قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إنه بينما يعانق الرئيس محمد مرسي و"الإخوان المسلمون" قادة حركة "حماس"، يقوم الجيش المصري بتدمير مئات الأنفاق في المنطقة الحدودية مع القطاع. وأضافت أن حركة "حماس" تدير اتصالات سياسية مع مصر، ومرسي وحركته، لكن تحت الأرض تأخذ صناعة الأنفاق أبعادا جديدة، ففي عملية خاصة تجرى خلال الشهور الأخيرة تحفر "حماس" أنفاقا جديدة بمنطقة الجدار الفولاذي، المشروع الطموح الذي بدأه الرئيس السابق حسني مبارك، لمنع استمرار عمليات التهريب لقطاع غزة. وذكرت أنه في الفترة الأخيرة تستخدم "حماس" آليات حفر ثقيلة ومتطورة لعمل أنفاق واسعة يصل قطرها ل 5 أمتار تقريبا، والتي تصل الجانب الفلسطيني بالجانب المصري. وأشارت إلى أن "عملية نسر" لتصفية خلايا الإرهاب في سيناء والتي بدأها الجيش المصري في أغسطس 2010 تعاني من الفشل حتى الآن، إذ أن البدو المحليين مستمرون في اختطاف السياح بهدف إطلاق سراح ذويهم المعتقلين في السجون المصرية، كما تتدفق الأسلحة إلى شبه جزيرة سيناء وتزدهر الجماعات الإسلامية "المتطرفة". وأضافت أنه في محاولة لإثبات والنجاح يركز الجيش المصري جهوده في تدمير الأنفاق بمنطقة رفح. وأوضحت أن عدد الأنفاق التي تم حفرها على يد الفلسطينيين في رمال رفح خلال السنوات الأخيرة يقدر بأكثر من ألف نفق، بينما لم يتم تدمير إلا 250 منهم خلال الشهر الأخير، وتم سدها أو تدميرها على أيدي قوات الأمن المصرية. وذكرت أن عملية تدمير الأنفاق تتلقى دعما وتأييدا تاما من وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن مؤخرا استمراره في تدمير الأنفاق رغم الأضرار البالغة التي تعرضت لها حركة "حماس" بسبب هذا الأمر. وأضافت أن المنظمة الفلسطينية أعربت عن احتجاجها لمصر بسبب تدمير الأنفاق، في مقابل مطلب بفتح معبر رفح بين مصر وغزة بصورة منتظمة، لافتة إلى أن المصريين زادوا بالفعل من ساعات العمل في المعبر إلا أن رجال "حماس" مستمرون في اتخاذ طرق خاصة بهم للحفاظ على صناعة الأنفاق. وقالت إن الأضرار التي يسببها الجيش المصري ل "حماس" تأتي في مقابل معانقة رؤساء الدولة المصرية للحركة الفلسطينية، مضيفة أن مصر تحت حكم "الإخوان المسلمين" استضافت انتخابات المكتب السياسي ل "حماس"، وكذلك أثرت على اختيار خالد مشعل مجددا لرئاسة المكتب السياسي للحركة، وبتلك الطريقة تم تدعيم الجانب البراجماتي في المنظمة الفلسطينية. وختمت تقريرها بالقول إنه بعيدا عن المصلحة الأساسية التي بموجبها حركة الإخوان ترى في حماس ابنه لها، فهناك مصلحة مصرية أخرى تتجلى في إثبات التأثير على حماس بهدف الحصول على دعم اقتصادي من الولاياتالمتحدةالأمريكية، هذا بعد ظهرت في الفترة الأخيرة أصوات كثيرة في الكونجرس الأمريكي تدعو للتفكير مجددا في ارتفاع الميزانية الأمنية التي تمنحها بلادهم للقاهرة في إطار التزامات اتفاقية السلام مع تل أبيب.