عندما دعمت فكره ترشيح الدكتور البرادعى للمنافسة على منصب الرئيس قلت إن الطريق لن يكون معبدا أمامه وبه صعوبات قد تدفع الآلاف للتفكير مئات المرات قبل الإقدام على هذه الخطوة وقلت أيضا أن البرادعى قد لا يكون الرئيس القياسي المنتظر الذي حلم به الشعب لكي نقدمه كحاكم لمصر إلا انه من أفضل من يقوم بدور الرئيس المرحلي لفترة الانتقال إلى ما بعد عصر مبارك لذلك تعجبت من البيان الأخير للدكتور البرادعى التي وضع فيها مجموعه من الشروط لكي يقبل أن يرشح نفسه ليتنافس على حكم مصر هذه الشروط أو الضمانات وكما في بيان البرادعى تشمل إنشاء لجنة قومية مستقلة ومحايدة تتولى تنظيم جميع الإجراءات الخاصة بالعملية الانتخابية لضمان نزاهتها، والإشراف القضائي الكامل غير المنقوص على الانتخابات أيضا تواجد مراقبين دوليين من قبل الأممالمتحدة كما هو الحال في معظم دول العالم لإظهار الشفافية، وتنقية الجداول الانتخابية لتكون صادقة وكاملة وإتاحة مساحات متكافئة في جميع أجهزة الإعلام الحكومي للمرشحين ليتمكنوا من طرح أفكارهم أيضا فتح باب الترشح لجميع المصريين سواء أعضاء في أحزاب أو مستقلين عن طريق إزالة مختلف العوائق الدستورية والقانونية المقيدة لحق الأغلبية العظمى في الترشح، لكي تكون هناك فرصة متكافئة وحقيقية أمام الجميع دون اعتبارات حزبية أو شخصية كذلك وضع دستور جديد يقوم على كفالة جميع الحريات وحقوق الإنسان المتفق عليها عالمياً. دستور يقوم على توازن دقيق ورقابة متبادلة بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، بحيث لا تطغى إحداها على الأخرى.. دستور يقوم على قناعة بأن الدين لله والوطن للجميع، ويضع إطاراً لنظام سياسي واقتصادي واجتماعي قائم على تمكين الشعب نساء ورجالا، وعلى مشاركة الجميع بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم واحترام الأغلبية وحماية الأقلية وتكافؤ الفرص ووضع أطر لتحقيق طفرة في مختلف المجالات تقوم على التفكير العقلاني والتعليم المتميز والتركيز على البحث والتطوير العلمي انتهى الاقتباس من بيان الدكتور البرادعى واننى أساله سؤالا واحدا إذا كانت هذه الشروط متوافرة بالفعل في مصر فما حاجتنا للبرادعى أو غيره ندفعه دفعا للترشح للرئاسة إذا كانت هذه هي أجواء الانتخابات المصرية الحقيقية بالفعل فانا أول من سيرشح مبارك أو من يشير عليه مبارك لان مثل هذه الأجواء لن تنتج إلا حاكم يعمل عند الشعب مش العكس يا دكتور لا تحلم أتريد طريقا معبدا ومرصوفا ؟ إذا ما حاجتنا إليك نعم كلنا نأمل أن تتحقق هذه الاشتراطات لكن إذا لم تتحقق (وأبشرك أنها لن تتحقق ) فهل ستتراجع ؟ إننا نريد من يقبل أن يخوض معنا المعركة لتغيير الأجواء الانتخابية وان يضحى معنا لكي ننال ما نبغاه وان يساهم في تعريه النظام وفساده وجبروته أما أن يدخل انتخابات في أجواء مثاليه لا تتواجد إلا في سويسرا وفنلندا ودول أوربا المتقدمة فالأفضل أن تبقي بعيدا يا دكتور أنها حرب بها أرباح وخسائر ومصاعب نريد من يحارب معنا لا من ينتظر إلى أن يتم النصر لياتى يركب على أنفسنا أن الترشح لانتخابات مصر تتطلب جهدا وعرقا وعملا وإذا لم تكن مستعدا فيمكن أن تستعد من الآن لانتخابات نادى الزمالك أو الاهلى مع أن بها صعوبات قد لا تقدر عليها