منحت عدد من المصالح الحكومية والمؤسسات الخاصة في مدينة بورسعيد المصرية الواقعة على المدخل الشمالي لقناة السويس إجازة إجبارية للعاملين بها يوم السبت المقبل تزامنًا مع موعد النطق بالحكم على المتهمين في قضية استاد بورسعيد. فيما أعلنت هيئة قناة السويس فرض يوم السبت القادم إجازة بجميع منشآتها الإدارية عدا مكاتبها المتعلقة بحركة الملاحة الدولية بالمرفق العالمي . وفرضت المدارس الخاصة على العاملين بها والتلاميذ إجازة إجبارية السبت المقبل تحسبًا لوقوع أحداث عنف قد تشهدها المدينة مع تصديق النطق بالحكم على المتهمين في قضية استاد بورسعيد. وشهدت المدينة إقبالاً على شراء المواد التموينية والأغذية والخبز لتخزينها خوفًا من تجدد المواجهات واندلاع اشتباكات قد تشهدها المدينة مجددًا . ففي قطاع التموين رصدت مديرية التموين والتجارة الداخلية ببورسعيد إقبالاً من المواطنين على صرف البطاقات التموينية وشراء الاحتياجات من المواد الغذائية والتموينية بنسبة تعدت 50% عن معدلاتها الطبيعية. وقال صفوت عمار، وكيل وزارة التموين ببورسعيد، في اتصال هاتفي لمراسلة "الأناضول" إن هناك إقبالاً ملحوظًا من المواطنين خلال الأيام الماضية على صرف حصصهم من المواد الغذائية والتموينية الممنوحة على البطاقات التموينية. وأضاف أن نسبة الإقبال على صرف الحصة التموينية خلال الأيام الثلاث الماضية تجاوزت نسبة ال 50% عن معدلاتها الطبيعية خلال الأيام الأولى من كل شهر . وعلى صعيد متصل قال عمار إن هناك تعليمات مشددة لأصحاب المخابز بعدم إغلاقها وتم صرف حصة الدقيق والسولار الكافية لثلاثة أيام قادمة حتى يتم تشغيل المخابز بدون توقف حرصًا على توفير الخبز للمواطنين دون تعطيل. وأشار إلى أن الوارد اليومي من الخضر والفاكهة منتظم حتى الآن وإن هناك مخزونًا من الخضروات يكفي ليومين. وعن المواد البترولية قال إن نسبة السولار المتواجدة بالمحافظة تكفي لثلاثة أيام قادمة إلا أن المخاوف تتركز في الوارد من بنزين 80 و90 و92 لاعتباره واردًا يوميًا يصل للمحافظة عبر شاحنات شركات البترول من محافظات أخرى . ومن جانبه قال اللواء أحمد نجيب شرف رئيس هيئة موانئ بورسعيد إن العمل داخل ميناء شرق التفريعة - أكبر ميناء محوري - في مصر على البحر المتوسط منتظم ولم يتوقف بسبب إغلاق محتجين طريق بورفؤاد - شرق التفريعة - عصر اليوم. وأضاف أن عمال شركة قناة السويس للحاويات - الشركة التي تدير محطة الحاويات بالميناء - اضطروا للوصول إلى الميناء عبر جسر قناة السويس العلوي - جنوب بورسعيد بمسافة 40 كيلومترًا تقريبًا وسلك طريق القنطرة شرق/ سهل الطينة للوصول إلى الميناء ومباشرة أعمالهم دون توقف . وقال مسئول بميناء شرق التفريعة - إن 8 سفن متواجدة الآن على رصيف الميناء وجارٍ أعمال الشحن والتفريغ دون تعطيل. وأغلق محتجون عصر اليوم الخميس الطريق الرئيسي المؤدي لميناء شرق التفريعة، وأشعلوا النار في إطارات السيارات والأشجار مما أدى لتوقف حركة المرور على الطريق وتعطل وصول العاملين بالميناء. وبدوره قال مجدي كامل المدير التنفيذي لجمعية مستثمري بورسعيد اليوم الخميس إن إدارات المصانع