عورة 23 يوليو كما يسميها أستاذنا الدكتور محمد عباس لا تزال تعمل عملها في كثير من القلوب والنفوس، وما كارثة الانفلات الأخلاقي المدمر الذي يحتاج البلاد إلا من آثارها، لقد كانت سنوات التشغيل الثوري الذي انفجر في البلاد بعد رحيل الإنجليز وقيام ما يطلق عليه الزعيم بتنفيذ توجيهات الكاهن الأكبر لوضع الأمة تحت نظام استبدادي عجيب استمر حتى سقط عام 1967، لكنه ترك لنا أمة متهالكة لا تقوى على شيء لولا لطف الله وبعد انحيازها إلى منهجه فكان انتصار رمضان الذي أفقد العدو قدرته على التفكير وهنا تدخلت القوى الصهيونية العالمية لإنقاذ متهودة أوربة الذين احتلوا أرضنا العربية في فلسطين تحت بصر وسمع الزعامات العربية المشوهة. قد يتعجب البعض من هذا الربط الغامض بين عورة 23 يوليو 1952، وما يحدث حاليًا من انفلات إخلاقي مدمر، نقول لا عجب! فأثار العورة لا تزال تعمل عملها لأنها أتلفت عقل الناس وزرعت مفاهيم مضللة قضت على بقايا المفاهيم العقدية التي كانت موجودة قبلها حيث كانت الضلالات التي فرضتها القوى الثقافية الشاذة التي ابتليت بها الأمة من عشرينيات القرن الماضي كانت قد تمكنت من أدمغة قطاع لا بأس به من أبناء الأمة الكبيرة. كانت هناك عملية تفريغ العقول من كل ثقافة الأمة، كما يقول العلامة محمود محمد شاكر في كتابه (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا). نعم ، كانت جريمة بدأت في عشرينيات القرن الماضي أو على الأدق لغزوة نابليون بونابرت لمصر تحت يافطة عريضة اسمها التنوير أو غير ذلك من المصطلحات المزيفة التي غزت حياتنا كلها. لقد حدثت عملية تفريغ هائلة للعقول من كل ثقافة الأمة فكانت الهزائم المتكررة والانحطاط الأخلاقي الذي وصل حده الأعلى بفقد الانتماء للعقيدة التي نتج عنها كل هذا البلاء الذي نراه يمرح في قلوبنا ونفوسنا قبل شوارعنا. نعم قام الشعب المصري بثورته المجيدة في يناير 2011 م على نظام استبدادي مجرم امتد من يوليو 1952م حتى سقط في يناير 2011م وانتصر التيار الديني على غيره من التيارات ولكنه فوجئ بتمرد التيارات غير الدينية وقيامها بتسفيه منطلقاته ومرتكزاته بل وتحقيرها على طريقة تفريغ العقول من كل ثقافة الأمة تحت يافطة كبيرة اسمها (الحداثة والتنوير) يتزعمها رواد الملاهي وعلب الليل وعشاق القمار ولصوص المال العام الذين انتفخت بطونهم وجيوبهم معًا فهربوا إلى خارج البلاد بمساعدة الطغاة ورموز الاستبداد في وطننا العربي المسكين. بلاء مبين أن يتفرغ البعض من رواد ( الثقافة ) إياها لينزع القداسة عن المقدس ويلقى بالمفاهيم العقدية في زوايا النسيان لكنه نسى أو غفل عن أن إرادة الله فوق إرادته ولن يترك الله دينه وأنه سبحانه الفاعل تعاظم وارتفع. قد أنهت عورة يوليو 1952 على حياتنا الثقافية وهم بذلك أتموا ما بدأه رواد ثقافة الانبهار في أوائل عشرينيات القرن الماضي، هذا فضل عورة 23 يوليو 1952 على الأمة! استكمال ما بدأه رواد الانبهار !! لقد سقطت العروس منهكة حتى أفاقتها من رقدتها ثورة يناير المجيدة، ولكن الإفاقة لم تكتمل! لم تفق