لكم وددت أن يلقي إعلامنا المزيد من الأضواء، على النقد الصريح الذي وجهه سمو الأمير تركي الفيصل سفير المملكة لدى واشنطن لمجمل السياسة الأمريكية تجاه الحكومة الفلسطينية، وتنديد سموه بسياسات القمع والإبادة الجماعية الصهيونية، وذلك في ندوة عقدت في مركز وودرو ويلسون بالعاصمة الأمريكية، وحضرها عدد كبير من الدبلوماسيين والأكاديميين والمعنيين بالمنطقة العربية. لقد طالب الأمير تركي الإدارة الأمريكية " بوقف الضغوط التي تمارسها على الحكومة الفلسطينية التي اختارها الشعب الفلسطيني بإرادته الحرة"، وقال الأمير: " إن تراجع الإدارة عن موقف رفض تقديم أي معونات للشعب الفلسطيني، وذلك بعد قرار اللجنة الرباعية الدولية الأخير ليس كافيا، إذ يتعين على الإدارة الأمريكية أن تتعامل بصورة متوازنة مع القضية الفلسطينية، وأن تضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني، بدلا من أن تضغط على حكومة فلسطينية أتت بانتخابات نزيهة، وأضاف سمو الأمير: على إسرائيل أن تطلق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين الذين سجنوا لأنهم يمارسون حقهم المشروع بحكم القوانين الدولية في مقاومة الاحتلال، لقد لاحظنا أن الإدارة ومنذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الفلسطينية الأخيرة، وجهت كل جهدها للضغط على الفلسطينيين بدلا من العمل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم، وقال سمو الأمير إن رفض إسرائيل لإجراء مفاوضات حول السلام بحجة أن حماس هي التي تشكل الحكومة الفلسطينية هو أمر يدعو الى التساؤل، إذ سبق أن رفض الإسرائيليون إجراء مفاوضات مع الرئيس محمود عباس، والحكومة السابقة التي كانت تشكلها فتح، وهو برهان على أن إسرائيل غير جادة في السعي نحو سلام عادل ودائم، وقال الأمير تركي: إنه حتى يتسنى استئناف عملية السلام يتعين على الولاياتالمتحدة أن تضغط على إسرائيل لوقف قمعها ضد الفلسطينيين، بدلا من أن تكتفي بالضغط على الحكومة الفلسطينية، وزيادة معاناة الشعب الفلسطيني." * * * لقد قالت الصحيفة الإيطالية المعروفة " ال مانفستو" إن الغرب في خضم عدائه لحكومة حماس ضرب عرض الحائط بكل القيم الديموقراطية التي يتبجح بها، وقالت الجريدة في افتتاحية تعبر عن رأي النخبة من أهل الرأي والقيادات السياسية والإعلامية في الدول الغربية: " ليس من الغريب تماما أن يحارب الغرب، الذي لايكل ولا يمل عن التبجح بالديموقراطية وحقوق الإنسان، يحارب الحكومة الفلسطينية ويقطع عنها المساعدة الإنسانية، فمثل هذه المفاهيم ومعاقبة الشعب الفلسطيني على اختياره لحركة حماس في انتخابات ديموقراطية كاملة، وقرار الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي برفض دفع المساعدات المالية للسطة الفلسطينية، هو قرار جائر وغير إنساني ويتجاهل بديهيات مبدأ الديموقراطية، فوراء هذا القرار هدف غير عادل هو إفشال مهام الحكومة الفلسطينيةالجديدة، ومعاقبة الشعب الفلسطيني من خلال تجويعه، ومحاولة تفجير صراعات فلسطينية – فلسطينية، ومن خلال ذلك فإن هذا الموقف الغربي الظالم يخدم في الحقيقة إسرائيل، التي لم تتردد منذ وصول حماس الى السلطة عن تصعيد هجماتها واعتداءاتها الوحشية على المناطق الفلسطينية، في محاولة صارخة لتفجير الوضع الفلسطيني، وشددت تل أبيب في إجراءات الحصار الاقتصادي والتجاري، الذي تفرضه على المناطق الفلسطينية لدفع الأمور باتجاه التفجير بين حكومة حماس وبين القوى والتيارات الفلسطينية الأخرى، إن ما يحدث على صعيد التجربة الديموقراطية الفلسطينية ومواقف الغرب، يثبت للعيان بأن واشنطن والعديد من الدول الأوروبية، تتعامل بازدواجية عجيبة مع مفهوم الديموقراطية، وتتصرف بصورة انتقائية مرفوضة، طبقا لما يخدم مصالحها في هذا المجال." * * * يبقى من الضروري أن نتساءل هل من الإنصاف أن يلقى أصحاب القضية اللوم والاتهام على غيرهم، دون أن يسألوا أنفسهم: ماذا فعلوا هم؟! إن كل ما يصيب فلسطين وأهلها هي مسؤولية العرب والمسلمين قبل غيرهم، فإذا لم يهبوا للنجدة وهم يشاهدون حملات الإبادة اليومية للشعب الفلسطيني، فهل يفعلون ذلك ليرفعوا حصار التجويع والإذلال للشعب الشقيق؟! [email protected]