أشعل اختفاء مُدرسة مسلمة بمدينة كوم امبو التابعة لأسوان فتيل أزمة طائفية جديدة بعد تسرب شائعات بتنصيرها من قبل إحدى الكنائس بالمدينة، الأمر الذى حرك المياه الراكدة، وأدى إلى توتر الأجواء فى الشارع الأسوانى. وبدأت الواقعة التى شهدتها مدينة كوم امبو ليلة أمس بتردد شائعات حول إخفاء كنيسة مارجرس بالمدينة سيدة تدعى "سحر تونى" 36 سنة مدرسة إعدادى بهدف تنصيرها، حيث كانت السيدة المختفية تربطها علاقة متميزة بإحدى زميلاتها المسيحيات، والتى شوهدت آخر مرة معها منذ 5 أيام حسب روايات الأهالى. وقد قام العشرات من أهالى السيدة بالتوجه إلى الكنيسة وبدأوا فى محاصرتها وحاولوا اقتحامها من أبوابها الأمامية بحثًا عن ابنتهم فيما قام عدد آخر بقطع طريق أسوان - القاهرة الرئيسى أمام مدينة كوم امبو بعد أن وضعوا إطارات السيارات والحجارة وأفرع الأشجار فى عرض الطريق، كما قطعوا السكة الحديد بين أسوانوالقاهرة. واستمر تواجد الأهالى الغاضبين أمام الكنيسة فيما اندس من حولهم عدد من العناصر المثيرة للشغب التى رشقت الكنيسة بالحجارة. على الفور توجه اللواء حسن عبد الحى، مدير أمن أسوان واللواء جمال الفولى حكمدار المديرية وقيادات الأمن إلى موقع الأحداث المشتعلة، وتم الدفع بتعزيزات أمنية كبيرة والدفع بمصفحتين و15 سيارة من الأمن المركزى والحماية المدنية والتى تمكنت من تفريق المتجمهرين الغاضبين ونجحت فى إبعادهم عن محيط الكنيسة بعد أن ألقت عليهم قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع. فيما اندس بين الأهالى عناصر شغب والتى دخلت فى مواجهات مباشرة مع الأمن بإلقاء الحجارة والطوب عليها وزجاجات المولوتوف المعدة يدويًا، مما أدى لحدوث تلفيات لسيارات الأهالى، التى تواجدت بمحيط الكنيسة بالإضافة إلى وقوع إصابات بين ضباط وجنود الأمن بلغت نحو 10 حالات إصابة من بينهم العقيد محمد عبد الجليل قائد قوات الأمن المركزى. واستمرت عمليات المواجهات والكر والفر بين الشرطة وعناصر الشغب، والتى امتدت إلى شوارع جانبية للكنيسة وأعلى الكوبرى القاطع للسكة الحديد فى مواجهة الكنيسة، وتمكنت الأجهزة الأمنية خلال هذه الأثناء من إلقاء القبض على 4 أشخاص خلال هذه المواجهات. من جانبها، دعت قيادات الجماعة الإسلامية وحزب الحرية والعدالة والأحزاب السلفية إلى مفاوضات مع الأهالى لاحتواء الموقف وإنهاء تجمهرهم أمام الكنيسة. وصرح اللواء حسن عبد الحى، مدير أمن أسوان، الذى تواجد بقلب الأحداث بأن الأجهزة الأمنية تمكنت منذ ليلة أمس وحتى صباح اليوم الجمعة من فرض سيطرتها الكاملة على الأحداث المشتعلة، مؤكدًا أن تداعيات الأزمة بدأت بتسرب شائعات غير دقيقة حول تفسير اختفاء مُدرسة إعدادي تدعى سحر تونى 36 سنة منذ 4 أيام بعد أن تم تحميل الكنيسة واقعة إخفائها بشكل غير مبرر بحجة تنصيرها من خلال إحدى زميلاتها فى المدرسة التى تعمل بها. من جهته، نفى مصدر كنسى أن كنيسة مار جرجس غير مسئولة عن واقعة اختفاء المُدرسة ولم تدعوها للنصرانية كما أشيع، رافضًا الشائعات التى ترددت ان الكنيسة ستحمى السيدة وأنها ستتكفل بنقلها إلى السودان عقب تنصيرها.