العروس بعد!! المجرمون بالباب!! قامت ثورة يناير المجيدة لتحقق للأمة الصابرة (العيش والحرية والعدالة الاجتماعية) ولا يمكن أن تُحقق أهداف الثورة إلا من خلال منهج أخلاقي وقد رأيناه خلال ال (18 يومًا) في ميدان التحرير قبل أن يتحول الآن إلى ميدان التعهير!! لقد حولت المفاهيم المغلوطة والأهواء والرغبات والطموحات الميدان من ميدان التحرير إلى ميدان التعهير!! - (ثقافتنا) الهزيلة هي السبب !! - (ثقافتنا) التي تُطارد الشريعة هي السبب! أعرف أن (الثقافة) الهزيلة يمكن أن تطرد الثقافة الجادة ولكنها لا تستطيع أن تقتلع العقيدة من النفوس والقلوب وإلا كانت (ثقافة البلاشفة) قد اقتلعت عقيدة المسلم الروسي خلال الحكم الشيوعي وتفكك الاتحاد السوفيتي!! إن اختيار الأمة للتيار الديني هو الاختيار الذي يتطابق مع فطرتها رغم كل الادعاءات والأباطيل التي يروجها المهازيل. نعم إن الأمة تعيش أزمة ثقافية متراكمة نتيجة غياب المفاهيم العقدية الصحيحة وإحلال الانطباعات المضللة محل الحقائق، وقد كشف تصفيق رواد البار الأيرلندي لما يسمى وثيقة حقوق المرأة التي صدرت حديثًا 15/3/2013 عن خبيئة الزعماء إياهم وتمردهم على الدستور الدائم بأنه ضد حقوق الإنسان، وقد عرفنا الآن ما هي حقوق الإنسان التي صدعونا بها وهي حقه أن يكون شاذًا!! إنها حقًا زعامة محترمة!! وثيقة حقوق المرأة التي أصدرتها الأممالمتحدة !! ولا ندري من تخاطب الأممالمتحدة في وثيقتها المتضمنة الدعارة والشذوذ وكل ألوان الفجور وما علاقة الوثيقة بحقوق المرأة.. وحسنًا فعل مجمع البحوث الإسلامية بإعلانه الذي يرفض فيه هذا البلاء المبين وقد فعلها من قبل الإمام الأكبر جاد الحق في مؤتمر السكان أمام رئيس الجمهورية آنذاك، ومطلوب إجابة مؤسسة الأزهر على أسئلة الدكتور وصفي عاشور أبو زيد والدكتورة كاميليا شحاتة والتي نرجو أن تكون قريبة. المرأة في مصر والعالم الإسلامي هي الأم والزوجة والابنة والخالة والجدة والعمة.. أما في الغرب فيضاف الخليلة والعشيقة والداعرة!! يا قومنا : أفيقوا قبل أن يأتي أمر الله. يا قومنا: أفيقوا قبل ضياع البلاد والعباد. الأمة المصرية حزينة، ترى الثورة المجيدة تضيع منها إن لم تكن ضاعت فعلًا بفعل الأبالسة الكبار رواد البار الأيرلندي، والذين أعماهم حبهم للمال وشهوتهم للسلطة واستدرجوا إلى تحطيم مقدرات البلاد حتى يتحقق: (هدف الجيل الرابع للحرب غير المتكافئة) وهي المحاضرة التي ألقاها (ماكس عانورابج) الأستاذ بمعهد الدراسات الاستراتيجية بكلية حرب الجيش الأمريكي والتي مؤادها : إرغام العدو على تنفيذ إرادتك دون استخدام النيران !! إنه الإصرار الأمريكي على إفشال الدولة المصرية التي يحاول النظام الحاكم الحالي إقامتها على القوة والأمانة ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وأخيراً أدعو الأستاذ ضياء رشوان إلى قراءة ما كتبه الأستاذ محمود عوض بجريدة المصريون يوم 19/3/2013 كما أدعوه إلى قراءة ما جاء بمجلة المجتمع الأسبوعية الكويتية أيضًا هذا الأسبوع وفي انتظار إجابة النقيب ولعلها تكون قريبة.