نحن أول من يخط المبادئ و يؤسس القواعد ، وفي نفس الوقت أسرع من يمحوها ويهدمها ، وما فعله شمشون قديما ، يحدث منا بصورة شبة يومية ، وكأنه غذاء لا نستطيع الإستغناء عنه .. ومن تلك القواعد الكروية التي يحلو لنا أن نرددها علي مسامع الجميع كإعلام كروي متخصص ، أن اللاعب لاعب ، والمدرب مدرب ، والجمهور جمهور ، والحكم حكم ، بما يعني أنه علي كل شخص من أفراد المنظومة الكروية عدم التدخل في عمل الآخر ، وعليه فقط أنه يهتم بدوره ووظيفته .. كلام إعلانات وبس .. !! ، لا نطبقه أبدا ، ولا نعمل به ، الشاطر حسن شحاته ، إختار لاعبي المنتخب ، وإنتهي الأمر ، فالكلام لن يأتي بنتيجة ، وحتي لو تحدثنا ، فيجب أن يكون كلام منطقي هادئ ، بعيدا عن نغمة التشنج التي يتبعها البعض من أصحاب أبواق ال ( سيكو سيكو ) .. ميدو يصلح أو لا يصلح ، وجهة نظر ، مرجعها الأول والأخير للجهاز الفني ، حمص كان يجب أن ينضم للتشكيلة ولا يتم إستبعاده ، لا شأن لنا بذلك ، لأنه لا يوجد مدرب في العالم ، يترك ورقة رابحه قد تفيده وتحقق له المكسب ، إلا إذا كان مخبولا أو ناقص الأهلية ، وهو ما ليس بموجود في شحاته .. نعم ميدو لاعب كبير ، وكذلك حمص لاعب ممتاز وصاحب خبرة لا تتواجد في أغلب لاعبي المنتخب الحالي ، ونعم هناك ألف علامة إستفهام علي ما حدث من حسن شحاته ، لكن كما ذكرنا هي رؤية شخصية للشيف صاحب الطبخة ، وهو أدري الناس ببهاراتها ، لأنه أول من سيحاسب ، وعليه أن يتحمل تبعات إختياراته .. لكن الهجوم والتجريح من الإعلام الأبيض لشخص المعلم لمجرد أنه لم يضم لاعب زملكاوي ، أجد فيه كثير من التجني ، خاصة أن ميدو لم يفعل للمنتخب ما يستحق عليه كل هذا التباكي ، ومن المضحك أن نشير إلي تاريخ اللاعب في الإحتراف الأوروبي ، فهو أمر أشبه بحضارة السبع الآف سنة وما شابه ، من تلك الأمور التي لا نجيد سواها .. وبالقطع لن أعلق علي إختيارات شحاته كما تحدثت ، لكن ما إستوقفني هو رد فعل اللاعبين المستبعدين ، فبينما هدد ميدو بكشف المستور ، وأعرب حازم إمام الصغير جدا عن إستياءه ، رغم أنه هو الآخر لن يقدم ولن يؤخر ، وخرج علينا عمرو زكي يتباكي وينتحب ، يتبقي موقف الخلوق الكبير حمص ، صاحب لقب أفضل أخلاق رياضية في مصر عن العام الماضي ، وهو من وجهة نظري صاحب أفضل أخلاق رياضية في آخر عشر سنوات مضت من عمر الكرة المصرية ، بعيدا عن المجاملات الإعلامية التي منحت اللقب مرارا لمحمد ابو تريكة الذي وإن كان يتحلي بالخلق القويم ، إلا أن حمص يتفوق علي أبوتريكة ، الذي كثيرا ما إدعي التمثيل للحصول علي ضربات جزاء غير مستحقة ، وأحيانا يعتمد علي اسلوب التحايل لخداع الحكم ، وهو ما لا يستقيم مع اللقب الذي إستولي عليه كثيرا من قبل .. ولنا فيما حدث من تييري هنري العبرة والعظة ، فبعد أن تسبب في خروج إيرلندا من كأس العالم بلعبة خداعية بيدية ، نال لقب أسوأ لاعب في اوروبا ، وقامت الشركات الإعلانية والدعائية بفسخ عقدها مع اللاعب ، هناك حيث يحترمون العقول ويعلمون جيدا معني اللعب النظيف .. بينما لو حدث العكس من أبوتريكة أو اي نجم مصري مدلل ، كما كان في مباراة الجيش الموسم الماضي ، لنال الإشادة والثناء ، وترجم خداعه علي أنه ذكاء ملعب ، وخبرة ملاعب ، وما غيرها من كلمات حق يراد بها باطل ، وسط تهليل وتطبيل مستفز .. أعود لحمص الذي لم يعلق علي عدم إختياره سوي بتمنياته بالتوفيق لمنتخب مصر ، ودعواته لزملاء الملعب بالفوز بالبطولة ، بل إعترف أن مستواه لا يؤهله حاليا للعب في صفوف المنتخب ، نبل حقيقي وأخلاق عاليه لا يتوقف الإعلام عندها كثيرا ، لأن مثل تلك الاخلاقيات علي ما يبدو لا تستهويه ، فهو يبحث عن غضب بركات ، وثورة ميدو ، ونقمة حازم إمام ، ولعنات عمرو زكي ، ومسلسلات أبو تريكه ، فقط وببساطه هذا هو كل ما في الموضوع .. ** بركات جدد عقده مع الأهلي ، خبر متوقع ، وهو ليس بقنبلة الموسم ، ولا يستحق أن نطلق عليه لقب سبق صحفي أو غيره ، بل لا يستحق أن نعلق عليه ، فلا يوجد عاقل أو مجنون في الدنيا يستطيع أن يترك جنة الأهلي ، حيث الغرف بلا حدود والعلاقات والنفوذ والإعلانات والبرامج ( سبهلله ) وبلا حساب ، ولا أعلم كيف صدق جمهور الأهلي أن اللاعب سوف يطير منه ..!! هل هو ذكاء بركات ، أو خبثه بتعبير أكثر دقة ، أم أن نسبة توزيع الصحف هي التي كانت تتحكم في عقول وجيوب جماهير الأهلي ، أيا من تلك الأسباب يمكن أن يكون صحيحا ..