عجبت لقدرة الآلة الإعلامية في تشويه التجربة الإيرانية التي لدي الشعب المصري علي مدي ثلاثة عقود في عهد مبارك.. زهلت وأنا أتحرك في شوارع طهران وأرياف خوراسان.. ولم أشاهد الصورة التقليدية التي روجوها لنا للنساء المتشحات بالسواد تحت الشادو الإيراني، بل شاهدت نساء عاملات يتزاحمن في الأتوبيس والمترو يرتدين الحجاب بالألوان وعلي أرقي موديلات الأزياء، والفتيات يرتدين الچينز ويغطين الشعر بالطرحات وينسدل الشعر الأصفر والأحمر المصبوغ علي الجبين.. وأغلبهن يتزين بالماكياج، ولكن الجميع رجالاً ونساء يتعاملون بوقار واحترام مذهل.. أدركت لحظتها الوهم الكبير الذي عشناه حول غياب الحريات تحت الحكم الإسلامي في إيران. ولم يكن غريباً بعد ذلك أن أكتشف خلال لقاءاتي بالعديد من مسئولي إيران أن الثورة الإسلامية منحت 57 مليون إيراني حريات مسئولة وحققت لهم كرامة واحتراماً كان مفقوداً في عهد الشاه.. فسادت حالة من الرضا العام دفعت الجميع لإنجاح هذا النموذج الفريد لدولة إسلامية تطبق الشريعة، فحققت نهضة حضارية لشعبها حتي صارت القوة الاقتصادية رقم 71 في العالم وتمكنت تحت حصار أمريكي من إقامة قاعدة صناعية عملاقة بأيدي أبنائها ضاعفت الدخل القومي في العشر سنوات الأخيرة، فلم يعد هناك تفاوت للطبقات بين الإيرانيين بل لم تقع أعيننا علي متسول في الشوارع، وتم تخفيض البطالة من 7 إلي 2 مليون.. والسؤال.. كيف فعلوا ذلك.. وقد بدأوا مع مصر منذ 03 عاماً..؟! أجمع الوزراء والمسئولون الذين لقيناهم ومنهم وزراء الصناعة والخارجية والبحث العلمي والسيد حسين شريعة الله مداري نائب المرشد الروحي للثورة آية الله خامنئي لشئون السُنة علي أن الشعب الإيراني ثار علي حكم شاه إيران لأنه لم يحترم مشاعر الشعب وقضي علي حريته وكرامته ونشر الفساد والفحشاء في المجتمع وصار عميلاً للغرب، وهي نفس الأسباب التي قامت من أجلها ثورة 52 يناير في مصر.. مع فارق واحد.. ان شعب إيران بدأ تحقيق نهضته بعد عشر سنوات من الثورة، فقد انشغلوا بالحرب مع العراق التي أدارتها أمريكا لإجهاض الثورة مبكراً في العشر سنوات الأولي من عمرها. وأكدوا أنهم لم يكن لديهم أي شيء ينتصرون به في هذه الحرب سوي التمسك بشريعة الإسلام وقد خرجوا من الحرب أسوأ من حالة ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية.. وكانت البداية الحقيقية تقنين الشريعة الإسلامية في جميع القوانين التي يصدرها البرلمان.. وجميعها تعلي من قيمة كل فرد في المجتمع الإيراني الإسلامي رجالاً ونساء وبجميع الطوائف لتسود العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة التي فقدوها كثيراً في عهد الشاه. قوانين المرأة أكد شريعة الله مداري أن قوانين المرأة في إيران التي روج الإعلام الغربي لتشويهها كثيراً هو وأعوانه.. تعلي شأن المرأة الإيرانية عن أي امرأة في المجتمع الغربي.. وذلك ليس من عندنا.. بل هو شرع الله الذي نطبقه.. فالمرأة في إيران تمتلك الشركات وتدير الأعمال ولها ذمتها المالية الخاصة عن زوجها.. وترقي في المناصب الحكومية.. وحتي في المشاريع الخاصة خاضت تجربة جديدة منذ عامين كسائقة تاكسي بمشروع 3 آلاف سيارة أجرة لتوصيل النساء ويسمي »تاكسي الأسرة« ونسعي لتعميمه بالمدن لمحاربة البطالة. وقال: حتي قانون الحجاب الذي حاربنا به الإعلام الغربي كثيراً.. جعلناه وفقاً لتطور العصر.. وليس النقاب.. فنحن نطبق ما شرعه الله وهو الحجاب.. والجميع ملتزم به.. لأن هناك عقوبة مالية ومشددة لمن لم تطبقه، والمذهل أن المسيحيين أكثر التزاماً ورضا به.. خاصة بعد أن سارعت بيوت أزياء النساء في إيران في تجميله.. والزي الخاص الذي ترتديه النساء والفتيات يتضمن الشروط »الفضفاضة« وعلي أرقي خطوط الأزياء، وبمرور الزمن خرج جيل الشباب الآن في العشرينات والثلاثينات من العمر يدرك فضيلة غض البصر عن النساء والفتيات، سواء متزينة أو لا.. وسائر القوانين تضمنتها الشريعة بحقوق وواجبات الجميع، فسادت الحرية والكرامة والرضا في المجتمع.. خاصة الحرص علي عدم التفاوت الطبقي بين الجميع.. بروح وشرائع الإسلام. السنة والشيعة وأكد نائب المرشد لشئون السنة.. أن قوانين الشريعة الإسلامية لا تفرق بين سني وشيعي.. فجميعنا نعبد إلها واحداً، وكتاباً واحداً، ورسولنا واحد.. والإعلام الغربي هو الذي يروج لتعميق الخلاف بين الشيعة والسنة في أنحاء الأمة الإسلامية بالعالم، ونحن نقرب ولا نفرق، وعندنا فتوي العالم الكبير الشيخ شلتوت شيخ الأزهر.. بأن الشيعة الاثني عشرية مذهب خامس في الإسلام، وكذلك الشيخ الجليل د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي، ونحن من جانبنا أصدرنا قانوناً بفتوي المرشد العام.. بمعاقبة كل من يحاول سب الصحابة الكرام، ونؤكد بأنهم مذاهب شيعية أخري غيرنا. يهود إيران وكشف السيد علي أكبر ولاياتي المستشار السياسي لمرشد الثورة آية الله خامنئي عن أن تطبيق الشريعة الإسلامية في قوانين إيران.. حققت الرضا الاجتماعي لجميع طوائف الشعب الإيراني مسلمين ومسيحيين ويهود.. فكثيرون لا يعلمون أن بيننا أكثر من 07 ألف يهودي يعيشون معنا منذ 0052 عام يمثلهم في البرلمان الإيراني »موريس معتمد« وهم أهل كتاب وليسوا مثل الكيان الصهيوني.. بل مواطنون إيرانيون من نسيج المجتمع، ولهم جميع حقوق المواطنة وفقاً للشريعة الإسلامية السمحاء، متساوون في الحقوق والواجبات، ويشاركون في الجيش الإيراني وقُتل منهم ضحايا أثناء الحرب مع صدام حسين، ولهم مستشفي شهير بضواحي طهران يضم مئات الأطباء شاركوا في إنقاذ آلاف الجرحي أثناء الحرب وهم يتميزون بالوطنية الشديدة وحب بلادهم، ويمارسون طقوسهم بمعابدهم بحرية مطلقة، كما أن العديد من أنبياء اليهود مثل النبي دانيال والنبي صموائيل لهم أضرحة بقزوين يزورها السواح.. وهناك ضريح السيدة خاتون حفيدة نبي الله يعقوب مدفونة به منذ 0082 عام. وأكد ولاياتي أن قوانين الشريعة الإسلامية حققت حالة الرضا التام بين جميع الإيرانيين مسلمين وأقليات.. فتدافع الجميع يشارك في بناء حضارة إيران الحديثة تحت حكم الثورة الإسلامية وبشريعة عادلة تمنح الجميع الحرية والكرامة.. حتي ان بعض اليهود يسافرون للكيان الصهيوني للأماكن المقدسة ويسرعون بالعودة بعد أسبوع رغم تعرضهم لضغوط شديدة حتي ان أغلبهم يفتح مصانع ملابس