للمرة الثانية.. محافظ الدقهلية يقرر تخفيض درجات القبول بالثانوي العام    بالصور.. وزير العدل يتفقد أعمال تطوير مبنى محكمة دمنهور الابتدائية بالبحيرة    جامعة حلوان تعلن ضوابط وأوراق قبول ذوي الاحتياجات 2025/2026    صور.. إزالة عقار مخالف على مساحة 1000 متر بعين شمس    كامل الوزير لمصنعي الأسمنت: خفضوا الأسعار وخففوا الأعباء على الناس    التأمين الصحي الشامل يشارك في قمة "تيكاد 9" باليابان    ترتيبات لاجتماع بين بوتين وزيلينسكي.. وضمانات أمنية لأوكرانيا    لحظة بلحظة بعد قليل.. النصر 1 - 1 الاتحاد.. رونالدو أمام بنزيما    سكاي: تمت.. موهبة مانشستر سيتي إلى ليفركوزن    فيديو صادم | نجار يعتدي على مسنة ويهددها بعصا خشبية.. والداخلية تكشف التفاصيل    صور.. النقل تحذر من هذه السلوكيات في المترو والقطار الخفيف LRT    بطلة مسلسل "أحلام أبو الهنا".. وفاة الفنانة إيمان الغوري عن عمر 58 عامًا    من هم أبعد الناس عن ربنا؟.. أستاذ بالأزهر يجيب    بعد جولة مفاجئة.. محافظ الدقهلية يحيل مسؤولين بمستشفى نبروه للتحقيق    العاهل الأردني يشدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة    موعد حفل توزيع جوائز الأفضل في إنجلترا.. محمد صلاح يتصدر السباق    التربية المدنية ودورها في تنمية الوعي والمسؤولية في ندوة بمجمع إعلام القليوبية    إجازة المولد النبوي الأقرب.. العطلات الرسمية المتبقية في 2025    إيزاك يرفض عرضًا جديدًا من نيوكاسل لتمديد عقده    التعليم العالى: "بحوث الفلزات" يعلن افتتاح أول وحدة صناعية للمغناطيس    محافظ المنوفية يتفقد تطوير كورنيش وممشى شبين الكوم للارتقاء بالمظهر العام    استقرار الحالة الصحية لزوج لاعبة الجودو دينا علاء داخل العناية المركزة    جهود «أمن المنافذ» في مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    مواصلة جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة جرائم استغلال الأحداث    660 مليون جنيه تكلفة تأثيث 332 مجمع خدمات حكومية بالمحافظات    فى أجواء فنية ساحرة.. "صوت مصر" يعيد أم كلثوم إلى واجهة المشهد الثقافى    فيلم "فلسطين 36" ل آن مارى جاسر يمثل فلسطين بجوائز الأوسكار عام 2026    مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يبدأ استقبال الأفلام للمشاركة فى الدورة 12    استعدادًا للعام الجديد.. 7 توجيهات عاجلة لقيادات التربية والتعليم بالدقهلية    مدير أوقاف الإسكندرية يترأس لجان اختبارات القبول بمركز إعداد المحفظين    داعية إسلامية عن التعدد: «انتبهوا للخطوة دي قبل ما تقدموا عليها»    «الغول على أبوابنا».. ماكرون يوجه انتقادات لبوتين (تفاصيل)    مدير «الرعاية الصحية» ببورسعيد: «صحتك أولًا» لتوعية المواطنين بأهمية الأدوية البديلة    فنان شهير يفجر مفاجأة عن السبب الرئيسي وراء وفاة تيمور تيمور    رحيل الدكتور يحيى عزمي أستاذ معهد السينما.. وأشرف زكي ينعاه    «ڤاليو» تنجح في إتمام الإصدار السابع عشر لسندات توريق بقيمة 460.7 مليون جنيه    طبيب الأهلي يكشف حالة إمام عاشور ومروان عطية قبل مواجهة المحلة    رئيس الرعاية الصحية: بدء تشغيل عيادة العلاج الطبيعي للأطفال بمركز طب أسرة العوامية بالأقصر    جولة تفتيشية للوقوف على انتظام حركة التشغيل في مطاري الغردقة ومرسى علم    واعظة بالأزهر: الحسد يأكل الحسنات مثل النار    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات اليوم    وزيرة التخطيط والتعاون تتحدث عن تطورات الاقتصاد المصري في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية    وزارة النقل تناشد المواطنين التوعية للحفاظ على مترو الانفاق والقطار الكهربائي    "قصص متفوتكش".. 