المجلة الأمريكية: إذا فشل الرئيس الجديد في توحيد المصريين فإن فرص التغيير الحقيقي ستكون ضئيلة إذا كان حديث مرسي عن الوحدة الوطنية مجرد تكتيك قصير الأجل لمواجهة "العسكري" سيكون إنعاش المرحلة الانتقالية صعبا
مع استعداد محمد مرسي لأن يصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر، فإن عليه أن يقرر ما يمثله فعلا: هل هو سياسي موحد يريد "مصر لكل المصريين" مثلما قال بعد وقت قصير من إعلانه كرئيس منتخب، أم إسلاميا يكرس نفسه لعبارة "القرآن دستورنا" التي كررها أثناء الجولة الأولى من الانتخابات.. هذا هو ما قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن على الرئيس الجديد أن يوضح موقفه منه في الأيام والشهور القادمة.
وقالت المجلة إن هذا ليس خيارا ثقافيا بقدر ما هو سياسي وعملي، لافتة إلى أن التحدي الأكبر بالنسبة إلى مرسي هو توحيد المعارضة السياسية التي عانت من انقسامات أساسية بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، وفي داخل كل من المعسكريين أيضا.
وحذرت المجلة من أنه لو كانت دعوة مرسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية مجرد تكتيك قصير المدى لمواجهة المجلس العسكري، أكثر من كونها التزاما استراتيجيا بالتعددية كطريقة حياة سياسية، فإن فرص إنعاش مرحلة انتقالية كانت موضوعة على جهاز التنفس الصناعي قبل أيام قليلة، ستكون ضعيفة جدا.
وقالت المجلة إن انقسام المعارضة السياسية في مصر في مصلحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى هذا الوقت. وإذا فشلت المعارضة في توحيد صفوفها، فإن فرص حدوث تغيير حقيقي ستظل واهية للغاية، لافتة إلى أنه من الصعوبة بمكان تحقيق هذه الوحدة في حين أن المعارضة منقسمة نتيجة صراعات أساسية متعلقة بالهوية.
الآمال في تفكيك التركة الطويلة من التخويف السياسي في مصر كانت بحسب المجلة، متوقفة على "ضمانات ذات مصداقية" تطمئن كل القوى المهمة بأنه ستكون هناك سياسة ديمقراطية تحترم الحقوق الفردية والجماعية. ورغم أن معظم القوى السياسية المصرية ارتكتب أخطاء، فإن المهم أن يكون واضحا أن القوى السياسية الأكبر عليها عبء خاص لطمأنة أولئك الذين يساورهم القدر الأكبر من المخاوف من الحصيلة التي يمكن أن تفضي إليها الديمقراطية. وهنا تقول المجلة إن بعض قيادات الإخوان فطنوا إلى هذا المنطق، حيث أثبت بعضهم أنه يتجاهله تماما، بينما لا يزال هناك آخرون مثل عصام العريان، يعدون بتمثيل سياسي شامل في الوقت الذي يؤكد فيه على نفس النظرة للعلمانيين على أنهم ليس لهم صلة بمستقبل مصر.
وترى فورين بوليسي أن المفتاح إلى المرحلة القادمة هو ما إذا كان مرسي تعلم الدروس الصحيحة من سجل الإخوان خلال الفترة التي أعقبت الثورة. وتوضح أن عليه أن يصنع جهدا حقيقيا ومتواصلا لإدراج كل أطياف المعارضة الذين يخشون من أن يكون الرئيس المنتخب غير مخلص في وعوده أو غير قادر على حشد حلفاءه من جماعة الإخوان المسلمين وراء أجندة سياسية تعددية.
واعتبرت المجلة أن تشكيل حكومة وحدة وطنية ستكون خطوة من شأنها أن تطمئن القوى غير الإسلامية بعض الشئ.