وأزياء محجبات بالريف والمدن يرتديها الجميع بلا تفرقة بين أديانهم. وأوضح أن الشادو هو فرض علي العجايز من النساء وموجود هذا التسامح في المجتمع الإيراني والشعور بالعدالة والحرية والكرامة هو الذي يحقق نهضة إيران. نهاية سطوة أمريكا وأكد د. علي صالحي وزير الخارجية أن نهضة إيران الحالية سببها بعد تطبيق الشريعة.. تخصيص 01٪ من ميزانية إيران للبحث العلمي.. وفتح العديد من المراكز البحثية والتكنولوجية والنهوض بالتعليم لاستيعابها.. وخلال سنوات قليلة أصبح لدينا ملايين يشكلون جيشا علمي من شباب إيران، تمكنوا من إقامة قاعدة صناعية تكنولوجية كبري.. وساعد علي ذلك دخولنا في البرنامج النووي السلمي لإيران.. والذي يحاربنا الغرب كثيراً لعلمهم بأنه سبب رئيسي في النهضة التكنولوجية الكبري التي تقوم علي صناعة المفاعلات. وقال صالحي: أصبحنا منذ 5 سنوات تقريباً ننتج كل شيء في الصناعات المتطورة.. أقلها إننا ننتج الآن مليون سيارة من ماركات عالمية مثل كيا وبيجو.. تصنيع كامل 001٪ في مصانع إيران وأتوبيسات ومعدات تكنولوجية.. مع العلم انني في الأساس عالم نووي شاركت 5 سنوات في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بڤيينا.. ويدرك معني ما يقوله تماماً. وعن النواحي الدينية.. أكد أنه شيعي سني الهوي.. وهذا سائر أغلب الإيرانيين.. فلا فرق عندنا بين شيعي وسني.. ولسنا في حاجة لنشر التشيع لأننا أمة واحدة عدونا واحد.. ولابد أن نتجمع ذات يوم. وقال: إنني أثق أن سطوة أمريكا علي العالم ستنتهي تماماً في اليوم الذي يتحد فيه الدولتان إيران ومصر.. لأننا نقدر قيمة هذه الدولة العظيمة، وننتظر استقرار الأمور لعودة العلاقات الكاملة، كما وعدنا المسئولون بعد الثورة. تجربتنا لمصر بالمجان وأكد وزير الخارجية أن الغرب هو الذي يروج للفرقة بيننا لعلمه بهذه الحقيقة، فنحن لم نسم أنفسنا دولة إيران الإسلامية الشيعية.. بل إننا نري أن السنة أقرب إلينا من الشيعة الاسماعيلية وثمانية عشر مذهباً شيعياً آخر.. السنة أقرب إلينا منهم جميعاً.. وهكذا أفتي العالم الجليل الشيخ شلتوت شيخ الأزهر وكذلك أيضاً أفتي روح الله آية الله الخميني قبل رحيله.. فلماذا لا تتحد مصر وإيران بعد الثورة العظيمة في 52 يناير، فنحن نحقق إنجازاً غير مسبوق لبناء دولة قوية وحضارة حديثة تتمتع بها شعوبنا بصنع أيدينا.. رغم اننا تحت حصار.. ولسنا دولة نفطية مثل دول الخليج، فنحن نصدر مثل الكويت وقطر، ولكن عددنا 57 مليوناً وقد عانينا كثيراً.. وبقوة الشباب حققنا نهضتنا فنحن الآن نصنع قمراً صناعيا في مدارنا بأيدينا، بينما كوريا فشلت رغم قوتها.. ولدينا قاعدة صناعية عملاقة وكل ما أنجزناه تم في إطار الإسلام وبتطبيق شريعته السمحاء التي أنعم بها الله علينا. وقال علي صالحي: إننا نمد أيدينا للحكومة والرئيس القادم في مصر بعد الثورة ونقدم كل ما لدينا وحتي تجربتنا النووية للنهوض بمصر التي عطلتها المؤامرات الأمريكية والصهيونية 03 عاماً، الشعب المصري شعب عظيم جدير بأن يأخذ مكانه في الصفوف الأولي في العالم، ولديه جميع الإمكانات ليصل إلي ذلك أسرع مما استغرقنا نحن في إيران.