محاولات لاقتحام دار القضاء العالى.. صور الشهداء على الاتحادية.. الأمن يرد بقنابل الغاز أسفرت أحداث فعاليات "سبت الغضب" فى المحافظات خلال الذكرى الخامسة لإنشاء حركة 6 إبريل عن وقوع عشرات المصابين والجرحى بين المتظاهرين أثناء الاشتباكات مع أعضاء جماعة الإخوان من جهة ومع قوات الأمن من جهة أخرى. اندلعت المواجهات بين المتظاهرين وأعضاء جماعة الإخوان أمام مقرات حزب الحرية والعدالة فى الإسكندريةوالشرقية والمحلة، ودارت اشتباكات عنيفة أمام دار القضاء العالى بين المتظاهرين وقوات الأمن. وكان عشرات المتظاهرين قد حاولوا كسر الباب الرئيسى لمبنى دار القضاء، فخرجت إليهم قوات الأمن من نوافذ المحكمة، وأطلقت قنابل الغاز عليهم فى عدة اتجاهات، الأمر الذى أدى إلى هروب المتظاهرين مع تعالى صيحاتهم: "الشعب يريد إسقاط النظام". ورد المتظاهرون على قوات الأمن بإطلاق الألعاب النارية على نوافذ دار القضاء العالي، وسقط عشرات المصابين باختناقات نتيجة كثافات الغاز التى انتشرت فى المكان. وانطلق المتظاهرون بمسيرة من مسجد مصطفى محمود فى منطقة المهندسين، متجهين إلى دار القضاء العالى، حيث شهدت المسيرة رفع أعلام حركة 6 إبريل، إلى جانب علم مصر، بالإضافة إلى لافتات مناهضة لحكم الإخوان. وردد المتظاهرون هتافات منها: "يسقط يسقط حكم المرشد". وفى سياق متصل، اندلعت اشتباكات بين الأمن وعدد من المتظاهرين أمام مكتب النائب العام لدقائق عاد بعدها الهدوء مرة أخرى لمحيط المكان. كما وصل أعضاء من حركة 6 إبريل، الجبهة الديمقراطية، إلى قصر الاتحادية لتنظيم وقفة احتجاجية أمام القصر، وذلك بعد أن أنهوا وقفتهم أمام مقر البورصة المصرية فى وسط البلد. وقام أعضاء الحركة بتعليق صور للشهداء، كما علقوا حبالاً ترمز ل"المشنقة"، وكتبوا على جدران القصر بعض العبارات الساخرة، مثل: "بيت الخروف"، و"مرسى فاشل"، كما قاموا بغمس كفوفهم بجالونات دهان ذات لون أحمر رمزاً للدم، وطبعوها على جدران القصر. وفى الإسكندرية، بدأ إحياء الذكرى الخامسة لحركة 6 إبريل بالإسكندرية كباقى محافظات مصر بشكل سلمي، منذ صباح أمس، إلى أن انقلبت الأمور رأسا على عقب وتحول الأمر إلى مشهد دامٍ. وتوجه أعضاء حركة 6 إبريل، الجبهة الديمقراطية، إلى مقر مديرية أمن الإسكندرية بمنطقة سموحة، تحت شعار "مش بنخاف"، ثم توجهوا بعد ذلك إلى مدينة المحلة لمشاركة زملائهم فى الاحتفال هناك، حاملين لافتات مناهضة لوزارة الداخلية ونظام الحكم وجماعة الإخوان المسلمين، وصورا لشهداء الثورة وللمعتقلين السياسيين فى عهد النظام الحالي. وقال سليم الهواري، المتحدث الإعلامى لحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية بالإسكندرية، إن الشعب المصرى لن يقبل بالذل والإهانة التى يتجرع مرارتها الفقراء والبسطاء، وسيكون رده قويا على النظام الحاكم ووزارة الداخلية التى تمارس نفس سياسة عهد النظام البائد. وأكد الهوارى أن شباب 6 إبريل الجبهة لن يتهاونوا فى نضالهم ضد الظلم والطغيان، ومستمرين فى ثورتهم حتى تحقيق كامل أهدافها. عقب الوقفة قرر شباب اليسار أن يتظاهروا أمام محكمة الحقانية بمنطقة المنشية، وفور علمهم باقتراب بعض العناصر المندسة، قرروا الانسحاب واللحاق بزملائهم فى المحلة أيضا. فيما تظاهر مستقلون أمام مسجد القائد إبراهيم وتوجهوا إلى منطقة سيدى جابر