ظهر الوزير جودة عبد الخالق واثقًا من بيانه أمام البرلمان الذي قال فيه إن من يظن أنه يستطيع حل مشكلة رغيف الخبز أو أنبوبة الغاز هو في الحقيقة واهم.. واهم ..واهم، أثبت الشاب باسم عودة أن الرجل المسن جودة عبد الخالق كان هو نفسه غارق في الوهم وأن معلوماته عن القضايا التي قضي حياته مدعيًا دفاعه عنها معلومات سطحية وأن عقليته العتيقة مدبرة لا مقبلة وهو ما ثبت يقينا على يدي خلفه الذي أبدع وابتكر وقدر فأحسن التقدير. وزير التموين الحالي أعطى درسًا لكل الوزارات على خط النار الاجتماعي ألا شيء مستحيل وأن أغنياء الحرب من لصوص الدعم سيعطون ما سرقوه عن يد وهم صاغرون، ولعل وزارتين أخريين على نفس خط النار السياسي والاجتماعي يقف على الأولى المستشار أحمد مكي ويقف على الثانية صلاح عبد المقصود قد أعطيتا أمثلة مشابهة لتلك التي ضربها جودة عبد الخالق الفرق بين الوزيرين وجودة عبد الخالق أنهما تنقصهما مهارات الابتكار والمواجهة فقط، أما جودة فكانت تنقصه أشياء كثيرة جدًا منها هاتين الصفتين. ما انفك المستشار أحمد مكي يصف وكلاء النيابة الذين حاصروا النائب العام واعتدوا عليه "بالبهوات" رغم أن الألقاب المدنية محظورة وأن هؤلاء بالذات ليسوا بهوات أبدًا، بالتأكيد فإن المستشار المخضرم الذي كاد أن يكون رئيسًا للجمهورية لديه معلومات أكبر مما لدينا بخصوص سلكي النيابة والقضاء ولكن ربما يكون لدينا نحن قلق أكبر مما لديه على مرفق العدالة الذي رأينا القائمين عليه للمرة الأولى في التاريخ يتحدثون في أمور سياسية في الفضائيات ويبدون رأيهم فيها ثم ينتظمون في دوائر قضائية للحكم في مسائل تتعلق بتلك الأمور هكذا بلا أي شعور بالحرج الأمر الذي أزال كثيرًا من طمأنينة الشعب، وعد المستشار زغلول البلشي بتطهير القضاء من خلال مجموعة من الإجراءات تتعلق بانتظام العمل في مرفق العدالة ورفع كفاءته ولم يقم الرجل بأي إجراء علني يشعر الشعب المصري أن هناك من يراقب عمل القضاة البشري والذي يحتمل الخطأ والصواب ويحتمل ما هو دون ذلك وما هو أعلى... لم يبتكر المستشار أحمد مكي أي شيء يطمئن به الشعب على المرفق المقدس وفي المقابل تحدث كثيرًا عن مجموعة من القوانين تنتوي وزارة العدل تقديمها إلى مجلس النواب كما تحدث عن تحديث المحاكم وميكنتها والحقيقة أن الموضوعين لا يدخلان مباشرة فيما يمكن للشعب أن يتوقعه من الوزير المخضرم الذي توقعنا منه ابتكارات ودهاءً وقدرة على المواجهة والنتيجة مزيد من الأخطاء والأخطاء داخل مرافق العدالة ولم يزل المشتشار الكبير يشعر أنه أكبر من منصب الوزير ولكن ما فائدة المشاعر إن كان الواقع صعبًا ومريرًا. صلاح عبد المقصود اسم ارتبط في أذهاننا في الماضي بالصحافة والإعلام وكان ناجحًا جدًا حتى أصبح وزيرًا للإعلام فصار يتحدث دائمًا عن منظومة القوانين التي تحكم العمل الإعلامي الرسمي والخاص ويعلن احترامه لأحكام القضاء التي قضت لفضائية دريم أن تبث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي غير أن سيادته – مع حبي واحترامي – لم يقدم أي حلول مبتكرة لفواصل الردح والسفالة والإجرام التي تصدع بها فضائيات الفلول ليل نهار ولم يبد أي فكرة تخرج بها مصر من قبضة بعض سيدات ورجال الدعاية الذين لا يتوقفون عند حد الدعوة إلي الفوضي والجريمة وإنما يتجاوزون ذلك إلي المجاهرة بعمالتهم لإسرائيل وأمريكا وتبقى صلاتهم الظاهرة للعيان بدوائر أمريكية وصهيونية مبررًا لمواجهتهم بالقانون وبغير القانون من خلال الابتكار وإعمال الفكر والرأي الذي هو قبل شجاعة الشجعان هو أول وهى المحل الثاني، ولا يجوز لوزير الإعلام المحاجة بأن القضاء سيلغي كل قراراته التي يبتغي بها تطهير الإعلام لأن هذا ليس عذرًا كافيًا للإبطاء في العمل ومن خلال معلوماتي فإن القضاء لا يستطيع أبدًا مواجهة وزير مبتكر ومتطور، أنا لا أدري ما هى تلك الأفكار التي يمكن لوزيري العدل والإعلام تبنيها وتفعيلها لتصحيح مسار مجالى وزارتيهما. مقالي ليس دعوة لإقالة الوزيرين ولا لأن يستقيلا ولا يحق لأي منهما أن يغضب منه وإنما هو دعوة إلى الاقتداء والبدء في فعاليات إبداعية على هدى الزعيم باسم عودة.