3 معلومات عن اتفاق رونالدو وجورجينا.. وإمام عاشور يظهر مع نجله    53 مليون خدمة.. ماذا قدمت حملة "100 يوم صحة" خلال 34 يومًا؟    الداخلية تؤسس مركز نموذجي للأحوال المدنية فى «ميفيدا» بالقاهرة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 19-8-2025 في محافظة قنا    رئيس الوزراء يلتقى وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني    الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية: تكثيف الهجوم على غزة سيؤدى لأثر إنسانى مروع    بعد إلغاء تأشيرات دبلوماسييها.. أستراليا: حكومة نتنياهو تعزل إسرائيل    إيمي طلعت زكريا: أحمد فهمي سدد ضرائب والدي بعد وفاته    أبرزها 10 أطنان مخلل.. ضبط أغذية منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر ببني سويف    رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2025 بعد انتهاء تسجيل رغبات طلاب الثانوية العامة 2025 للمرحلتين الأولي والثانية    «عارف حسام حسن بيفكر في إيه».. عصام الحضري يكشف اسم حارس منتخب مصر بأمم أفريقيا    "الجبهة الوطنية بالفيوم" ينظم حوارًا مجتمعيًا حول تعديلات قانون ذوي الإعاقة    وقت مناسب لترتيب الأولويات.. حظ برج الدلو اليوم 19 أغسطس    عماد النحاس يكشف موقف لاعبي الأهلي المصابين من المشاركة في المباريات المقبلة    حقيقة إصابة أشرف داري في مران الأهلي وموقف ياسين مرعي من مباراة غزل المحلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رجل الانتخابات الأول
نشر في المصريون يوم 15 - 03 - 2013

دار بينى وبين صديقى الناشط الحقوقى، حوار من فترة قريبة حول حصص الأحزاب فى الانتخابات القادمة، ويتفاءل صديقى بمستقبل الإخوان الانتخابى ويؤكد أنهم سيحصدون مقاعد أكثر، أو على أسوأ تقدير ستبقى حصتهم ثابتة، ثم تنضم لهم أحزاب، "على فكرة أنا مش إخوان"، أو "عايز إخوان بدقن روح لحزبنا"، التى أنشئت حديثًا أو قديمًا من أحلاف الإخوان وتلاميذهم فى تحالف "برلماني".
قال لى صديقى إن باسم عودة هو رجل الإخوان الأول فى الانتخابات، وسبب ذلك ما يبدو من نشاط السيد باسم عودة الواضح فى الفترة الأخيرة.
والحقيقة أنه لا يجادل إلا مفترِ فى أن باسم عودة أصبح أنشط الوزراء، وبرغم أنى أرى أن ما يتم طرحه إخوانيًا حول رغيف الخبز هو نوع من البروباجندا، وأن هذا الرغيف الذى يمسك به الوزير والذى يمكنك ببساطة أن تلتحف به فى مشهد كوميدى يشبه بعض أفلام عادل إمام، لا وجود له فى الواقع ولا يمكن العثور عليه إلا حصريا فقط فى مخابز القوات المسلحة، "بالصدفة".
والحقيقة أن هذا أمر مثير للعجب بشكل كبير، فأنا أعلم على وجه اليقين أن مشكلة مصر من السلع التموينية لم تكن "فقط" مشكلة تهريب، كما يحاول البعض أن يوحى، ومن يذكر مشكلة القمح الروسى يعرف جيدا عما أتكلم.
عندما يقول السيد الوزير إن أرصدة القمح تكفى حتى نهاية العام فهذا إنجاز لا يمكن إنكاره.
عندما تصل أنبوبة البوتاجاز إلى خمسة جنيهات فى المستودع و15 جنيها فى التوصيل للمنزل، فهذا إنجاز لا يمكن إنكاره.
أما الأمر الذى خارج حدود النتائج الطبيعية والذى لا يقبل النقاش، فهو كيف وفرت الوزارة كل هذه الأرصدة واستطاعت القضاء على تلك الأزمات فى هذا الوقت القياسى؟
شهران فقط هو عمر باسم عودة فى وزارة التموين، وإذ فجأة كده وانت مش واخد بالك وعلى حين سهوة، تجد أن جميع المشاكل التموينية فى مصر اتحلت!!
