السلام عليكم ..الأستاذة أميمة.. حقيقةً لقد لمست فى بابك الرائع مرسى متميز لإلقاء الهموم والبوح بما لايمكن للشخص العادى أن يبوح به لديكم,مما حمسنِ جداً لأن آتى وأشارك وأبوح بما أخفيته وأغلقت عليه صدرى طيلة 30 عاماً.. فإسمحوا لى أن يتسع صدركم جميعاً الأستاذة أميمة وقراءها الكرام , لأروى عليكم قصتى بإختصار شديد,,فأنا سيدتى مغترب ومهاجر إلى إحدى الدول الأجنبية لأكثر من 30 عاماً,وأنا أحب مصر جداً,ولكنى أجبرت على الهروب منها بعد إتهامى بحادث سرقة لبنك كبير وكان وقتها الحادث شهير جداً,وكان المتهمون بالقضية أنا و7 من أصدقائى,ولكن أقسم بالله أننى لم أشترك معهم,وكل ذنبى أننى إستضفتهم فى بيتى بعد تنفيذ العملية ولكنى للحق لم أكن على علم بتدبيرهم ولكن علمت بعد ذلك ولم أوافق على ما فعلوا وطردتهم بالفعل ولكن الشرطة داهمت المنزل قبل أن يتحركوا من عندى وأنا الوحيد الذى إستطعت الهرب,حيث كنت وقتها أدرس بالقاهرة وأنا من محافظة أخرى فى السنة النهائية من تعليمى الجامعى,وقد علمت بعد هروبى بأننى حكم على غيابياً بعقوبة الحبس لمدة 15 عام,وطبعاً تخوفت جداً من رجوعى إلى بلدى,وأنا أعتصر ألماً لبعدى عنها وعن أهلى وأحبابى وخطيبتى التى كنت سأتزوجها بعد إنتهاء دراستى,ولكنى علمت أنها تزوجت وأنجبت بل وأصبحت جدة الأن ودائماً أدعوا الله أن يسعدها, عمرى الأن سيدتى نحو 53 عاماً متزوج من أجنبية ولدى بنت أحبهم كثيراً,ولقد أسلمت زوجتى عن إقتناع والحمد لله هى وأسرتها بسببى ونحن الأن أسرة متدينة جداً,,ولكن لاأخفى عليكِ أستاذة أميمة أننى أشتاق لبلدى جداً وزوجتى تتمنى أن نعيش هناك وتتعلم أكثر بالأزهر الشريف ويهمنى أن إبنتى تعيش ببلد والدها وأجدادها وتتزوج من مصرى هناك وتتمتع بكل التقاليد الشرقية بها,وما شجعنى على النزول هو تغيير النظام القديم وخاصةً أحد القيادات التى كانت تترقب نزولى فى أى وقت , وكم كنت أتألم وتنتابنى الغيرة حينما كنت أرى وأسمع عن ثورتنا الرائعة وزوال النظام القديم وأنا بعيداً عن أهل بلدى,فكم كنت أتمنى أن أكون أحد أبناء مصر الأبطال الذين إرتسمت صورتهم الرائعة بميدان التحرير يوم التنحى, ليتك سيدتى تشعرين بمعاناتى فقلبى يبكى دائماً قبل عيناى, ولهذا أرسل لكِ أستاذتنا لتنصحينى بالعودة أم البقاء فى غربتى؟ فإننى أتخوف قليلاً مما يحدث فى مصر من أحداث سياسية ودموية وربما تعرضت بعد عودتى لتصفية الحسابات فى خضم الزعزعة الأمنية حالياً بمصر,عفواً على الإطالة وتقبلى وافر تحياتى وإعجابى بما تقدمين. (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, أخى الفاضل صاحب الرسالة التى شعرت بكل كلمة بها وبمدى حبك وحنينك لبلدك مصر ,فلقد أظهرت رسالتك أنك ممن يعشقون تراب هذا البلد,وهم كثيرين بالفعل,رغم إختلاف البعض فى الأراء السياسية ولكن معظم أبناءها يحبونها كثيراً ولكن كلاً من وجهة نظره,وكل منهم ليس له ناقة ولا جمل من وراء هذا الحب غير أنها بلدهم التى ينتمون إليها,ولا يتقاضون مقدار حبة من خردل فى مقابل القيام بمهام موجهة من داخلها أو من خارجها, ولا يؤجرون لتنفيذ خطط ربما تقضى علي أم الدنيا. وكان من واجبى بالنسبة للشق القانونى فى موضوع قضيتك ,وهل هى سقطت بالتقادم أم لازالت قيد التنفيذ للحكم,أن أستشير متخصص قانونى للإفادة فى هذا الأمر..ولذلك قمت بإستشارة الأستاذ/ محمد السيد المحامى للرد على هذا الشق القانونى حيث أفاد بالأتى : " المادة 1540 تنص على أنه تسرى أحكام سقوط العقوبة على الأحكام الباتة(أخر درجات الحكم)التى تنقضى بها الدعوة الجنائية وكذلك على الحكم الغيابى الصادر من محكمة الجنايات فى جناية ويترتب على السقوط عدم جواز مباشرة إجراءات تنفيذ العقوبة" ولهذا قإن العقوبة تسقط بمضى المدة وبالتحديد منذ إنقضاء الحكم على جميع المتهمين شركائه فى القضية ,وإذا أراد الهارب العودة إلى الوطن فعليه بتوكيل محامى عن طريق السفارة المصرية هناك وقبل عودته , لإعادة النظر فى القضية للدفع بسقوط العقوبة بمضى المدة,ولكن العقوبة لاتسقط فى حال أن الأموال المسروقة أو المختلسة لم ترد" . كان هذا هو الرأى القانونى للأستاذ/ محمد السيد... وعليه... فأنا أرى أنك أخى السائل تستخير الله أولاً فى أمر رجوعك إلى مصر,,فإن هداك الله وعزمت نية العودة فتوكل على الله وقم بتنفيذ ما إقترحه عليك الأستاذ محمد السيد المحامى..وذلك حتى تستطيع أن تستقر فى البلد بأمان وبدون تهديد من قريب أو من بعيد,وكما فهمت من رسالتك أنك لم تشارك فى عملية السرقة,وأن زملائك قبض عليهم وبالتأكيد قد ردت الأموال المسروقة إلى البنك , وليتك لاتعلم إبنتك بهذه القصة ,ونصيحتى الأخرى هى ألا تتسرع حالياً فى العودة إلى مصر وإنتظر فترة وأنت تتابع الأحداث هنا من بعيد حتى تستقر الأجواء السياسية والأمنية ويصلح الله حال مصرنا وندعوا الله أن يفرج كربنا جميعاً فى القريب العاجل. وبعد أن تستقر البلد نسبياً على الأقل فيمكنك بعد ذلك العودة والإستقرار هنا معنا وسط أهلك وأحبابك, قلبى معكم أخى فى ذلك الحنين لبلدنا الحبيبة..وأرى أن الله قد إبتلاك بهذا الإبتلاء لأنه إختارك أن تكون سبباً فى هداية زوجتك وأسرتها ودخولهم الإسلام وأن يكون لك منها ذرية مسلمة فهنيئاً لك أخى فلقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم:"لئن يهدى الله بك رجلاً واحداً ,خير لك من حمر النعم" . لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected]