نددت منظمات حقوقية بظاهرة اعتقال أطفال الشوارع وتحميلهم مسئولية الدمار والخراب الذى يحدث خلال الفعاليات المختلفة من تظاهرات واعتصامات، مشيرة إلى أن الحكومة أخفقت فى تطبيق قوانين رعاية الطفل وحمايته من كافة أنواع الاستغلال. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد مساء السبت بعنوان"اليوم القومى للتضامن مع أطفالنا فى الشارع" أن ظاهرة أطفال الشوارع تحتاج إلى الاهتمام بهم بدل من التحدث عنهم فى وسائل الإعلام المختلفة على أنهم هم السبب الرئيسى فى أحداث الدمار والخراب. وقالت رانيا فهمى، المدير التنفيذى لمؤسسة بنات الغد "بناتى"، إن الدولة تنتهك حقهم عن طريق الاعتقالات والحبس غير الآدمى وبدون وجه حق بالرغم من أن القانون كفل لهم ذلك. وقالت إنَّ أكثر من 70% من ظاهرة أطفال الشوارع نتيجة العنف الأسرى، كاشفة عن أن بعض مؤسسات رعاية الطفل تمارس عمليات الترهيب والإساءة جسديأً ومعنوياً للطفل. وقال أحمد مصيلحى، المستشار القانونى للائتلاف المصرى لحقوق الطفل، إن عمر بائع البطاطا الذى أصيب بطلق نارى حى فى القلب على أيدى القوات المسلحة، حتى ولو كان عن طريق الخطأ، فإنه يبين مدى كمية الانتهاكات التى يتعرض لها الأطفال فى الشارع، وسط غياب كامل للدولة فى رسم سياسات وخطط ومنهج للوصول بالطفل لرعاية مناسبة. وأضاف مصيلحى خلال كلمته أن تحميل الأطفال كل الجرائم التى تحدث فى الميادين المختلفة فى الشاشات لتصدر المشهد، انتهاك صارخ لحقوق الطفل، معتبرًا أنه استغلال سياسى يستوجب المعاقبة. وقال: "يوجد فى القاهرة أكثر من 4176 طفلاً و 2130 فى الإسكندرية تم إلقاء القبض عليهم بدون وجه حق، والاعتداء عليهم بالضرب والإهانة وتقديمهم للمحاكمة دون عرضهم على نيابة الطفل، كما يوجد 604 أطفال تم إلقاء القبض عليهم فى أحداث محيط السفارة الأمريكية ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية، واحتجازهم فى أماكن غير مخصصة للآدميين. وأكدت أميرة قطب المتحدث الرسمى لمبادرة "مناديل"، أن الدولة أخفقت فى حماية ورعاية الطفل، مشيرةً إلى أن الدولة الآن تحمل الطفل مسؤولية الدمار والخراب الذى يحدث خلال الفعاليات المختلفة من تظاهرات واعتصامات ، وهى على دراية كاملة بمن يقوم بذلك. وطالبت قطب بتفعيل قانون الطفل لسنة 2008 موضحة أن اللجان المختصة بحماية الطفل ورعايته بجميع المحافظات غير مفعلة بالرغم من أن القانون كفلها للطفل ولو فعلت ذلك ما وجد طفل بالشارع.