بالمنطقة الحرة العامة منحت العاملين بها إجازة اليوم الخميس وحتى يوم الأحد المقبل تحسبًا لوقوع أية احتجاجات قد تشهدها المدينة خلال الساعات القادمة مع قرب موعد النطق بالحكم على المتهمين في قضية استاد بورسعيد. وأضاف لمراسلة "الأناضول" أن القرار جاء تحسبًا لوقوع أية أحداث عقب النطق بالحكم وأن الإجراء جاء لتأمين العمال والمنطقة الحرة الاستثمارية . ولليوم الرابع على التوالي تغلق الغرفة التجارية بمدينة بورسعيد المصرية أبوابها أمام الجمهور بسبب أحداث الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين والتي تشهدها المدينة في محيط مديرية أمن بورسعيد ومبنى الغرفة التجارية ومحافظة بورسعيد. وقال يوسف عزام عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في اتصال هاتفي مع مراسلة "الأناضول" إن الغرفة أغلقت أبوابها أمام الجمهور على مدار الأيام الماضية خوفا من الوضع الحالي. وفي القطاع المصرفي قال مصطفى الزلاط المدير المالي لنادي بنوك لمراسلة "الأناضول" إن الحركة المصرفية في بورسعيد ضعيفة للغاية منذ تجدد الاشتباكات الحالية بين قوات الأمن ومحتجين في محيط مديرية أمن بورسعيد. وأضاف أن هناك استعدادات أمنية مكثفة من قبل قوات الجيش لتأمين البنوك الحكومية والأجنبية. وأوضح أن السبت المقبل إجازة رسمية في القطاع المصرفي وأن انتظام العمل الأحد المقبل من عدمه سيتم تحديده على حسب الأوضاع التي قد تشهدها بورسعيد خلال ال48 ساعة القادمة . وتتنظر مدينة بورسعيد المصرية السبت المقبل النطق بالحكم على 72 متهمًا، معظمهم من بورسعيد، بقتل 74 من مشجعي الأهلي في أحداث فبراير/ شباط 2012 التي عُرفت إعلاميًّا بأحداث استاد بورسعيد. وأصيب 50 شخصًا إثر تجدد الاشتباكات اليوم الخميس بين المحتجين وقوات الأمن في مدينة بورسعيد الواقعة على المدخل الشمالي لقناة السويس، وفقا لمصدر طبي رسمي. وتشهد بورسعيد اشتباكات منذ الأحد الماضي بين الأمن ومحتجين بدأت مع نقل المتهمين في قضية قتل مشجعي النادي الأهلي في أحداث فبراير/ شباط 2012 إلى خارج المدينة. وقتل 6 أشخاص بينهم اثنان من الأمن وأصيب مئات في المواجهات المتواصلة بالمدينة في ظل اقتراب الحكم النهائي بالقضية. وشهدت بورسعيد في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي أحداث عنف احتجاجي على إثر الحكم على 21 من المتهمين في القضية بإحالة أوراقهم إلى مفتي الديار المصرية لإبداء رأيه في الحكم بالإعدام عليهم. وأسفرت أحداث العنف الاحتجاجي عن مقتل نحو 40 من أبناء المدينة في مواجهات وقعت أمام عدد من المنشآت الشرطية بالمدينة الواقعة على البحر المتوسط . وشهدت بورسعيد في الأسابيع الماضية موجة من العصيان المدني دعا إليها نشطاء وألتراس النادي المصري أسفرت عن إغلاق عدد من المصانع لعدة أيام وتوقفت شركات ومؤسسات حكومية وخاصة عن العمل. وطالت دعوى العصيان العمل بميناء شرق التفريعة - أكبر ميناء محوري في مصر - على البحر المتوسط لعدة أيام. وتدخلت قوات الجيش لإعادة فتح الميناء بعد تردد أنباء عن تحويل خطوط الملاحة العالمية وجهتها إلى موانئ إسرائيلية وأخرى أوروبية.