يا سلام!!
حتى أنا كدت أن أصدق أن طائر النهضة قد باض أخيرا تلك البيضة الذهبية التى وعدونا بها.
إلا أن جو الأزمة الخانق فى طول البلاد وعرضها يمثل طول الوقت جرسا يحول دون أن نغفو فى تلك الأحلام المصطنعة.
إن حادثة واحدة كفيلة بجواب السؤال المهم حول كيف استطاع باسم عودة أن يقضى على تلك الأزمة، وهذا الحادث هو حادث استقالة وزير الثقافة السيد "محمد صابر عرب".
والأمر باختصار أنه وقبيل بدء معرض الكتاب السابق طلب السيد الوزير دعما ماليا يقدر ببضعة ملايين جنيه من رئيس الوزراء هشام قنديل، دعما لأنشطة المعرض والذى رفض بالطبع، نظرا للصعوبات التى تمر بها البلاد.. إلخ.. إلخ.
وفوجئ عرب بعدها بأيام بنفس رئيس الوزراء يقر لوزير الشباب "الإخواني" أسامة يس دعما هائلا يصل لنصف مليار جنيه.
يمكنك هنا فى ضوء هذه الواقعة أن تفسر كيف تختفى الأزمات وتتحقق الإنجازات.
العملية ببساطة أن هناك وبناء على تعليمات مباشرة لدولة رئيس الوزراء من الرئيس والذى تلقاها بدوره من رؤسائه بتوجيه كل موارد الوزارة ومصادرها الخفية والمعلنة إلى وزارات معينة.
وبهذا يتلقى السادة الوزراء الإخوان إمكانيات هائلة تعوض أى نقص يحدث، مما ينهى الأزمة قبل حدوثها.
ولكن القدر أبى إلا أن يضع السيد باسم فى حجمه الحقيقى بعيدا عن كل هذا التضخيم.
فالسيد الوزير النشيط رجل الانتخابات الأول يواجه هذه الأيام واحدة من أكبر أزمات المواد التموينية فى تاريخ البلاد، فحتى فى أعتى عصور أزمات السولار لم يكن يختفى فى محافظات كاملة بهذا الشكل، بل إنه وفى يوم 10 مارس الماضى كان الوصول لوزير التموين نفسه أسهل من الوصول للتر واحد من السولار، والسولار أهم من الخبز فى مصر، كيف؟
فأفران الخبز نفسها تعمل بالسولار، عربات نقل السلع تعمل بالسولار، المواصلات العامة "للفقراء" كلها تقريبا تعمل بالسولار، بعض محطات الكهرباء تعمل بالسولار، بعض المصانع تعمل بالسولار، يمكننى أن أستمر أكثر من هذا، وأنت بين احتمالين لا ثالث لهما: الأول أن هذه الأزمة غير مدبرة وهو ما يطيح بكل أساطير الوزير الكفء الرهيب الجامد، ويوضح بشكل قاطع فشله، وفى نفس الوقت يقضى "وهذا هو المهم" على تلك الفرضية القائلة بأنه جوكر الانتخابات القادمة، الثانى أن تكون الأزمة الخانقة مدبرة، فى هذه الحالة يثور سؤال: مَن المدبر؟
الراجح أن يكون "أعداء الإخوان" قد قرأوا نفس قراءة صديقى الخاصة بدور السيد الوزير الانتخابى وقرروا أن يحرقوه بنار السولار، وهو الأمر الذى يعيدنا لنفس المربع الأول، فإن الوزارة التى يتم دفعها بهذا الشكل لأزمة بهذا الحجم لا يمكن أن يكون من يرأسها شخص كفء، والوزير الذى يعد بحل الأزمة لا يعلم أن مافيا السولار هم أنفسهم مافيا البوتاجاز، وأن ما حدث فى السولار سوف يتكرر فى البوتاجاز، ولا شك قريبا
والسيد الوزير لا تشغله سوى الكوبونات الآن لأنه حافظ لا يعرف عما يتكلم، فهو يحفظ جميع الأرصدة وعندما تواجهه تفاجأ أنك أمام شخص يكاد يحفظ عدد حبات القمح فى مصر، لكن عندما ووجه بأزمة إدارة حقيقية غرقت البلاد كلها فى أزمة خانقة.
التطبيق العملى الذى بين أيدينا الآن أثبت بالدليل القاطع أن طائر النهضة الهزيل لا يبيض.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.