن تنتهي لغة الخطاب المتطرفة من المشهد المصري أنهم أقلية دينية فهم شركاء في الوطن ودورهم وتاريخهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي واضح جدًا لمن يريد أن يفهم أن مصر وطن للجميع. 3- غياب الإدارة الأمنية للأزمات القبطية فالأمن سلاح ردع وحفاظ على الأمن وعليه تقديم الجناة للعدالة في القضايا القبطية الكثيرة التي تنتهي بلا مدان واحد مما يشعر الأقباط بغياب واضح للعدل والقانون وليس دورة حل مشاكل دينية واجتماعية بل على مؤسسات الدولة السياسية والدينية التعاون للخروج من حالات الاحتقان الطائفي المنتشرة في أزمة الملف القبطي. 4- دمج الأقباط بشكل واضح وعملي في إدارة شئون البلاد عبر المناصب السيادية من نواب لرئيس الجمهورية والوزراء والمحافظون والمناصب القيادية كافة في الدولة على أساس العلم والخبرة وليس من أجل الترضية السياسية بتعيينات صورية في مجلسي الشعب والشورى والمجالس المتخصصة ووزير للبيئة فما حدث في العصور الماضية يعاد تكراره في عصر الثورة المصرية. 5- العمل على نشر قيم المحبة والأخوة بين المصريين في المناهج الدراسية لكي نؤسس لأجيال قادمة تعزز مفهوم الوطنية المصرية وتغيب الأفكار السلبية عن الطائفية والمذهبية وغيرها من الأفكار والرؤى الهدامة التي تسعى لتمزيق المجتمع المصري بشكل واضح. مصر في أزمة حقيقية وطيور الظلام يعبثون بأمن مصر في القضية القبطية ويريدون إحداث أزمة كبرى تفجر الأوضاع في مصر ومواجهة بين الشعب الواحد على أساس ديني لندخل في صراع ينتهي بمطالب بتقسيم مصر وتكوين دولة للأقباط وأحذر منه وهو واقع معروف للجميع فهل نتعلم الدرس جيدًا ونرى بأنفسنا ما حدث في السودان أم يستمر الغباء السياسي والإدارة المرتعشة للرئيس في هذه الأزمة المصيرية، وعلينا جميعًا العمل مسلمين وأقباط على وأد الفتنة حتى لا تضيع مصر. [email protected]