تعرض الوفد المصري لمحاولات تعجيزية في المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي انعقد بتونس تحت عنوان "الكرامة" في الفترة من 26 مارس إلى 31 مارس، من خلال قيام اللجنة المنظمة للمنتدى بإقامة ندواته ومحاضراته بأماكن متطرفة بجامعة المنار خاصة التي تتحدث عن الثورة. واستطاع الوفد المصري فرض نفسه على المنتدى من خلال الشباب المصري وفرقتي الورشة والطنبورة، فضلاً عن حضور ومشاركة عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الاشتراكي، وكريمه الحفناوي، أمين الحزب الاشتراكي المصري، وريم ماجد، وأمير سالم، وحضور حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، وأحمد بهاء شعبان رئيس حزب الاشتراكي المصري، وكمال أبو عيطة رئيس اتحاد النقابات المستقلة، لبعض فعاليات المنتدى. وقال عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الاشتراكي، إن المنتدى الاجتماعي العالمي تظاهرة ضد العولمة والرأسمالية المضادة للشعوب، وفرصة لتلاقي المصالح المشتركة ومناقشة خصوصية الشعوب، من خلال قضاياه الاجتماعية والاقتصادية، وهو مناسبة كبيرة لتنظيم وتوحد الشعوب والقوى خاصة القوى اليسارية التي تعمل على تلك القضايا. وأضاف شكر، أن هناك سوءًا وضعفًا في التنظيم للمنتدى بسبب العدد الكبير جدًا الذي حضر، ولم يكن هناك جلسات عامة للتعارف لافتًا إلى أن المنتدى بدأ فعالياته بلقاءات محدودة للوفود داخل القاعات، ولم يتم الحديث عن الثورات العربية والتي من المفترض أن المنتدى أقيم في تونس من أجل هذا لأنها أحد البلدان التي سبقت في الثورات العربية. وأوضح شكر، أن الوفد المصري كان من أكثر الوفود نشاطًا وحيوية، بالرغم من محاولات إقصائه ولكن التنوع الذي كان بالوفد استطاع خلق تحرك وجاذبية له وأجبر الجميع على الالتفات له والسعي وراءه. وبدورها قالت الدكتورة كريمة الحفناوي، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، إن مصر كانت حاضرة بالرغم من غيابها في كلمة الافتتاح، وذلك من خلال توافقها مع الشعب التونسي ضد الإخوان المسلمين الذين يتعاملون بنفس الأسلوب الذي يتم في مصر، ولكن توحد الشباب المصري والتونسي وتحركهم معًا خاصة في المظاهرات والمسيرات جعل لهم شكلاً مميزًا وواضحًا. وأشارت إلى أن سوء التنظيم كان عاملاً أساسيًا في إهدار فرص كثيرة لمصر وتونس، وأظهر الانقسام بين الفلسطينيين حيث شاركت فلسطين بوفد رسمي وشاركت حماس بوفد آخر بخيمة كبيرة أمام الخيمة الرسمية. وأضافت الحفناوي، أن المنتدى طرح أفكارًا كثيرة لتونس من خلال العمل على وحدة وترابط اليسار التونسي، ثم تشكيل جبهة أكبر وأوسع تضم كافة التيارات المعارضة للتيارات الدينية المتشددة، مؤكدة أن المنتدى هو تظاهرة كبيرة ضد الاستبداد والقمع والتيارات الرجعية وفرصة لتبادل الخبرات، مع الدول المختلفة. وفي نفس السياق قال الكاتب الصحفي مدحت الزاهد، أحد مسئولي الوفد المصري بتونس، إن التمثيل المصري لأول مرة بالمنتدى هو الأكبر والأوسع بين الدول المختلفة، بالإضافة إلى تنوع الوفد من شباب ولجان شعبية ومنظمات حقوقية، ونشطاء سياسيين، وإعلاميين وسياسيين، وفرق فنية. وأكد الزاهد أن الوفد المصري لعب دورًا كبيرًا ومهمًا بالمنتدى، من خلال المسيرات والتظاهرات والندوات والفرق الفنية، ليؤكد للمنظمين أنه حتى لو لم توضع الثورات العربية على خريطة المنتدى فإن المصريين والتونسيين استطاعوا أن يفعلوا ذلك وكانت رسالة قوية ومهمة للغاية للجميع، بأن الثورات العربية مستمرة ولن يوقفها أحد. وأضاف الزاهد، أن مصر شاركت بقوة من خلال عده ندوات مهمة مثل أخونة مصر، ولاقت صدى كبيرًا، والحق في السكن بمشكلة وادي القمر، ونقل مصنع الأسمنت، وندوة الإعلام يصنعه الجمهور التي أدارتها الإعلامية ريم ماجد، والفن والثورة. فيما تعجب محمود العدوي، أحد سكرتارية منتدى الشباب المصري والمنسق العام للوفد المصري، من تعمد الصحف التونسية تجاهل الوفد المصري والتقليل من مشاركته بالرغم من أنه وباعتراف المنظمين ترك بصمة كبيرة وانطباع جيد جدًا خاصة من خلال مشاركته في فعاليات في شوارع العاصمة والمشاركة في الندوات المختلفة. أما الدكتور تامر نسيم، الأستاذ بجامعة المنصورة، فيرى أنه بالرغم من سوء التنظيم والمعوقات التي وضعت لإفشال الوفد المصري ألا أن الوفد المصري حقق مكاسب كثيرة في المنتدى الاجتماعي العالمي وتركوا رسالة للجميع أنه لا أحد يستطيع أن يقلل من المصريين أو يحجم دورهم. ومن جهته كشف ناصر السبوعي، أحد الناصريين بتونس عن وجود جمعيات صهيونية بالمنتدى وجمعيات تدعو للمثليات تابعة لإسرائيل دخلت المنتدى باسم عرب 48، ما جعل المنظمات اليسارية تتجه لمقاطعة المنتدى وإقامة خيم له بعيدًا عن المنتدى الرسمي، وهو الأمر الذي نفته إدارة المنتدى من خلال بيان رسمي أكدت فيه عدم وجود منظمات صهيونية أو منظمات يهودية ولا صحة لوجود منظمات تدعو لما يخالف الديانات السماوية، وأن المنتدى يحترم وجوده بإحدى الدول الإسلامية والعربية. جدير بالذكر أن المنتدى شهد فوضى كبيرة وغيابًا للتنظيم نتيجة العدد الكبير المشارك والذي قدرته الحكومة التونسية بأكثر من 50 ألف مشارك من مختلف دول العالم.