قالت مجلة "ذا ويك" البريطانية أن بعد مرور سبعة أشهر من إنتخابه وسط أجواء من البهجة والتفاؤل أصبح الرئيس المصري محمد مرسي معزولاً بشكل متزايد ومحاصراً داخل قصره بعد أن إنفض عنه الجميع. وأضافت أن لجنة مستشاري الرئاسة المكونة من 21 من الشخصيات البارزة من مختلف الأطياف السياسية أصيبت بسلسلة من الإستقالات والإقالات إحتجاجاً على سياسات الرئيس مرسي الحزبية والإستبدادية، مشيرة إلى أن الأمر بدأ بإستقالة المستشارين العلمانيين والأقباط ثم إمتد ليشمل حتى المستشارين المنتمين للتيارات الإسلامية بما في ذلك السلفيين. وأوضحت أن مرسي على الرغم من مرجعيته الإسلامية تمكن من إجتذاب قاعدة دعم عريضة في الإنتخابات الرئاسية العام الماضي عندما قدم نفسه بإعتباره مرشح الثورة ووعوده بالتخلص من عدد من المشكلات الإجتماعية خلال المائة يوم الأولى من حكمه، ولكن أهم من ذلك بسبب تعهده بأن تشمل إدارته مختلف الأطياف السياسية وألا تكون منحازة لأيديولوجية بعينها. وأشارت إلى أن مجلس مستشاري الرئاسة الذي ضم قطاع عريض من مختلف الأطياف السياسية كان ضرورياً لإضفاء مصداقية على تلك التعهدات، وأن حل هذا المجلس الآن أصبح رمزاً للإتجاه الذي تسلكه مصر بعيداً عن التوافق والوحدة والحوار، نحو التحزب والإنقسام والعنف. ولفتت إلى أن الرئيس مرسي يواجه إتهامات عديده هذه الأيام من قبل كل من الليبراليين والسلفيين بأنه يقوم بتعيين أعضاء غير مؤهلين من جماعة الإخوان المسلمين في مناصب حيوية بالحكومة، كما أن نصف مستشاري الرئاسة المتبقيين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين. واستدركت المجلة قائلة أنه في البداية كان ينظر لجماعة الإخوان المسلمين بإعتبارها الوحيدة القادرة على توحيد البلاد بإعتبارها تمثل وسطاً بين التيارات الإسلامية المتشددة والأخرى العلمانية، مما جعلها تبدو كوسط مثالي قادر على نقل مصر نحو الديموقراطية. غير أن حزبية الرئيس مرسي الواضحة إلى جانب الإختلافات الأيديولوجية الواضحة والصعوبات الإقتصادية المستمرة بدأت تفقد جماعة الإخوان المسلمين مصداقيتها وقدرتها على توحيد الاطياف السياسية المختلفة إلى جانب خسارتها الكثير من الدعم الشعبي. وقالت المجلة أن الكتلة القبطية والليبرالية تخلت عن محاولة التعامل مع الرئيس مرسي وإتجهت إلى دعم المظاهرات المناهضة له والتي حولت منطقة وسط القاهرة وغيرها من المدن إلى مناطق حرب حقيقية، إلا أنها لفتت إلى أنه باستثناء معارضة الإسلاميين فإن تحالف المعارضة الذي يضمن الإشتراكيين والعلمانيين ورجال الأعمال وحتى فلول النظام السابق لا يتفق على أي شئ آخر. وأضافت أن السلفيين من جانبهم أيضاً منقسمون بين فصيل يدعم المعارضة الليبرالية للضغط على مرسي، وفصيل آخر ضاعف من دعمه للرئيس مرسي باللجوء إلى الخطاب العنيف. ومع إقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية المقررة بعد شهرين، توقعت المجلة أن تتعرض جماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسي للمزيد من الهجوم من كلاً من اليمين واليسار. ولكن على أي حال فإن المصريين الذين خاطروا بحياتهم يوماً في نضال من أجل الديموقراطية يبتعدون بشكل متزايد عن العملية السياسية بسبب شعورهم بالإحباط وقلة الخيارات الجيدة، بحسب المجلة. ولفتت المجلة إلى أن أحد أهم ركائز حملة الرئيس مرسي الإنتخابية كانت وعوده بإعادة الأمن للشوارع، وتخفيف الإزدحام المروري، والتخلص من القمامة خلال المائة يوم الأولى من حكمه، ولكن على الرغم من إنقضاء هذا الموعد فإن معدلات الجريمة والفوضى في إزدياد كل يوم، والإزدحام المروري وأكوام القمامة لا تزال تسد شوارع القاهرة. واختتمت المجلة تقريرها قائلة أنه بغض النظر عن أي الأحزاب ستفوز أو تخسر فإن من شبه المؤكد أن الشوارع ستظل قذرة، والأمن سيظل ضعيفاً، والسياسة ستظل متعنته.