سعدت جدا لقيام عمرو موسي -المرشح الفلولي الخاسر في الانتخابات الرئاسية- بالتعاون مع الأعضاء المنسحبين من اللجنة التأسيسية- بتشكيل لجنة دستورية مستقلة ، علي غرار النقابات المستقلة التي يشكلها الخاسرون بعد كل انتخابات نقابية شرعية ، تقوم بوضع مسودة لدستور »علماني« - علي أن تطرحها للإستفتاء الشعبي.. وسر سعادتي أن هذه اللجنة ستكشف كذب وخداع هؤلاء عندما كانوا يصورون للشعب أن اللجنة التأسيسية غير دستورية لأنها لم تضم كل أطياف المجتمع»!!«.. وانظروا إلي اللجنة التي سوف تضع »دستورهم« ممن ستتكون، ويومها سنعرف من الذي يسعي لإقصاء الآخر؟! وأمام هذا الموقف لابد أن تقوم اللجنة التأسيسية »الشرعية« بحذف كل ما تم »التوافق« عليه مع القوي العلمانية والليبرالية أو بمعني أدق حذف ما تم التنازل عنه إرضاء لهم علي حساب الأغلبية.. وأن تعرض علي الشعب مسودة محترمة يري فيها طموحاته وآماله.. وتؤكد علي أحقية الأغلبية في اعتناق ما تراه مناسبا لها، وليس اعتناق ما تحاول الأقلية فرضه عليها»!!«.. هذه هي الديمقراطية التي يعرفها العالم كله، ويرفضون الاعتراف بها اليوم لأنها لا تحقق رغباتهم في إقصاء الأغلبية. لوجه الله: سؤال بريء : اجتمع السحرة من الفلول والشيوعيين واليمنيين والليبراليين والناصريين ،، تري علي أي شئ غير ضرب الشريعة يمكن ان يتفقوا ؟! يوم لا ينفع الندم: كل صوت يحاول الاسلاميون »التوافق« معه من التيارات التي تعلن معاداتها علنا للشريعة، يخسرون أمامه الآلاف من مؤيديهم.. احسبوها صح.. أهل القرآن وأهل الدنيا: سألني صديقي: لماذا لم يصر أهالي شهداء أسيوط علي تعطيل القطارات حتي يتم القصاص لأبنائهم؟ قلت: لأنهم رجال مؤمنون بقضاء الله وقدره.. ولأنهم من أهل القرآن الكريم.. ولأنهم يؤمنون بما جاء فيه.. فهم ينتظرون القصاص العادل.. دون أن يحاولوا إلحاق الضرر بأحد من أبناء هذا الشعب.. وهذا هو الفارق بين أناس وهبوا أبناءهم لدراسة القرآن الكريم وعلومه فاحتسبوا أبناءهم شهداء عند ربهم أحياء يرزقون.. وبين صبية وهبوا أرواحهم لغير الله، واستسلموا لغيرهم، يتحكمون في أفكارهم وأفعالهم وانفعالاتهم.. ثبّت الله أهالي الشهداء.. وألهمهم الصبر.. الصيدلانية نبيلة غنيم أرسلت تقول: ».. بالفعل هي دروس قيمة في الديمقراطية الحديثة تعلمناها من النخبة الليبرالية والعلمانية.. وهي كيف تتغلب الأقلية برأيها من خلال الصوت العالي علي الأغلبية.. تعلمنا أن نلبس النظارة السوداء عندما نقيم أداء من يخالفنا في الفكر.. حتي لا نري سوي السواد.. ولن نري بالتالي أي انجاز يمكن أن يحققوه، بل سنراه عيبا، وكل حسناتهم سنراها سيئات.. سننزل ميدان التحرير، كلما نري نحن وفي الموعد الذي نحدده لنحاسب كل من يختلف معنا في الرأي علي ملبسه وعلي همساته وعلي هفواته وعلي كل شئ يفعله، وسنراه غير الذي يقصده.. هذه هي دروس الديمقراطية الرشيدة التي تعلمناها من تلك النخب عبر ساعات طويلة تمتد طوال الليل يوميا عبر الشاشات والمؤتمرات والندوات.. وتتساءل: هل تأخرنا طويلا في تطبيق شرع الله هو الذي أدي بنا إلي هذا الوضع الشاذ؟.. هل قضي حكم العسكر منذ 1952 علي أي انتماء ديني للمصريين؟.. هل نجح ذلك النظام البغيض في أن يزرع الكراهية في قلوب كثير من المسلمين لدينهم إلي هذه الدرجة التي جعلتنا نشاهد بعض من ينتمون إلي الإسلام يتصدرون صفوف مناهضة شرع الله إلي هذا الحد؟.. وأخيرا، نحن نحب دين الله، ونجد في شريعته وأحكامه راحتنا وأمننا وعزتنا جميعا فهل هذه جريمة نعاقب عليها ؟!« .. القارئة العزيزة تحدثت عن تصوراتها إذا وصل العلمانيون إلي حكم مصر.. ونسيت أنهم كانوا يحكمونها عبر عقود طويلة .. ونسيت ماذا فعلوا بالمعارضين لهم خصوصا الإسلاميين.. لم يعطونهم فرصة لكي ينزلوا إلي الميدان.. أو أن يعبروا عن آرائهم وامتلأت السجون بهم وكان التعذيب أو الموت مصيرهم.. فأين كان التوافق الذي يطالبون به الآن؟.. واليوم يحاولون من خلال أبواق إعلامية مدعومة من بعض رجال الأعمال المشبوهين، إسقاط الثورة وإعادة تسليم البلاد إلي رموز النظام البائد الذين يديرون البلاد من الخارج تدعمهم بعض الأنظمة العربية.. أما ذنبنا نحن الأغلبية التي تحب دين الله وتجد في أحكامه وشريعته الملاذ الآمن من غدر وظلم البشر.. هو أننا تركنا الساحة لسحرة فرعون يرتعون، ويسحرون عيوننا ووقفنا نتفرج عليهم ونتابعهم وأحيانا كثيرة نصفق لهم من شدة اتقانهم لألعاب الحواة والسحرة.. فضعفت نفوس البعض.. واهتزت ثقتهم بالله عز وجل بكل أسف.. وماكان علينا إلا مقاطعتهم.. ومقاطعة الشركات التي تدعم وجودهم لنشر هذه السموم.. ولو رجعنا للقرآن الكريم لوجدنا فيه ضالتنا في كل شئ.. قال تعالي: »وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّي يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا«. (النساء)