تقدم النائب جمال زهران بطلب إحاطة لرئيس الوزراء حول زيارة جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم للولايات المتحدة ، والتي اجتمع خلالها يوم الجمعة الماضي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي. وقال زهران إنه فوجئ بأنباء تفيد أن جمال مبارك قام بزيارة سرية الى الولاياتالمتحدة وقابل الرئيس الأمريكي وطلب مقابلة مستشار الأمن القومي، مؤكدا ضرورة الإفصاح عن أسباب تلك الزيارة التي جاءت في إطار من السرية ولم يعلم بها المصريون إلا من خلال تصريح للبيت الأبيض بعد أربعة أيام من حدوثها. وقال إنه سلم الطلب لرئيس مجلس الشعب شخصيا لمناقشته في الجلسة التي عقدت يوم الأربعاء طبقًا للتقاليد البرلمانية ، إلا أنه " لم يعرض في بداية الجلسة ولم تتم الاشارة إليه من قريب أو من بعيد." وكانت مصادر مطلعة قد أكدت ل "المصريون" أن تلك الزيارة جاءت بناء على استدعاء عاجل من البيت الأبيض، وفرضت الرئاسة قدرًا كبيرًا من السرية عليها، لدرجة أن الخارجية المصرية لم تعلم بالزيارة إلا بعد إقلاع الطائرة الخاصة التي أقلت نجل الرئيس. وقد أثارت الزيارة ردود فعل غاضبة في أوساط المعارضة المصرية، التي تساءلت عن ماهية الصفة التي أجرى بها جمال مبارك حوارات مع المسئولين الأمريكيين. من جهته علق الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية على الزيارة بأن جمال قام بالحج إلى واشنطن للحصول على تأييدها لسيناريو التوريث وتقديم ضمانات لواشنطن بأن النظام المصري سيظل محافظًا على المصالح الأمريكية في المنطقة ، وأنه لن يخرج عن الخط السياسي الذي يحكم النظام الحالي. وأشار الدكتور عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة "الكرامة" إلى أن زيارة جمال مبارك لواشنطن جاءت كفصل أخير في مسرحية التوريث، معتقدًا أن واشنطن ستؤيد هذا السيناريو ما دام النظام الجديد سيسير في فلك التبعية، ومؤكدًا أنه أراد من هذه الزيارة أيضًا منع دخول العلاقة المصرية الأمريكية نفقًا مظلمًا لكي لا يكون لهذا التوتر دور سلبي على ملف التوريث.