تعقد بعد غد الثلاثاء ندوة علمية بعنوان "سوء التغذية قضية قومية" والتي ينظمها معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، لمدة يوم واحد، تحت رعاية الدكتور علي عبدالعزيز علي نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث. يتحدث في الندوة الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري طب الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس.عن أن سوء التغذية قضية قومية تهدد صحة المصريين، فيما يطرح الدكتور عمر السيد الشوربجي حلولا لمشكلة سوء التغذية، ويتناول الدكتور جمال شفيق رئيس قسم الدراسات النفسية بالمعهد الجوانب النفسية لسوء التغذية. وصرح الدكتور مجدي بدران بأن اختيار موضوع الندوة عن سوء التغذية يرجع لأهميته على صحة الإنسان خاصة، وأن هذا الموضوع يتضافر مع موضوع آخر على درجة عالية من الحساسية وهو الإصابة بمرض الأنيميا .. مشيرا إلى أنهما قضيتان يهددان الجيل الجديد اعتبارا من كونه جنينا في بطن أمه بالإصابة بأمراض تهدد حياته وإنتاجه كفرد في المجتمع رغم سهولة الوقاية منهما. وأكد بدران - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن "الحق في الغذاء" شعار يقي ثلث البشر من الوفاة المبكرة أو الإعاقة نتيجة لوباء الجوع، وأن هدر الغذاء يعد جريمة تعاني منها مصر يقترفها الأثرياء ويجهلها الفقراء ولاتحظى بالاهتمام المناسب لدى المصريين. وأوضح بدران أن الأنيميا وسوء التغذية قضية قومية تهدد صحة المصريين، وأنها لا تعني بالضرورة نقص الغذاء ولكن أيضا اتباع سلوكيات غذائية خاطئة والرضاعة الصناعية، وتناول أطعمة غير متوازنة الكم والنوع وغير متناسبة مع العمر وانتشار وباء الأغذية الغربية السريعة. وقال إن معدلات الإصابة بأنيميا "نقص الحديد" في تزايد مستمر في مصر وتمثل مشكلة صحية عامة يعاني منها الفقراء والأغنياء على حد سواء، وتتربع على قائمة المشاكل الصحية التي تعوق تنمية المجتمع، ويرجع إليها السبب الرئيسي في شكوى المواطنين بالتعب والضعف العام الشهيرتين في مصر. وأشار الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري طب الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس إلى أنها من أهم العوامل التي تلقي الإنسان في دوامة الأمراض حيث يتم إهمالها ولاتعالج العلاج الأمثل نظرا لغياب ثقافة الوقاية. وقال إن مخ الإنسان يتأثر بإصابته بالأنيميا وسوء التغذية نتيجة انخفاض نسبة الهيموجلوبين ونقص الحديد وتكوين المايلين، المادة العازلة المغلفة للأعصاب، واللازمة لرفع كفائتها وزيادة سرعة نقل الأوامر والإشارات العصبية. ولفت إلى أن أنيميا نقص الحديد تتسبب في إهدار 25 مليون عام سنويا من أعمار البشر نتيجة غيابهم عن العمل أو الدراسة أو الوفاة .. مؤكدا أهمية تغيير العادات الغذائية الضارة واستحداث عادات جديدة صحية والتثقيف الصحي ومكافحة التلوث البيئي. وأكد أن سوء التغذية قضية قومية يجب أن تتضافر الجهود لمكافحتها وأن الأطفال هم ضحاياها الأكثر .. مشيرا إلى أن سوء التغذية يعد أحد العوامل الهامة في وفاة 6 ملايين طفل كل عام دون الخامسة من بين 13 مليون طفل يموتون من الأمراض وأشكال العدوى المختلفة التي يمكن تلافيها مثل الحصبة والإسهال والملاريا والالتهاب الرئوي. وأضاف أن من أعراض سوء التغذية هزال جميع أجزاء الجسم وتورم القدمين ونقصان الوزن أو زيادته وعدم ملائمة الوزن مع العمر أو طول القامة وشحوب والتخلف الدراسي والفشل الرياضي ونقص الإنتاج. وأكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري طب الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن سوء التغذية يسبب التقزم في الأطفال خاصة في الدول النامية بالإضافة إلى أنه يتسبب في ميلاد 30 مليون طفل سنويا ضحايا لسوء تغذية أمهاتهم خلال فترة الحمل بما يهدد حياة المواليد والرضع وربما يسبب صعوبات التعلم والتخلف العقلي والوفاة المبكرة واعتلال الصحة والعمل. وأشار بدران إلى أن التدخين يفاقم من سوء التغذية ليس فقط لأنه يستهلك أموالا من المفترض أن تخصص للتغذية السليمة، ولكن أيضا بسبب ميل المدخنين لتناول أغذية فقيرة في الحديد كما ونوعا بالإضافة إلى استيلاء غاز أول أكسيد الكربون الموجود في الدخان على هيموجلوبين الدم المسئول على حمل الأكسجين من الرئة إلى أنسجة الجسم المختلفة. وشدد على أن المصريين بحاجة لعادات غذائية جديدة تحث على العودة لتناول السلاطة الخضراء الطازجة الغنية بالخضراوات الورقية وتناول وجبة الإفطار والعودة للرضاعة الطبيعية وشرب العصائر الطبيعية بدلا من المياه الغازية، وتناول الخبز الأسمر والحرص على شرب اللبن وتناول منتجات الألبان.