قال لي صاحبي وهو يحاورني في شأن السيد (حازم عبد العظيم) قاذف الأحجار في الشوارع وقاذف البذاءات على التويتر، قال لي: ماذا لو أن ما قاله حازم صحيح، وأنهم في كل مرة يخرجون لمظاهرة سلمية والإخوان هم الذين يبدؤون بالاعتداء عليهم؟!، قلت لصاحبي: القرائن المحتفة بالحدث تكاد تكذب هذا الادعاء، فالفيديوهات تظهر الرجل يقذف الأحجار وحوله شباب أشبه بالبلطجية يحملون السنج والمطاوي، فالأقرب للتصديق أنهم هم المعتدون، لأن الشوارع لا تطرح سنجًا ومطاوي، فقال لي صاحبي: لعله استعد للاعتداء الذي يحدث كل مرة، قلت له: فأين هي السلمية وقد استعدوا للرد على الطوب بالسنج ؟!، فقال لي: لكن السؤال هو: ماذا لو أن الإخوان كانوا هم الذين بدأوا بالعنف كل مرة كما يقول حازم ؟!، قلت له: أما ادعاؤه فلا دليل عليه، وكل رواية ساقها أمامها رواية تكذبها، والعلم عند الله، لكن الفيديوهات في المرة الأخيرة تدينه بوضوح، وتويتاته تتسق مع صورته وهو يقذف الأحجار، فهي تؤكد أنه ليس سلميًا. قال حازم في مقالته بعنوان (الدكتور البلطجي) ( كنا فى مسيرة سلمية فى جمعة «كشف الحساب» ووصلنا إلى ميدان التحرير!، كما توقعت آلاف من الإخوان قادمون بأوتوبيساتهم المعتادة من الأقاليم، بدؤوا -وأكرر بدؤوا- وأكرر ثالثًا وتحتها ألف خط: بدؤوا بضربنا بالطوب.. وكان الحل هو الرد بالمثل! لا نملك غيره.. إذن البداية كانت في هذا اليوم ومبادرة العنف بدأت في هذا اليوم من الإخوان! ) والرواية المعاكسة تقول: إن إحراق أتوبيسات الإخوان- ولم يذكر حازم إحراق الأتوبيسات- كانت هي شرارة العنف المتبادل الذي حدث يومها، والذي انتهى بحرق أتوبيسين للإخوان وتكسير منصة خشبية للقوى المعادية للإخوان وحدوث بعض الإصابات. يكمل حازم: (ثم كانت موقعة «الاتحادية» والاعتصام السلمي ومرة أخرى المبادرة بالعنف من الجماعة التي ذهبت عامدة متعمدة لفض الاعتصام بالعنف ثم يتباكون بعدها على قتلاهم.. ثم تأليف قصة وهمية عن ذهابهم لمنع اختطاف مرسي واقتحام «الاتحادية» ). والرواية المعاكسة تقول: إن بعض الإخوان ذهبوا يومها وقت العصر واقتلعوا خيام المعتصمين-وهذا خطأ لا شك فيه-وبعد أن حدث هذا وهدأ الأمر لعدة ساعات جاء المئات من الطرف الآخر ومعهم بلطجية وأطلقوا النار على الإخوان وحدثت الوفيات من الطرفين عندها، ومعظم القتلى من الإخوان بالرصاص الحي. يكمل حازم: (ثم موقعة جرافيتي وصفع سيدة على وجهها بكل قسوة وضرب الصحفيين، وبعد كل ذلك لا يريدون لأحد أن يفتح فمه، يجب على شبابنا ونسائنا أن يتلقوا الضرب ونجلس كالخراف). والرواية المعاكسة: أن ما كان يكتب ويرسم لم يكن جرافتي عاديًا وإنما كانت أقذع ألفاظ السباب والشتائم والتطاول والقذف، وأن كتابتها ورسمها أمام مقر الإخوان كان استفزازًا لا تحتمل، وأنه إذا كان صفع فتاة هو عمل مدان، فإن أصل الفعل كان منها وممن معها-كما اعترفت هي أنها ضَربت وضُربت، وهو على كل حال اتخذ ذريعة لمعاودة الهجوم على مقر الإخوان في الأسبوع التالي للمرة الثالثة بعد حرقه مرتين من قبل !!، وبالتالي لم يكن صفع الفتاة هو الدافع للهجوم على المقر فلم تكن المرة الأولى وإنما ثالث هجوم على المقر العام. ويقول حازم: (ثم كانت الدعوة لرد الكرامة فى المقطم رأس الأفعى.. وبدأنا في التجمع والأعداد تتزايد والهتافات مدوية، وإلى هذه اللحظة لم يكن هناك أي عنف من أي طرف حتى نحو الثالثة والنصف تقريبًا.. ثم ماذا؟ للمرة الرابعة أيضًا.. نزل من الجبل مئات من جماعة.. وبدؤوا بضرب الطوب.. أكرر بدؤوا بضرب الطوب.. لإرغام المتظاهرين وإرهابهم للانسحاب وعدم التظاهر!! فكان يجب الرد عليهم، وكنا نرد بالطوب، وطاردناهم حتى فروا كالفئران إلى الجبل!) والرواية العكسية والفيديوهات كاشفة أنه لم يكن طوبًا فقط وإنما كانت سنجًا ومطاوي (وخرطوش تبعًا لشهود العيان). وعليه فالحديث عمن بدأ حديث طريقه مسدود، وأمام كل رواية له هناك رواية عكسية معتمدة على وقائع على الأرض من قتل أو إحراق أو رسوم مسيئة أو فيديوهات، وأما إجابة سؤال: ماذا لو كان على حق، ماذا كان عليه أن يفعل ؟!، أقول: كان يجدر به أن يصبر على قذف الطوب صبر الإخوان على إحراق مقراتهم بالمولوتوف !!، ولو أرادوا لأحرقوا بدورهم مقرات خصومهم -وهو منهم- لكنهم لم يفعلوا، وقد هوجمت مقرات الإخوان 31 مرة وأحرقت، وهوجم المقر العام ثلاث مرات....هلا وسعك من الصبر ما وسعهم !!!. كان هذا عن السؤال الخاص عمن بدأ، أما كيف تنتهي دائرة العنف، أقول بأمانة، يوم تلفظ كل القوى من جميع الأطياف من داخلها أمثال حازم عبد العظيم من المهيجين والمفسدين والفتانين وتتطهر منهم، يومها فقط يمكن لدائرة العنف أن تتوقف، أما قبل ذلك ودون ذلك فلا...ولا...ولا. م/يحيى حسن عمر [email protected]