ان اى منصف لابد ان يعتصر الالم قلبه وهو يرى مصر فى عيون ابنائها الذين من المفترض انهم ادرى الناس بها و بطبائع شعبها فاذا بثقافة هيل التراب على كل شئ هى الثقافة السائدة فى اوساط النخبة التى ترى فى نفسها بالباطل انها تتحدث باسم مصر و باسم شعب مصر وهو هراء لا يصدقه الا من يتغنون به مشيعين الاكاذيب لنشر السواد و الياس و الاحباط بين ربوع وطن كان وسيظل باذن الله شامخا بشعبه الذى يتهمونه بالجهل وبانه مضحوك عليه من الاسلاميين والكل يتحدث عن التوافق و الحوار فاذا نظرنا لارض الواقع وجدنا تلك الاحاديث عن التوافق ليست موجههة الى الداخل وانما هى موجهه للقوى المتحكمة من الخارج او الممولين من الخارج اى انها تفتقد الاخلاص و النية الصادقة ولذا لا نرى لها اثرا على الارض بل ان ما تفعله النخبة المتحذلقة يجعلنا نسال السؤال التقليدى البسيط من غير اعداء مصر هو المستفيد من تردى وضعها الاقتصادى و الامنى و عندها سنعرف حتما ماذا تمثل نلك النخبة الظالمة مستعينة باعلام بذئ تربى على السخرية و التطاول على كل ماهو اسلامى منذ عقود تعدت الستون عاما فمن اين ياتى هؤلاء بالمصداقية التى ندعو الجميع للالتزام بها فنتاجهم لا بد ان يكون من نفس ماغرس فيهم و تربوا عليه سنوات و سنوات تفننت فيها نظم القمع فى نشر الشيوعية و تنصيب اساطينها رجالا للفكر و سيطرتهم الكاملة على الثقافة فى جميع افرعها من شعر الى ادب الى نقد وغيرها من دروب الثقافة فما نراه اليوم هو النتاج الطبيعى لغرس يتم زرعه من سنين اعتقادا بان هذا الغرس سيجعل الناس تبتعد عن دينها بعد ان جعلوا الهجوم على ثوابت الامة من الابداع و السخرية من الدين عبر قنواتهم الفنية و السينمائية وافلامهم هو العرف السائد وتم توظيف اعلاميي الفتن فى تسليط الضوء على بعض ضعاف النفوس ممن سقطوا فى فتنة الشهرة فافتوا بفتاوى ما انزل الله بها من سلطان من عينة ارضاع الكبير وصولا الى الخرف و السفه الذى احل التدخين فى نهار رمضان ولم يقتصر الامر على الاحتفاء بتلك الفتاوى بل ايضا تسليط الضوء على اصحابها ووصفهم بالمفكرين . ان هذا العداء الذى نشاهده الان ممن يدعون البكاء على مصر بينما هم اس البلاء فيما تعانيه مصر من بلاء و ابتلاء قد ازداد فجرا بعد ان جربوا الشعب فى عدة انتخابات و استفتاءات فوجدوا الشعب الذى انفق رعاتهم عليه المليارات لاقصاء الدين من حياته فوجدوه غير ماخطط هؤلاء ففطرة الشعب مع الدين الوسطى وليست مع الالحاد او التطرف رغم وجود البعض من هؤلاء بين ظهرانينا ومن هنا كان هذا التعنت و التصيد لكل ماهو اسلامى من فضائيات و رجال اعمال و ممولين كل املهم فى الفوضى و خلط الامور حتى صرنا نرى عجبا وصار بعض المنتسبين الى الثورة ينادون بشفيق ثائرا بل وصل الفجر ان نرى صور المخلوع مرفوعة فى تظاهرات تدعى الثورية بل صار التحريض على السفالة و الخروج عن المالوف الذى تميزت به جينات الشخصية المصرية هو الواجب اليومى لاعلاميين و قنوات تقتات على الفتن ونشر الاكاذيب دون ادنى سقف اخلاقى للخلاف او النقد الذى صار ستارا ينضوى خلفه كل امعة جاهل للتشكيك ونشر الفتن بل و الوقيعة بين جيش مصر العظيم ورئاسته متصورين بهذا الخيال المريض ان تحريض الجيش سياتى بهم مع انه نفس الجيش الذى طالما هتفوا لاقصاؤه عن السياسة فماذا تغير ؟ ولما فشلت لعبة تاليب الجيش و استعصى على اكاذيبهم ان تؤتى ثمارها انقلبوا الى ورقة الفتنة الطائفية التى راينا احداثها تتكرر فى الخصوص و بالكاتدرائية بالعباسية وازعم ان هذا الملف بالذات لابد ان نربطه بزيارة للمدعو محمد ابو حامد لبيروت و لقا ئه مع سمير جعجع مهندس الحرب الاهلية اللبنانية بل ووصفه اياه انه قدوة ابو حامد ان ما نراه على الارض يستدعى ان نمعن التفكير بدءا من الفوضى الخلاقة التى بشرت بها كونداليزا رايس الى سقطات الالسنة التى نسمعها من الاذاعات العالمية وصولا الى ماصدر عن السفيرة الامريكية فى لحظة سكر ما استدعى استدعائها الى واشنطن لتانيبها وخلاصة القول اننا فى خضم مخطط ان لم تكن الرئاسة و اجهزة مخابراتها على علم به فتلك مصيبة وان كانت على علم دون ان تتخذ اجراءا لمواجهته فهى جزء من مخطط تنفيذ تلك الفوضى خاصة فى جو الفتن و التخوين الذى انتشر بين الرئاسة و المعارضة واتهام كل منهما للآخر بالعمالة و تنفيذ مخططات و اجندات خارجية و انبرى كل من الطرفين فى تشويه اى انجاز للاخر و التشهير به ولو بالكذب فى مباراة بالتاكيد غير متكافئة بين طرفين احدهما يتنفس الكذب دون ادنى خجل و الطرف الاخر ممثلا فى القوى الاسلامية مصرا على اسلوب العناد ورفض الاخر و تخوينه هكذا تفرغت كل قوى النخبة السياسية فى تخوين الاخر بل وصلت الى تخوين بعضها البعض فى كوميديا سوداء يدفع ثمنها مواطن بائس كل امله ان يرى بذرة امل اتت بها هذه الثورة ولكن للاسف لايرى الا كذبا وخلطا للاوراق الى الدرجة التى جعلت من ينسبون انفسهم الى الثورة زورا وبهتانا يرفعون صور المخلوع او يرون فى رئيس وزرائه الذى اشرف على خراب مصر ابان الثورة فيصبح اليوم رمزا للثورة و املا لثوار اليوم الذين اختلطت عليهم الرؤى. اين الشعب فى تلك المعادلة المميتة التى تشبه القمار فالكل فيه خاسرون بل اين الامل الذى يحتاجه هذا المواطن البسيط ليستطيع اكمال حياته و الاطمئنان على مستقبل ابنائه فبرغم هذا الستار الاسود الذى غلفت به النخبة السياسية مصر و كل مايخرج منها الى الحد الذى يجعل احدهم يبشر بافلاس مصر فى 2013 بل و احتلال اليهود لها وصولا الى السيد حمزاوى الذى يتباهى بانه اوضح لبعثة صندوق النقد الدولى مخاطر القرض الذى تتهافت عليه بلدنا لتقدم نفسها الى المؤسسات الاستثمارية الدولية كدولة مسئولة يمكن الاطمئنان الى الاستثمار فيها لتبدء فى جنى الثمار الايجابية لثورتها المباركة فينبرى حمزاوى و امثاله الى تصور انهم من يقررون للدولة ليس كوجهة نظر وانما فقط لافشال فصيل مناوئ تمهيدا لاقصاؤه هذا ما تعلمته النخبة فى مهجرها من المانيا الى النمسا و غيرها فالديمقراطية لها قواعد تطبق فى الخارج و يحترمها الجميع ولكن اذا طبقت فى بلدنا راينا العجب العجاب من تاويلات ما انزل الله بها من سلطان واعود واكرر رغم الالم و الياس الذى يكتنف المصريين بالداخل و اضعاف منه يقابلها المصريون بالخارج الذين تاكلهم الغيرة و القلق على وطنهم من خلال ما يرونه من حوارات وسفالات على فضائيات دينها هو دولار الممول فتتفنن فى الكذب ونشر الفتن للدرجة التى تجعل المرء منا لا يستطيع النوم جراء سقوطه فريسة رؤية احد تلك البرامج التى تتعامى عن نشر الامل فاى من تلك القنوات بشرتنا بترشيح مصرى لنيل نوبل فى ىالكيمياء واى من تلك الفضائيات واعلامييها بشرنا بتصنيع اول تابلت مصرى بشركة بنها للصناعات الالكترونية وقيام الهيئة العربية للتصنيع بتصنيع عربات المترو لاول مرة فى مصر ولم نرى من يبشرنا بفتاة مصرية نالت جائزة عالمية فى حفظ القرآن لانه اعلام ببساطة لا يرى مصر الا من خلال مرآة البار الزجاجية فتتاثر رؤيته بما يتناوله من كئوس اعدها مموليه مترعة بالكذب و الفتنة فيتناولها هؤلاء لتنسيهم حقيقتهم التى لابد ان الشعب يعلمها فان لم يكن الان فان غدا لناظره قريب. نداء اخير لا امل من تكراره و اوجههة الى كافة اعضاء النخبة المصريين ارجوكم ان تشعروا بهذا الشعب و بمعاناته و لا تتاجروا بمعاناته و آلامه ودماء شهدائه و قدموا مصر على انفسكم و اجعلوها تثرى بكم فمصر فى حاجة الا الجميع اخوانا وسلفيين وليبراليين بل و علمانيين فلماذا لا يراجع الجميع حساباته لتكون مصر اولا فدولارات الممولين ان دامت سيكون المقابل اقل مما لا يتمنى احدنا ان يلقى الله بوزره فعودوا الى رشدكم جميعا واعرفوا قيمة مصر المذكورة بالقرآن مصر التى يتعلق يرقبتها نهوض الامة كلها فانظروا حولكم الا تروا ان العالم الان ليس فى صالحه ان تقوم لمصر قائمة وان الخطوات الان على قدم وساق من اجل سايكس بيكو جديدة لاعادة تقسيم المنطقة يتنافس عليها كيانات عدة من الكيان الصهيونى الى الكيان الفارسى الى تركيا الكل يبحث عما يقوى ثرواته و يدعمها و يفتحها سوقا لمنتجاته فان لم نفق وتقف مصر على قدميها كتفا بكتف امام تلك النزعات مدعومة بامة عربية صادقة تنفق اموالها لمستقبل افضل لابنائها مؤمنة ان مستقبلها و امنها فى مصر قوية آمنة وليست مصر التى ينفقون ملياراتهم لنشر الفتن و الكذب بين ربوعها مصر القوية هى مصر و كفى ليست مصر الاخوان او السلفيين او غيرهم مصر هى مصر هى استقرار المنطقة وذراع الدفاع عن مصالحها و ثرواتها فمن اراد العزة لوطنه فليحرص على عزة مصر الرائدة حفظها الله ووقاها من كل سوء تحياتى درويش عز الدين