طلب وفد المجلس الوطنى السورى برئاسة جورج صبرا من الجامعة العربية التدخل العاجل والضغط على النظام السورى لتوفير الحماية للسوريين، ووقف الموجة الجديدة من تدمير المدن السورية بصواريخ سكود الباليستية. واستنكر الوفد خلال لقائه أمس مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى كافة قوى المعارضة السورية لعملية الصمت العربى والدولى تجاه عملية الإبادة التى تتم للشعب السوري. وقال صبرا فى تصريحات للصحفيين إن وفد المجلس الوطنى السورى بحث خلال لقائه مع د.العربى التطورات على الساحة العربية والدولية وتطور المواقف بشأن الثورة السورية وآخر التطورات فى الميدان فى ضوء الموجة الجديدة من العنف التى يقوم بها النظام بقصف مدينة حلب بصواريخ سكود الباليستية. وأوضح أن الوفد نقل للجامعة العربية حقيقة الأوضاع فى سوريا فى ظل هذه الموجة الجديدة من العنف بالبلاد والتى أدت إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين السوريين. ووصف المباحثات بأنها كانت مثمرة ومفيدة، وقال إنه نقل للجمعة العربية عتبا واستنكارا كبيرا على الأشقاء العرب والمسئولين فى الجامعة العربية لهذا الصمت المطبق تجاه الجرائم الكبيرة التى يرتكبها النظام، كما عبرنا عن استنكارنا لهذا الصمت الدولى الذى يخيم فى مرحلة ينتقل فيها النظام إلى عملية الإبادة الجماعية، حيث لا يقصف فى حلب أهدافا عسكرية ولا مقاتلين من الجيش السورى الحر وإنما يدمر مدينة الثقافة والتاريخ، ويقتل شعب حلب بهدف تهجير أهالى المدن، فضلاً عن الملايين الذين نزحوا خلال الفترة الماضية من مدنهم وقراهم سواء إلى الداخل السورى خارج الحدود السورية. وقال: لقد بحثنا مع الأمين العام المواقف المطلوب اتخاذها سياسيا وإغاثيا لنجدة الشعب السورى، لافتا إلى أن د.العربى وعد باستجابة سريعة لهذه المطالب، خاصة ما يتعلق بدور جديد للجامعة العربية فى توفير الحماية للشعب السورى من أعمال القتل وتوفير أشكال الدعم الإغاثى والإنسانى التى يحتاجها باعتبار سوريا من الدول المؤسسة للجامعة العربية، وكان السوريون دوما إلى جانب الأشقاء العرب فى جميع همومهم. وردا على سؤال حول الدور المطلوب من الجامعة العربية فى هذه المرحلة.. قال صبرا: يمكن للجامعة أن تلعب دورا من خلال الضغط على النظام السورى ودفع الدول العربية فرادى وجماعات للقيام بهذا الدور، وكذلك من خلال الاتصال بالمنظمات الدولية والإقليمية المعنية للقيام بنفس الدور. وقال جورج صبرا إن الأمين العام أطلع وفد المجلس الوطنى على نتائج زيارة الوفد الوزارى العربى الأخيرة إلى موسكو، وتم التشاور حول الآفاق المستقبلية للمرحلة المقبلة، مؤكدا أن قوى المعارضة السورية لم تلغ زيارتها لكل من موسكو وواشنطن، بل قامت بتعليق نشاطات المعارضة السورية فى الخارج، وذلك نتيجة لاستحقاقات الوضع الداخلى الذى فرضه علينا قصف مدينة حلب بصواريخ سكود والآلام الكبيرة التى خلفها هذا القصف، موضحا أن الاتصالات الدولية ستتواصل فى الوقت المناسب. وحول ماهية البدائل لدى المعارضة إذا كانت ستنسحب من اتصالاتها مع المجتمع الدولى.. قال: نحن لم ننسحب من أى مشاركة دولية، بل علقنا مشاركتنا لأننا نحتاج الآن لمعالجة آلام شعبنا فى الداخل، وأن جهودنا الآن مركزة على وقف العنف والقتل الجماعى، ولهذا فضل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة استثمار الوقت لمعالجة الشئون الداخلية، أما الصلات الدولية فسيكون له وقت آخر. وردا على سؤال بشأن تشكيلة الحكومة الانتقالية الجديدة التى أعلنت عنها المعارضة، قال صبرا إن الحكومة الانتقالية غير واردة الآن، بل الوارد هو الحكومة المؤقتة وهى موضوعة على جدول أعمال الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية، وأنه من السابق لأوانه الحديث عن أى شخصيات أو ترشيحات فى هذا الشأن. وفيما يتعلق بوجود تباينات حول مبادرة الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف بشأن إجراء حوار مع ممثلى الحكومة السورية، قال صبرا إن مبادرة الشيخ معاذ الخطيب ليست مبادرة المعارضة، بل هو من أعلن ذلك، والجميع وصلته الرسالة بأنها مبادرة شخصية خاصة ذات طابع إنسانى، وقد أصدر الائتلاف قبل يومين محددات للمبادرات، وأعلن بوضوح أن أى مبادرة سياسية باسم المعارضة يجب أن تخرج عن الهيئة العامة للائتلاف. وردا على سؤال حول ما إذا كان الأمين العام للجامعة العربية قد طلب من الوفد التراجع عن موقف المجلس تجاه مبادرة الخطيب، قال صبرا: لم يطلب منا الأمين العام أى تراجع، وأن المعارضة السورية هى الجهة الوحيدة التى يمكن أن نصغى لها ومن يعطينا الأوامر هو الشعب السورى والثوار فى الداخل، أما فى الجامعة فنحن نستمع للنصائح والمشاورات. واعتبر صبرا أن رد النظام السرى على مبادرة الخطيب أصبح واضحًا عندما تعامل باستخفاف معها، وكذلك بإيصالها للنهاية المحتومة، كما أن الشيخ الخطيب من جهته أعلن نهاية هذه المبادرة. وأضاف أن النظام قدم رؤيته لهذه المبادرة وأغلق الباب أمام أى حل سياسى، بل أعلن الحرب على الشعب السورى، ليدخل إلى مرحلة جيدة فى الحرب بتدمير المدن بالصواريخ الباليستية.