أهابت "الدعوة السلفية" في بيان لها حصلت "المصريون" على نسخة منه بجميع المصريين أن يتذكروا أننا في وطن واحد كالركَّاب في سفينة واحدة كما ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- المثل؛ فإما أن نحفظ وطننا أو لا نلومن إلا أنفسنا، وأول ما نحفظ به الوطن أن يحافظ كل منا على دماء وأعراض وأموال الآخرين. ووجهة الدعوة السلفية نداءً إلى الشعب المصري وجميع الهيئات التي هي في حقيقتها مكونة من مجموعة من أبناء هذا الشعب والجيش والشرطة وسائر مؤسسات الدولة، وكذلك إلى من ينتمون للأحزاب ومن لا ينتمون، وكذلك إلى الحكومة والمعارضة، بأن احتقان الدماء واجب شرعي والتماهي في التقاتل يشير إلى خطورة على مستقبل البلد. وقالت الدعوة السلفي لرجال القوات المسلحة: أنتم درع الوطن وحائط الصد الأخير لحماية منشآته إذا لزم الأمر، ووجهت رسالة لرجال الشرطة قائلة: "لكم دوركم الذي لا ينازعكم فيه أحد، ولكن حذار أن تفرطوا فيه أو تتقاعسوا أو تعاقبوا الشعب عقابًا جماعيًّا لوجود انفلات هنا أو هناك! نريد منكم حزمًا مع الخارجين على القانون واحترامًا لكل ملتزم به ومحافظ على أمن بلاده". وتابع بيان الدعوة: "ونقول للمعارضة: إن المعارضة الرشيدة هي التي تساند الحكومة في الأزمات مهما اختلفت معها وهي التي تعبر عن آرائها، بل واحتجاجاتها بطريقة سلمية تحافظ على أمن المجتمع. واختتمت: "وينبغي أن يدرك الجميع أن الحوار هو العاصم الوحيد بعد فضل الله -عز وجل- من التشرذم وضياع الدولة. ويبقى في النهاية الشعب هو الذي يفرز كل هذه الطوائف وهو الوحيد القادر على محاسبتها وتقويمها". وناشدت الدعوة السلفية جماهير الشعب المصري بأن تساند الجيش في مهامه على الحدود أو داخل المحافظات التي له فيها دور، وأن يساند الشرطة على الوجود والانتشار وممارسة عملها الذي هو أمانة في أعناقها، وعلى جموع الشعب إذا اقتضت الضرورة عمل لجان شعبية لحماية المنازل والمحلات، وأن يكون ذلك بالتنسيق مع القيادات الشرطية العاملة إن لم يكن في المكان ذاته فمع القيادة الأعلى، وعلى جميع أفراد الشعب والعاملين في الهيئات المختلفة أن يدركوا أن الأخذ على يد المخطئ وإن انتمى إلى مؤسسته هو العدل الذي أمر الله به، بل هو النصرة الحقيقة للمخطئ قبل أن يكون نصرة للمجتمع كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أو مَظْلُومًا" فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: "تَحْجُزُهُ، أو تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ" (متفق عليه). وحذرت الدعوة بصفة خاصة من ظاهرة انتشار السلاح واستعماله بغير حق، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا" (متفق عليه).