خبر مؤكد.. وتحذير رسمي.. وتبرير لا يرقى لمستوى الحدث.. وجيش مصر العظيم «يغير ملابسه» تحسبًا واحتياطًا.. وخبراء ينذرون ويتوقعون ما يمكن أن يكون.. وحزن وأسى وخيبة أمل على ما يمكن أن يفعله الأشقاء بالأشقاء، رغم مسيرة العطاء والاشتراك في بذل الدماء. أما الخبر المؤكد جاء واضحًا لا «لبس» فيه على لسان المتحدث العسكري الرسمي العقيد أركان حرب أحمد محمد علي أنه تم ضبط فتحة نفق في منطقة «الصرصورية» جنوب العلامة الدولية رقم (4) على الحدود مع قطاع غزة، عثر بداخلها على «أتواب» قماش مطابق للمستخدم في الزي الرسمي للقوات المسلحة المصرية (مموه – كاكي – زيتي) وأخرى بيضاء «مطابقة» لزي بذلة الفسحة المستخدم للشرطة. كان هذا هو الخبر المؤكد.. وليس شائعة أو «صرحت مصادر». والتحذير «الرسمي» جاء على لسان نفس المتحدث العسكري للقوات المسلحة: «نناشد جموع المواطنين المصريين بتوخي الحيطة والحذر وزيادة الحس والوعي الأمنيين خلال الفترة القادمة تحسبًا لإمكانية حدوث حالات انتحال للصفة العسكرية». أما التبرير فجاء على لسان المتحدث الرسمي لحكومة «حماس» طاهر النونو الذي قال: «إن الأطفال في غزة وجميع الدول العربية يحبون ارتداء الزي العسكري في الأعياد والمناسبات وأنه «من الممكن» أن تكون الأقمشة المهربة ستستخدم في هذا الغرض». وقد أفهم محاولة التبرير من «النونو»، لكنني لم أستوعب إسراع الأخ سعد عمارة، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة ب«تبريره» التهريب بأن: «الأقمشة كانت ستستخدم لتصنيع ملابس لأطفال فلسطين» أيضًا. وتحسبًا واحتياطًا قام قائد الجيش الثالث الميداني – والعسكريون يعرفون جيدًا ما هو الجيش الثالث – بالتأكيد أن قوات الجيش الثالث قامت بالفعل بتغيير زيها العسكري بعد ضبط الأقمشة في النفق. الموضوع خطير، حتى يضطر «جيش كامل» إلى تغيير زيه بما يحتويه ذلك من خسائر مادية، وضياع للوقت والجهد، ولاشك أنه كذلك لأن قائد الجيش الثالث الميداني حذر – عبر قناة الحياة – أهالي السويس من وجود مجموعات مسلحة ترتدي الزي القديم، مؤكدًا أن القوات المسلحة تقوم بحماية ترعة السلام، ومحطات المياه بعد محاولات «مجهولين» تغيير مسار الترعة!! الخبراء الاستراتيجيون وجدوا في الموضوع مادة خصبة للتحليل: بدءًا من التحذير من عملية إرهابية كبيرة قادمة، وانتهاءً إلى تنفيذ مخطط شامل للوقيعة بين الجيش والشعب، وبين الشرطة والشعب، وبين الجيش والشرطة!! مرورًا باحتمالات دخول «غير مصريين» يرتدون زي الجيش والشرطة المصريين ثم القيام بعمليات ضد إسرائيل لتوريط مصر في حرب غير محسوبة؟! ثم أضافوا ل «التحليل» كثيرًا من «الربط» فربطوا بين تهريب الأقمشة، وما نشرته «الأهرام العربي» قبل أيام حول ما زعمت أنه كشف أسماء «الحمساويين» المتورطين في قتل جنودنا ال 17 في مجزرة رفح، ثم ربطوه بخبر سرقة ماكينة طباعة بطاقات الرقم القومي من مديرية أمن شمال سيناء، وهو ما طلب رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» محمد أنور السادات التحقيق فيه، بينما نفت الحكومة أن تكون هناك ماكينة كهذه في سيناء من الأساس!! .. باختصار هناك «أسهم» كثيرة تشير كلها إلى «الأشقاء» في غزة.. تراكمت منذ فتح السجون أثناء الثورة، وتواصلت مع قتل الثوار، ثم مجزرة رفح، وما يمر عبر الأنفاق. .. أنا شخصيًا أتشكك كثيرًا أن يكون «أشقاؤنا» الفلسطينيون قد تورطوا في مثل هذه الجرائم البشعة ضد أبناء مصر الذين بذلوا أرواحهم للدفاع عن فلسطين منذ 1948 وأشعر أن هناك إجابات حاسمة لدى أجهزة الأمن السيادية سواء المخابرات العسكرية، أو العامة، أو الأمن الوطني، لكن لأسباب لا نعلمها لا يتم مصارحة الشعب بها.. وتبقى الحقائق أن السجون تم فتحها وتم اغتيال بعض ضباطنا أثناء ذلك، وأن 17 جنديًا مصريًا تم قتلهم في رمضان وهم صائمون بدم بارد، وأن أسئلة كثيرة من حق الشعب أن يعرف إجاباتها.. وأتمنى ألا يكون «الأشقاء»، متورطين. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. [email protected] twitter@hossamfathy66