أيام وتبدأ المعركة الانتخابية التي تعتبر المعركة الأخيرة والفاصلة مع الفلول النظام البائد، وهو ما يتطلب تكاتف جميع القوى الثورية والإسلامية لمواجهة وسحق قوى الاستبداد السابق.. نعم نحن أمام استحقاق انتخابي ودستوري لا يمكن إغفاله، فضلًا أن مقاطعته تعتبر انتحارًا سياسيًا يحرم القوى المقاطعة من المشاركة والتواجد في أهم مؤسسة رقابية وتشريعية في الدولة فمشاركة الجميع في انتخابات البرلمان واجب وطني حتى تخرج نتائج الانتخابات معبرة عن روح المصريين فضلًا أن المشاركة في بناء مصر الحديثة وعلى رأسها البرلمان شرف لكل مصري. واعتقد أن الحضور الجماهير المكثف في الانتخابات أكبر ضمانة لنزاهة وشفافية الانتخابات فالمصريون الذين بهروا العالم بمشاركتهم الفعالة في الانتخابات الماضية والتي كانت طوابير الناخبين تصل إلى 3 كيلومترات نريد منهم تكرار التجربة حتى نصنع مستقبل بلادنا بأيدينا ونقطع الطريق أمام المتربصين بالوطن. المشاركة في انتخابات البرلمان ضرورة ملحة لترسيخ التجربة الديمقراطية وتداول السلطة.. حتى وإن اختلفنا أو اتفقنا مع الرئيس.. وأعتقد أنه لا عذر لأحد ممن يدعي الوطنية والمسئولية السياسية في مقاطعة الانتخابات تحت زعم عدم النزاهة والشفافية خاصة في ظل تأمين القوات المسلحة للانتخابات بعد منحها الضبطية القضائية مع وجود ضمانات النزاهة والشفافية للجنة العليا للانتخابات واللجان المعاونة في ظل إشراف قضائي كامل والسماح لأكثر من خمسين منظمة محلية ودولية بمراقبة الانتخابات وعلى رأسها منظمة كارتر والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.. بالإضافة للتأكيد على فرز النتائج في اللجان الفرعية في وجود وسائل الإعلام ومندوبي المرشحين ضمانًا للنزاهة ومنح المرشحين صورة من النتائج.. وقد خرجت توصيات وقرارات الحوار الوطني تصب في صالح ضمانات نزاهة وشفافية الانتخابات وهو ما عكس جدية الحوار الذي بث على الهواء مباشرة ولم يحاور الرئيس فيه نفسه كما زعمت المعارضة بل كان حوارًا فيه شد وجذب ونقاش ساخن وليس أدل على ذلك من اعتراض رئيس حزب النور على الرئيس وتهديده بالانسحاب لتأخر إعطائه الكلمة.. إذن الحوار لم يكن تمثلية بل كان شفافًا وصريحًا . الغريب فعلًا هو الدعوات المغرضة التي سادت الأسبوع لتسليم الجيش مقاليد السلطة وإدارة البلاد.. وهي دعاوى مغرضة تريد توريط العسكريين في المشهد السياسي الملبد بالعنف والاحتقان.. ليكون الجيش في مواجهة الشعب وأعتقد أن الجيش أوعى وأزكى من كل الدعوات فهو حريص على أن يقوم بمهمته الأساسية في حفظ الحدود وتأمين البلاد وعدم الانغماس في السياسة، وأن يكون حاميًا للثورة وليس موجهًا وهو أمر يدركه الجميع منذ اندلاع ثورة 25 يناير. للأسف كراهية البعض للإخوان المسلمين وتولي الرئيس مرسي مقاليد الحكم في البلاد أعمت أعينهم فما عادوا يرون مصالح البلاد والعباد بل انقلبوا على الثورة وأصبحوا ثورة مضادة.. نسأل الله العفو العافية وهو ما يجعلنا نؤكد أن الرئيس جاء عبر صندوق انتخابي نزيه وشفاف ولن يرحل إلا من خلال إرادة شعبية حرة وصندوق شفاف.. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.