البيان الذي أصدرته القوات المسلحة حول ضبط خمسة أتواب قماش "ميري" في أحد انفاق رفح وكانت معدة للتهريب إلي غزة.. هو بيان مفزع ويخض وينذر بكارثة. وحسنا فعل البيان عندما نبه المواطنين إلي توخي الحيطة والحذر وزيادة الحس والوعي الأمني خلال الفترة القادمة تحسبا لإمكانية حدوث حالات انتحال للصفة العسكرية من مجهولين. البيان يجعلنا نتساءل: لماذا أتواب قماش "مموه وكاكي وزيتي" من نفس النوعية المستخدمة في الزي الرسمي للجيش المصري؟؟.. ولماذا أتواب قماش أخري "بيضاء" من ذات النوعية التي تستخدمها الشرطة المصرية في زي الفسحة الرسمي؟؟.. ولمن كانت ذاهبة ولماذا؟ وهل الأتواب الخمسة المضبوطة هي كل الكمية أم أنها كانت البداية أم تم بالفعل تهريب كميات قبلها وما هو قدرها؟ بالطبع.. مستحيل أن يكون من سيستخدمها عاشقا لتراب مصر ولجيشها وشرطتها ومن فرط عشقه يريد تقليد ومحاكاة زينا العسكري!! ومستحيل أيضا أن المهربين كانوا سيفصلون أتواب القماش المضبوطة خياما للاجئين أوملايات سراير أو جلاليب أو عباءات حريمي أوملابس أطفال كما ادعي البعض..!! ومستحيل كذلك أن يكون الغرض من تهريبها وتعريض المهربين أنفسهم للخطر هو توزيع تلك الأتواب "صدقة" علي الفقراء والمساكين والمحتاجين..!! المؤكد الذي يوافق المنطق ويقبله العقل السليم أن هذه الأتواب كانت متجهة إلي جماعات إرهابية معينة ربما تكون هي نفس الجماعات التي قتلت أولادنا في رمضان الماضي في رفح. وأنه كان سيتم تفصيلها ملابس عسكرية لا ينقصها سوي وضع "الرتب" علي الأكتاف والدخول بها من نفس الانفاق الكارثية لتنفيذ مخطط إرهابي قد يكون ضد المواطنين العاديين لإلصاق التهمة بالجيش أو الشرطة المصريين وبالتالي يثور الشعب عليهما وقد يكون المخطط ضد رجال القوات المسلحة والشرطة أنفسهم وقد يكون ضد كل هؤلاء جميعا حتي يضرب الكل في الكل وتحدث فوضي شاملة تلتهم الأخضر واليابس وتسقط مصر "الهدف الاسمي" وتتحول إلي أرض محروقة.. بلا شعب. ولا جيش. ولا شرطة. ولا أي حاجة خالص..!! ارجو ألا يستهين أحد بالبيان العسكري.. فرغم أنه كان مقتضبا ومركزا إلا أنني اعتبره أخطر وأهم بيان أصدرته القوات المسلحة في تاريخها بعد بيان ثورة يوليو 1952 بعزل الملك فاروق وتولي الجيش مقاليد الحكم. هناك دليلان علي خطورة وأهمية البيان: الأول.. التحذير الواضح للمواطنين في نهاية البيان والثاني.. أن الجيش الثالث الميداني بادر بتغيير ألوان زيه الرسمي.. واعتقد أن هذا التغيير سيحدث اليوم قبل الغد إن لم يكن قد حدث فعلا في كافة وحدات القوات المسلحة تحسبا لنجاح تهريب كميات ضخمة من الأتواب في وقت سابق. وبهذه المناسبة.. أحيي الجيش علي سرعة رد فعله في تغيير زيه إيمانا منه بأن الدقيقة الواحدة تفرق في الحروب.. وبلا جدال.. فإننا الآن في حالة حرب مع الإرهاب. أرجو أن نكون حذرين في الفترة القادمة وأن يبلغ أي منا عن أي فرد يتشكك فيه علي أن يكون هذا الشك قائما علي أسس موضوعية وليس نابعا من مجرد هواجس تنقلب بسببها الوطنية إلي فوضي أخري ونسيء إلي جيشنا وشرطتنا بدون قصد. حفظ الله مصر.. وطنا. وشعبا. وجيشا. وشرطة.. من كل سوء.. اللهم آمين.