للتظاهر، مما أدى إلى نشوب الاشتباكات مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. وأفاد شهود عيان بأن المتظاهرين حاولوا الاقتراب فقط من مقر الجماعة بغرض التظاهر، إلا أنهم وجدوا بعض المنتمين للتيار الإسلامي، يتصدون لهم فور وصولهم، مما أدى إلى نشوب اشتباكات بين الطرفين بالحجارة والزجاجات الفارغة، وتدخلت قوات الأمن المركزى لفض الاشتباك بالقنابل المسيلة للدموع. وفى الغربية، أصيب 10 متظاهرين، مساء السبت، فى اشتباكات اندلعت بين متظاهرين وقوات الأمن بمحيط قسم شرطة ثان المحلة بمحافظة الغربية، وشهد ميدان الشون أعمال كر وفر بين الشرطة والمتظاهرين، حيث طاردت 3 مدرعات أمنية المتظاهرين، وأطلقت عددا كبيرا من قنابل الدخان لتفريقهم، ورد المتظاهرون برشق القوات بالحجارة. بدأت الاشتباكات بعد انتهاء مؤتمر شعبى حاشد نظمته حركة شباب 6 إبريل، الجبهة الديمقراطية، بالحديقة الثقافية بميدان الشون، فيما هاجم مجهولون قسم شرطة ثان المحلة، ورشقوه بالحجارة وزجاجات المولوتوف. وجاء الهجوم على قسم الشرطة أثناء تشييع جنازة مواطنين، لقيا مصرعهما فى مطاردة بين الشرطة ومسجلين خطر، مساء الجمعة، مما دفع قوات الأمن لإطلاق قنابل الدخان، مما تسبب فى إصابة 7 متظاهرين بحالات اختناق. كما قام العشرات من المتظاهرين بمدينة المحلة الكبرى بالتجمهر أمام مقر حزب الحرية والعدالة بشارع البحر ورشقه بالحجارة فى محاولة لاقتحامه، منددين بسياسات الإخوان المسلمين وطالبوا برحيل الرئيس محمد مرسى عن الحكم والقصاص للشهداء. فيما تصدت قوات الأمن لتلك الهجمات بإطلاق الغاز المسيل للدموع وطلقات الصوت، وفرضت سياجا أمنيا حول مقر الحزب. وأعلنت قيادات حزب الحرية والعدالة بالمحلة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد من يهاجم مقراتهم، كما نددوا بأعمال الشغب والعنف التى شهدتها محافظات مصر عقب الاحتفال بذكرى تأسيس حركة 6 إبريل أصيب 10 متظاهرين، مساء السبت، فى اشتباكات اندلعت بين متظاهرين وقوات الأمن بمحيط قسم شرطة ثان المحلة بمحافظة الغربية. وشهدت محافظة الشرقية أمس أحداثا مؤسفة أمام مقر الإخوان المسلمين، حيث قام المتظاهرون بعمل مسيرة بدأت من أمام ديوان محافظة الشرقية، واتجهت إلى منزل الرئيس مرسى بالزقازيق، وهتفوا ضد أخونة الدولة ووزارة الداخلية، مرددين هتافات منها: "يسقط يسقط حكم المرشد"، و" والداخلية بلطجية"، واتجهوا بعد ذلك إلى مقر الحرية والعدالة بمنشأة أباظة، ثم إلى المقر الرئيسى للإخوان المسلمين بالزقازيق، وقاموا بالهتافات المعادية للرئيس مرسى وجماعته. وقام المتظاهرون برشق المقر بالحجارة وإشعال النيران فى إطارات السيارات، مما دعا قوات الأمن بالرد عليهم بالقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، واستمرت عمليات الكر والفر بين الأمن والمتظاهرين لساعات طويلة، واستطاع رجال الشرطة إلقاء القبض على 4 منهم، مما دعا العشرات من شباب حركة 6 إبريل وشباب القوى الثورية بالشرقية إلى التظاهر أمام قسم شرطة أول الزقازيق وقطع الطريق أمام ديوان عام المحافظة للمطالبة بالإفراج عنهم. من جانبها، دفعت قوات الأمن بتشكيلات أمنية لتطويق المبنى، تحسبا لاقتحامه من قبل المتظاهرين، كما شهد محيط منزل الرئيس بالشرقية حالة من التواجد الأمنى الكثيف، تحسبا لعودة المتظاهرين مرة ثانية