عندما تولى مبارك المخلوع مقاليد الأمور بعد اغتيال السادات لم نسمع عن أبنائه شيئا بتاتا ولم يكن لهم ذكر في واقع المصريين ثم ظهروا على الساحة شيئا فشيئا وذلك بفعل شياطين الإنس الذين مهدوا لهم الطريق ليسير أبناؤهم كذلك على الدرب متجاوزين الإشارة الحمراء دون مساءلة أو عقاب فقدوتهم أولاد الزعيم . وسخّرَ الإعلام شاشاته لتلميع أولاد مبارك وإظهار عبقرياتهم المتناهية في الفساد على أنها عقول فذة ستسير بنا إلى التقدم والرخاء والازدهار وكُمّمتْ أفواه الحق وأدخلتْ السجون والمعتقلات لأنها أدوات هدم تمتلئ حقدا وحسدا على العبقرية المباركية فعاث علاء وجمال في الأرض فسادا ووزعت تركة مصر على المطبلين والمزمرين لهم فضاعت مصر وغرقت بفضل جمال وعلاء وسوزان وشياطينهم من الإنس إلى أن من الله علينا بثورة نحسبها ثورة خير فذهب الطغاة والشطّار إلى السجون واختير مرسي ليكون رئيسا للبلاد بفضل الله أولا ثم بفضل الإسلاميين الذين ساندوه في انتخابات الرئاسة وبعدها ولولا الله ثم الإسلاميون لسقط سريعا ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا وسُلّطتْ على الرئيس مرسي لا أقول كاميرات البغي بل تلسكوبات الباطل في كل أنحاء العالم فالحسنة لا تذكر والهفوة تنشر كأنها جبال من السيئات وفشل ذريع ومؤامرة هنا وخيانة هناك وتدليس هنا وإخفاء للمعلومات عنه هناك ونثر للشوك هنا وإيقاعه في الحفر هناك من أتباعه ومن غيرهم والإعلام يتربص به الهلاك وظهرت ظاهرة كنا نظن أنها ستختفي من سجلات المصريين تماما بعد الثورة وهي أبناء الرئيس فطفت سريعا على السطح من جديد وتصدرت قبل أوانها ونضجها واستغلها الإعلام للطعن في الرئيس على الشاشات وفي الصحف الصفراء فمرة تظهر مشكلة لعبدالله مع ضابط الشرطة تناولها الإعلام من هنا وهناك بدون حياد الكل ينتصر لفريقه بكل السبل واختفت الواقعة مع ما فيها من أسرار وحقائق لا يعلمها إلا الله وأصحاب الشأن . ومرة مع عمر في موضوع تعيينه الذي جاء في توقيت صعب وحرجٍ لأبيه وأخذ أكبر من حجمه ، وفي صفحته وفي تعليقه في الفيس بوك على قضية آل ساويرس وتهربهم من الضرائب ووصفه للمدافعين عنهم بالخرفان مما أثلج صدر بني علمان فاتخذوها علكا في أفواههم آناء الليل وأطراف النهار ومن الطبيعي أن تذكى تلك النار بالمدافعين عن عمر وينشغل الرأي العام عن القضايا الكبرى والمستفيد هم طائفة الخراب لذا يجب على الرئيس إبعاد أولاده عن هذا الشوك وعن هذا المعترك السياسي وأن يجبرهم على أن يتواروا عن الأنظار فالرئيس محل للنقد دائما وهم غير مدركين للمرحلة الحرجة وصغار لا يتحكمون في عواطفهم التي تتجاوب سريعا دون روية لما يحدث من نقد لاذع لأبيهم مما سيسبب لهم ولأبيهم حرجا كبيرا وربما تقضي على أبيهم كما قضى تدخل علاء وجمال وسوزان على حكم مبارك فالزمان غير الزمان والشباب الثائر في كل مكان والحرية قد فُتحتْ أبوابُها ولن يستطيع أحدٌ أن يكممَ الأفواه كما كان ويا ليت قومي يعلمون أو يتدبرون أو يفهمون . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]