معالجة ما حدث مساء أمس الجمعة الماضية 22/3/2013، أمام مقر الإخوان بالمقطم، ب"القطعة" سيفضي حتمًا إلى نتائج غير صحيحة. ما حدث لا ينفصل عن سياق العنف المتنامي في الشارع، ومتى شئنا معالجته فلا خيار آخر غير رده إلى أسبابه وأصوله وإلى سيرته الأولى. استهلالًا.. فإن استهداف المقار على هذا النحو الذي شاهدناه لا يمكن بحال قبوله ويجب إدانته.. غير أن "العنف" بكل درجاته استخدم من قبل كل القوى السياسية في الشهور الأخيرة ووظف وفق حسابات كل مرحلة، وذلك عندما حيدت الدولة، وتُرك شارع ليقول كلمته. حصار الاتحادية.. ومدينة الإنتاج الإعلامي.. والمحكمة الدستورية.. ومكتب النائب العام.. كلها كانت درجة من درجات العنف، ولكنه كان "وظيفيًا" استخدم بدقة بحسب "حاجة اللحظة". ربما نتفهم معنى "غياب الدولة".. بسبب "الورطة" التي تورطت فيها ب"مزاجها" جماعة الإخوان المسلمين.. وهي أن في البلد "رئيسًا" ولكنه بدون "أدوات".. لأنها كلها ليست ضد الرئيس لشخصه وإنما ضد "الجماعة" لذاتها.. الجيش، الشرطة والقضاء والإعلام على سبيل المثال هي "أدوات الرئيس".. وكلها لا تساعده لأنها على "خصومة" مع الإخوان. أعرف أن تجربة الشهور الثمانية الماضية، كشفت لمؤسسة الرئاسة، أنها "معزولة" عن أدواتها.. وهي الحقيقة التي كانت متوقعة، عندما "نصح" البعض الجماعة بعدم الترشح للمنصب، ولكل ناصح أسبابه التي كانت تستقي وجاهتها من التاريخ والحاضر القريب.. ومن علاقة الجماعة بالقوى الوطنية والأنظمة المتعاقبة على حكم مصر. هذا الوضع المتأزم كان متوقعًا، ليس رجمًا بالغيب، ولكن كنتيجة طبيعية حال وصل إلى الحكم رئيس إخواني. لا نريد هنا أن نبكي على اللبن المسكوب، ونعيد التذكير بما قلناه بشأن "المرشح التوافقي".. وكيف أهدر المرشحون جميعًا فرصة تاريخية، كانت ستجنب البلاد والعباد كل هذه الشرور والفوضى وتكتيف البلد ووقف حاله على نحو ينذر بمجاعة لم تعرفها مصر من قرون طويلة. أعرف أن الإخوان كانوا على وعي كامل بخطورة "مغامرة الرئاسة".. وظلت حذره تجاه "شهوة الترشح" لعلمها بكل هذه الحقائق، غير أنها وقعت في "الفخ" الذي نصبه لهم المجلس العسكري آنذاك حين استهدف إرباك المشهد، وتوريط الإخوان، بالدفع بعمر سليمان وأحمد شفيق، ما حمل الإخوان على التخلي عن حذرهم والدفع بمرشحين: أساسي واحتياطي.. فأنتجت التجربة رئيسًا بلا "أدوات دولة".. يعمل الجميع من أجل إفشاله!! ومع ذلك.. لم تفت الفرصة بعد، فالوقت يكفي لعمل "ما".. ربما تكون مبادرة سياسية جسورة وكبيرة تتقدم بها مؤسسة الرئاسة، تُشعر المعارضة والقوى الوطنية الأخرى بأنهم شركاء في السلطة.. فذلك هو السبيل الوحيد لتعويض الرئيس ما ينقصه من أدوات.. بالاستقواء بالجماعة الوطنية.. ضد كل المؤسسات التي خذلته الآن وستخذله لاحقًا.. إلى أن يخرج من قصور السلطة خروجًا ربما يكون "غير آمن". [email protected]