كثر الكلام في هذا التوقيت على موضوع قديم متجدد، ولن ينتهي وهو الشماعة أو الكارت الذي يعلق عليه الفاشلون فشلهم في كل وقت كان هذا الموضوع في السابق حقيقة وفي الوقت الحالي ومنذ بداية الثورة إلى الآن يتأرجح ما بين الوهم والحقيقة، وكل من يريد أن يؤذي الآخر يستخدم هذا الكارت أو إن شئت قل شماعة الفشل، ألا وهي التدخل الغربي في شئون مصر الداخلية والمشكلة هنا ليست تدخل أمريكا في الشأن المصري، فحسب فهي كانت تدير مصر عن بعد إبان النظام السابق وتعثرت هذه الإدارة في الوقت الحالي أو قل لم تعد موجودة، وما يهم الأمريكان والغرب الآن ليس صالح مصر أو المصريين فمنذ متى والأمريكان تهمهم مصالح الشعوب التي يتحكمون فيها ولكن ما يهمهم هو عدم السماح لمصر بالاستقلال عن التبعية الأمريكية، وبالتالي فأمريكا وأعوانها في الداخل والخارج، كما فتتوا السودان وأنهوا حكومة حماس المنتخبة، ورفضوا انتخابات الجزائر سابقًا ناهيك عما يفعله الأمريكان وفعلوه في أمريكا اللاتينية ودول شرق آسيا، وبالتالي هم يحاولون عن طريق أعوانهم في الداخل المصري إفشال أي خطوة تقوم بها مصر إلى الأمام، وإلا لما دافعت أمريكا باستماتة عن رجالها في المنطقة حتى أنها تدخلت وانتقدت حكم القضاء المصري على أحد أبرز رموز رجالها في مصر أيام الرئيس السابق، وما ذالت تدافع عن مريديها ومؤيديها أو المتخندقين بها في المنطقة ولم تدافع يومًا عن حقوق الإنسان في بلادنا وإلا ما سكتت عما حدث في الخمسين سنة الماضية. وكما قال رئيس وزراء باكستان السابق رحمه الله الجنرال ضياء الحق أن عداوة أمريكا خير من صداقتها، وأنا أتحدث عن أمريكا النظام وليس الشعب الأمريكي، وعملاء الغرب منتشرون في كثير من المؤسسات المصرية وأبرزها جمعيات حقوق الإنسان التي تدافع دائمًا عن الإنسان الليبرالي والعلماني والمسيحي أما ما يتعلق بالتيارات الإسلامية فهم لا يعدونهم من البشر من الأساس وهل نسيتم قضية مركز ابن خلدون أيام مبارك وما فعلته أمريكا، واليوم تفعل نفس الشيء مع مقدم برنامج تافه اسمه البرنامج، ولأن الكفر ملة واحدة ولن يرضوا عن الإسلام أو المسلمين طالما أنهم يطالبون بتطبيق العدل والمساواة وإعادة الحقوق لأصحابها وفتش عن ال 2000 عميل لأمريكا التي هددت السيدة سوزان مبارك بفضحهم كما نشر في الجرائد في بدايات الثورة، مالنا ننسى بسرعة أم أن الخونة والعملاء صوتهم طغى على المشهد برغم قلة عددهم، والذين يشيطنون النظام الإيراني في محاولة وأد أي تقارب مصرى إيراني، وهل إيران أخطر علينا من إسرائيل ولا من أمريكا نفسها، إن إيران لمن لا يعرفها عندها تكنولوجيا متقدمة جدًا بفضل قطع علاقتها بأمريكا وبعدين موضوع التشيع هذا موضوع سخيف يعاملونا نحن المصريين على أننا قصر ولم نبلغ سن الفطام بعد كل المسلمين المصريين يعرفون جيدًا الشيعة والتشيع، وقد مكث الفاطميون في مصر مائتي عام أو يزيد ولم يتشيع المصريون فنحن لنا علاقات طيبة مع جميع دول العالم المسلمة وغير المسلمة ولم نسمع يومُا ما عن دولة حاولت أن تصبغنا بدينها فلماذا هذه الفوبيا الإيرانية والخوف إلا أن أمريكا وحلفاءها لا يريدون لنا أن نقيم علاقات سوية مع إيران خوفًا على مصالحهم، لأن معنى إقامة علاقات طيبة ومتوازنة قائمة على المصالح المشتركة بين كل من مصر وتركيا وإيران والمملكة العربية السعودية فهذا ما يراه الأمريكان الشر المستطير على مشروعهم وحلفائهم، لأنه إذا ما قام هذا الرباعي وامتلك زمام الأمر معناه نهاية مشروع الغربي في الشرق الأوسط، لأن هذا التحالف غير الذي خطط له الغرب منذ عشرات السنين، وهو الشرق الأوسط الجديد الذي اعتمد تقسيم الدول العربية إلى كانتونات صغيرة متناحرة يسهل السيطرة عليها ويبقى أمر هام وهو أن تركيا وإيران خارج الطوق الأمريكي بينما مصر ما زالت تحت الحصار الأمريكي، ولذلك أوجه إشارة إلى النظام القائم في مصر ستكون هناك ضربات غربية ليست بالضرورة عسكرية، ولكنها في مؤامرات على مصر في كل اتجاه فلتكونوا مستعدين بجبهة داخلية قوية حتى لا تكون ضرباتهم مؤثرة وتؤخر مسيرة السير قدمًا إلى الأمام. وكما قلنا مرارًا ونكرر بأن اللوبي الإعلامي المصري يمثل حجر الزاوية في هذا المشهد وفي كل الجرائم التي ترتكب في هذا البلد حاليًا، وما أحداث الخصوص والكاتدرائية عنا ببعيد لذلك أهيب بكم سيادة الرئيس أن تسارعوا بتطهير الإعلام عامة والتليفزيون المصري بكل قنواته والصحف القومية التي مازالت نفس الأعمدة ونفس الكتاب ونفس الولاء المقيت لسيدهم السابق بصفة خاصة، التطهير كان يجب أن يكون بالأمس أما وإنه لم يحدث فيجب أن يتم اليوم وقبل الغد وأنت تملك القرار والقدرة لفعل ذلك والشعب يؤيدك ويؤازرك، ولا تلتفت لمن يهدمون في هذا الوطن، البلد بهذا الشكل تضيع ونحن مقبلون على حافة الهاوية إن لم نكن عليها واقفون بالفعل، لقد فشلوا وأعوانهم وفلولهم حتى الآن فى تجييش الشعب للانقلاب عليكم، فاتجهوا للجيش الوطني وحرضوه للانقلاب على الشرعية وفشلوا، والآن أرادوها حربًا طائفية الجميع فيها خاسر إلا هم فقد باعوا أنفسهم إلى الشيطان منذ البداية فلتلقى بهم وشياطينهم إلى الجحيم قبل ان يأخذونا معهم والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، حفظكم الله وحفظ الله الوطن شعبه وجيشه. [email protected]