في مؤشر على تغير واضح في مواقف "الجماعة الإسلامية" تجاه الرئيس محمد مرسي، توجه عبود الزمر، القيادي البارز بالجماعة برسالة تحذير غير مسبوقة إلى الرئيس من أن شعبيته تتراجع يومًا بعد آخر، نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، والتي تصاعدت حدتها خلال الفترة الماضية. وقال الزمر في مقاله الذي تنشره "المصريون" في عددها الصادر الأربعاء، إن "الممارسات الكثيرة الخاطئة أفقدت الحكومة الحلفاء من التيار الإسلامي وأصبحت بعض الفصائل تعجز عن تبني موقف الإخوان أو الرئاسة, لأن المشهد لا يسر أحدًا وفيه من السلبيات ما يحزن القلوب ويبكي العيون, ويشعر المحب فيه لوطنه بالمرارة تجاه ما يجري من أحداث". وتابع: "إنني لا أشك لحظة في صلاح الرئيس وديانته وأهدافه النبيلة وحبه لوطنه ولشعب مصر كله , ولكن إدارة البلاد في الظرف الثوري تستعصي على أي فصيل بمفرده فلا بد من مراعاة ذلك". واعتبر الزمر أن عدم القصاص لدم الشهداء يعد من أحد أهم أسباب الاضطراب وعدم الاستقرار, لأن حرمة الدم التي هي أغلى عند الله من حرمة الكعبة تجعل إدارة البلاد مستعصية حتى ترد هذه الحقوق"، ورأى كذلك أن "عدم رد المظالم التي يسعى وراءها نحو مليون مواطن في أروقة القضاء الإداري تقف حائلاً أمام استقرار الحكم". وأشار إلى أن "عدم السعي لإعلاء كلمة الله وإقامة شرعه وترك الجاني دون العقوبة الشرعية المقررة يؤذن بعقوبة قدرية تعم الجميع"، كما أن الإبقاء على حالة المعاملات الربوية تؤذن بحرب من الله ورسوله فكيف بنا لا نسد هذا الباب الذي يفتح علينا العقوبات الجماعية التي لا يمكن لأحد أن يرفعها إلا بالتوبة وترك التعاملات المحرمة". مع ذلك، قال القيادي التاريخي ب "الجماعة الإسلامية"، إن "فشل التجربة الإخوانية في إدارة البلاد لا قدر الله لا يعني فشل التجربة الإسلامية, لأن هناك تطبيقات أخرى لم تختبر ولم توضع موضع التنفيذ". ودعا الزمر إلى حوار وطني موسع ومعالجة وطنية حقيقية تقفز بنا فوق كل الأحقاد والأحزان، مشددًا على أن مصر "بحاجة إلى مشروع وطني نجتمع جميعًا حوله يحقق طموحات هذا الشعب ويفي بمطالب الثورة وينهض بالمجتمع إلى آفاق أرحب وأوسع".