خاصة بعد إلقاء القبض على 4 منهم. وتعدت جماعة الإخوان بالشرقية على الزميلة إيمان مهنى، المراسلة الصحفية بجريدة اليوم السابع، أثناء تغطية المظاهرات بالشرقية أمام مقر الإخوان، ونجحت أجهزة الأمن فى إنقاذها من جماعة الإخوان. وقالت إيمان مهنى، مراسل اليوم السابع بالشرقية، إن شباب الإخوان قاموا بخطف الكاميرا أثناء التصوير وهددوها بعدم تقديم بلاغ ضد جماعة الإخوان، فيما هدد الصحفيون بالشرقية بالاعتصام أمام مكتب المحامى العام بالمحافظة، حتى يأمر بضبط وإحضار الشاب الذي تعدى على الصحفية. وفى الدقهلية، لم تخل فعاليات "سبت الغضب"، من مظاهر العنف والاشتباكات، حيث قام العشرات من المحتجين بقطع طريق الجيش المؤدى إلى مبنى الديوان العام لمحافظة الدقهلية باستخدام المتاريس الحديدية وإشعال النيران فى إطارات السيارات. من ناحية أخرى، قام عدد آخر من المنتمين لحركة "مكملين"، بوضع أكياس القمامة أمام مدخل "1" لمبنى الديوان العام للمحافظة، تنديدا بتقصير اللواء صلاح الدين المعداوى محافظ الدقهلية فى الاهتمام بالمحافظة وشوارعها وتنظيفها حتى باتت القمامة جزءا لا يتجزأ من شوارع المحافظة. وشهد ميدان الثورة بالمنصورة اشتباكات عنيفة بين عدد من المتظاهرين وأعضاء حركة شباب 6 إبريل بالمنصورة، استخدمت فيها الأسلحة البيضاء والعصى والشوم، الأمر الذى تسبب فى إصابة العشرات من أعضاء الحركة بجروح نافذة بالوجه، وإصابة عضو الحركة محمد أسامة بارتجاج فى المخ بعد ضربة حديدية على رأسه، مما تسبب فى انسحاب أعضاء الحركة بعد مطاردتهم بالشوارع المحيطة بالميدان وتهديدهم بالقتل. وكانت الحركة قد نظمت مسيرة انطلقت من داخل الحرم الجامعى لجامعة المنصورة، حتى وصلت إلى مبنى مديرية أمن الدقهلية، وقاموا برشقه بأكياس الدم، تنديدا بسياسة وزارة الداخلية والمطالبة بتطهيرها والإفراج عن المعتقلين، كما قاموا بشنق "دمية" تمثل الرئيس مرسى وإشعال النيران بها، مرددين الهتافات المناهضة للنظام والتى تطالب بإسقاطه. وأكدت الحركة فى بيان لها، رفضها أحداث العنف التى شهدها الميدان، معلنة أنها تحتفظ بحقها فى الرد بكل الطرق والوسائل المشروعة، ولن تتنازل عن حقوقها وحقوق أعضائها واستردادها كاملة، مشددة على أنه لن يحول بينهم وبين تحقيق مصالح الوطن والسعى وراء حقوق المواطنين من شعب مصر أى تهديدات أو بلطجة أو اعتداء - على حد قولهم. من جهتها، قالت وزارة الصحة صباح اليوم – الأحد، إن اشتباكات أمس فى محافظات القاهرةوالغربيةوالفيوم، أسفرت عن وقوع 44 مصابا، وأنه لا وفيات خلال هذه الاشتباكات. وأوضح الدكتور خالد الخطيب، رئيس الرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة، أنه تم نقل مصابى القاهرة - وعددهم 38 مصابا، كانوا متواجدين فى محيط دار القضاء العالى - إلى مستشفيات الهلال، والقبطى، ومعهد ناصر، والمنيرة، وقصر العينى، والشرطة بمدينة نصر، وأحمد ماهر. وأوضح أنه تم نقل مصاب الفيوم الذى تواجد فى الاشتباكات الدائرة بميدان المسلة - إلى مستشفى الفيوم العام، فيما تم نقل مصابى الغربية، وعددهم 5 مصابين كانوا متواجدين فى الاشتباكات الدائرة فى ميدان الشون إلى مستشفى المحلة العام. وأضاف أن 31 مصابا تلقوا العلاج فى المستشفيات وخرجوا بعد تحسن حالتهم، مشيرا إلى أن 11 مصابا فقط مازالوا يتلقون العلاج بعدد من المستشفيات.