اضطر البابا شنودة الثالث لقطع كلمته التي ألقاها أمس الأول بمناسبة مرور 38 عامًا على تنصيبه، وغادر مقر الاحتفال الذي أقيم بمقر الكاتدرائية بالعباسية، بسبب الضوضاء نتيجة الهتافات المبالغ فيها والتصفيق والتصفير الحاد من قبل آلاف الأقباط الذين شاركوا الاحتفال بالمناسبة. ولم تزد كلمة البابا عن أربعة دقائق فحسب خلال الاحتفالات التي استمرت لما يربو عن خمس ساعات بدأت من السابعة مساء وحتى الحادية عشرة، وحرص في كلمته على التأكيد أنه بدون الشعب لا قيمة له، فالراعي بدون رعية "ملوش لازمة"، وتوجه لهم بالقول: أنا مسئول عن خطأ أي فرد فيكم، فقاطعه الحضور، الذين توجه لهم بالشكر، قائلا: أشكركم وأشكر رقصكم طربًا في عيد جلوسي. وتابع قائلاً: الله يطلب مني أن أعمل في الخفاء لكني أفاجئ بأن كل ما أقول به يعرفه الناس، ولم يستطع البابا مواصلة كلامه جراء تزايد الأصوات المنبعثة من الجمهور، فاستأذن من الحضور للانصراف، وخرج في حراسة الكشافة خارج باحة الكاتدرائية في مشهد أثار عجب الآلاف من الحضور. وكان الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس افتتح المناسبة التي قدر الحضور فيها بحوالي 10 آلاف قبطي بكلمة وصف فيها البابا بأنه أسطورة و أعجوبة و أنشودة في آن واحد، مشيرًا إلى حصوله على ثماني شهادات دكتوراه، فضلاً عن فوزه بجائزة أفضل واعظ للدين المسيحي في العالم عام 1978، مؤكداً أنه سيحيى للأبد حتى يسلم الكنيسة للمسيح في مجيئه الثاني، على حد قوله. بدوره، تباري الأنبا موسي أسقف الشباب في الإشادة بالبابا وبحكمته، بادئًا حديثه بقوله: "سألت نفسي من هو شنودة، فقلت هو 5 × 1 (اختيار إلهي – شخصية مميزة – قوة إرادة – رؤية واضحة – إنجازات مبهرة )، وتحدث بعده المستشار إدوارد غالب سكرتير المجلس الملي، ثم المستشار نبيل ميرهم رئيس مجلس الدولة السابق. وفي كلمته، قال الأنبا أثناسيوس أسقف بني مزار إن البابا "لن يموت ولن يسلم الكنيسة لخليفة له، وإنما سيسلمها للمسيح فقط في نهاية العالم"!. ثم تحدث أعضاء المجلس الملي السكندري، تلي ذلك بيان قرأه المستشار إدوارد غالب سكرتير المجلس أكد فيه أن المجلس "لم ولن" يناقش أي اقتراح بتعديل لائحة انتخاب البطريرك كما زعم البعض بدعوى أنها توافق صحيح الإنجيل. وفي إشارة منه لعدم صحة ما نشر حول قبول البابا لاستقالة ثروت باسيلي – الذي يعالج حاليا بالولايات المتحدة – قال سكرتير المجلس الملي إن هذا البيان وقع عليه أعضاء المجلس الملي بالإجماع وعددهم 24 عدا اثنين، أحدهما توفي، والآخر هو الدكتور ثروت باسيلي الذي وكلني عنه للتوقيع وأحتفظ بفاكسه في مكتبي وسوف أقدمه لسكرتارية البابا. وخلال الحفل قدم له بعض الأساقفة هدايا وأيقونات وعلي رأسهم الأنبا يؤانس سكرتيره الشخصي، كذلك أهداه هاني عزيز هدية ممثلا لنادي ليونز.
